200 حالة طلاق في الجلسة والأزمة أخلاقيَّة
آخر تحديث GMT 17:43:56
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

المحاميَّة كنزة الماروقيّ لـ "المغرب اليوم":

200 حالة طلاق في الجلسة والأزمة أخلاقيَّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 200 حالة طلاق في الجلسة والأزمة أخلاقيَّة

المحامية كنزة الماروقي
مراكش - ثورية إيشرم

  أكَّدت المحامية كنزة الماروقي، في حديث خاص إلى "المغرب اليوم"، أنه "بحكم وظيفتي كمحامية، وتجربتي لمدة عشر سنوات، في مجال المحاماة، لا سيما مع قضايا الأحوال الشخصية، وخصوصًا المتعلقة بالطلاق، يمكن أن أقول إن نسبة الطلاق ارتفعت بشكل مهول، في المحاكم المغربية، حيث أصبحت تلك الظاهرة تُهدِّد الاستقرار  الأسري والمجتمعي"، مشيرة إلى أن "المحكمة الابتدائية في مراكش أصبحت تعج أسبوعيًّا بعشرات المتقاضين، الذين يطالبون بفك الرابطة الزوجية، التي تجمعهم لأسباب عدة، ولكل منهم مبرراته الخاصة به، إذ أصبحنا نجد أكثر من 200 ملف، يتم تسجيله في كل جلسة". وأشارت المحامية، إلى أن "أسباب ارتفاع ظاهرة الطلاق في المجتمع زادت بشكل ملحوظ، لا سيما بعد الأزمة الأخلاقية التي يعيشها المغرب كباقي المجتمعات العربية، إضافةً إلى المشاكل المادية الكثيرة التي باتت سببًا في ظواهر مجتمعية عدة، ولا ننسى تغيير المفاهيم التي تقدس العلاقة الزوجية، والتي كانت بدورها مبنيّة على أسس كثيرة تجعل من الزواج الرابطة المقدسة التي تجمع بين طرفين يتقاسمان فيها الحياة بحلاوتها ومرارتها، ويُقدِّران المسؤولية، وأهمية الحفاظ عليها للحفاظ على العلاقة الزوجية، وتربية الأولاد بين الأب والأم، حتى وإن كان على حساب أحد الطرفين، وأهمها الصبر، الذي كان يميز العلاقة بين الزوجين، بخلاف الآن، حيث أصبحنا نرى أن الزواج عبارة عن مؤسسة تنبني على المصلحة الشخصية، حيث ينعدم التفاهم بين الطرفين، وتكثر المشاكل، والعلاقة يسودها نوع من الاستهتار واللامبالاة". وأعلنت أن "كثير من الشباب والشابات تناسوا أن تلك الرابطة المقدسة؛ ليست فترة خطوبة وأفراح فقط، بل هي وجبات وتضحيات ومسؤوليات تقع على عاتق كل منهما، ويجب عليهما أن يتحليان بالصبر والقدرة على تحملها، لتكوين أسرة ناجحة، وتربية جيل صالح، يتمتع بالحس الأخلاقي، والوازع الديني، ويضمن مستقبلًا أفضل". وأوضحت كنزة، قائلة، "كلما تزايدت نسبة الطلاق تزايدت نسبة الأطفال المتشردين، الذين يدخلون عالم الانحراف من بابه الواسع، ما يزيد من ظاهرة التسرب المدرسي"، مضيفة أن "القضايا التي شهدها مكتبي بلغت معدلاتها من 10 إلى 15 حالة في السنة، وكنت أعمل دائمًا على تعطيل تسجيل تلك القضايا لدى المحاكم، بهدف إفساح المجال أمام الطرفين لإيجاد حلول مناسبة لمشاكلهما، تفاديًا لفكرة الطلاق، لا سيما وإن وجد أطفال بينهما، وهنا لا بد أن أشير إلى أنه لا يجب التساهل مع قضايا الطلاق حتى نتمكن من تقليص نسبته التي أصبحت تعرف ارتفاعًا كبيرًا، لا سيما في السنوات الأخيرة، ما سيؤدي إلى ظهور جيل متمرد على المجتمع سببه آفة الطلاق". وأكَّدت أن "الأطفال من والدين مطلقين، مستحيل أن يكونوا كغيرهم من الأطفال الذين يعيشون في أسرة مستقرة، مهما حاولنا جاهدين تعويضهم عن النقص الذي يسببه طلاق الوالدين، فغياب الحنان، وكنف الأسرة المتماسكة، يدفعهم إلى الانحراف، ودخول مستنقع الجريمة". وكَشَفَت كنزة، قائلة، "للمرة الأولى أقول تلك المعلومة، وهي مهمة جدًا، ووصلت إليها من خلال مرافعتي في حق شباب متورطين في  في أعمال إرهابية متعددة، وكانت غالبية أسرهم منفصلة، والبقية أيتام، أو فقدوا إحدى الوالدين"، مشيرة إلى أن "أهم الحلول التي تساهم في التخفيف من حدة وانتشار تلك الظاهرة الخطيرة، هو التأني عند الزواج، واختيار الأنسب، وأخذ الوقت الكافي في التفكير، وعدم التسرع عند الزواج، فالمهم ليس الزواج، بل الأهم هو استمرار هذا الزواج، واستقرار الأسرة الناتجة عنه، وهذا ينعكس مباشرة على استقرار مجتمع بأكمله وأخلاق أفراده المرتبطة بشتى المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وغيرها، فإذا لم يستطع الشاب أن يتحمل مسؤولية تكوين أسرة، فمن المستحيل أن يقدر على حماية نفسه، فكيف ترجو منه حماية أولاده وبلده، واهتممنا بتلك بأخلاق ديننا الحنيف السوي الصحيح، وليس المتطرف، أهم أسس المجتمع الناجح".    

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

200 حالة طلاق في الجلسة والأزمة أخلاقيَّة 200 حالة طلاق في الجلسة والأزمة أخلاقيَّة



GMT 16:29 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:52 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ناسا تطلق مهمة أوروبا كليبر إلى قمر المشترى بحثًا عن حياة

GMT 21:22 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 00:43 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يحاكي الموسيقى دون إبداع

GMT 02:15 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib