بيروت _ المغرب اليوم
أقدمت نازحة سورية (26 عاماً) على محاولة إحراق نفسها بعض ظهر الخميس أمام مركز الأمم المتحدة للاجئين في مدينة طرابلس شمال لبنان، بعدما سكبت مادة البنزين على جسدها، ونقلت على الفور بواسطة سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى السلام المتخصص بالحروق في المدينة. وروى شهود عيان أنه إثر تبلغ الشابة أن طلبها للهجرة لا يزال عالقاً سرعان ما قامت بمحاولة إحراق نفسها. أضاف المصدر أن الفتاة تقيم في بلدة الكورة شرق مدينة طرابلس وأن ما قامت به كان نتيجة الضغوط الاقتصادية التي يعيشها لبنان عموما والنازح السوري خصوصا. "
وتابع" وصلت الشابة إلى مقر مركز الأمم المتحدة في منطقة المعرض وجرت العادة أن تقصد العائلات اللاجئة المركز للحصول على مبلغ دعم لا يتجاوز 400 ألف ليرة لبنانية أو ما يقابله من مواد غذائية على أن تتم مداورة العديد من العائلات خلال العام الواحد. وأردف المصدر أن من مطالب اللاجئين الجديدة طلبات الهجرة نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان ظناً منهم أن الأمم المتحدة يمكن أن تقدم المساعدة في هذا الخصوص بينما الموضوع يبقى محصورا بدور السفارات الأجنبية في لبنان. وأكد مصدر طبي مسؤول أن حال الشابة غير خطرة، وأنها تعاني من وضع
نفسي صعب وترفض مقابلة أحد. وهذه اللاجئة واحدة من أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري، لجأوا إلى لبنان بحثاً عن الأمن والأمان ورغيف الخبز الذي بات الحصول عليه أمرا صعبا، رغم المساعدات التي تقدمها بعض الجمعيات والمنظمات العالمية، ولا سيما مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسيف. وأكدت المسؤولة الإعلامية للمفوضية السامية للاجئين في لبنان ليزا أبو خالد في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المرأة التي حاولت الانتحار هي أم لعدة أولاد وأن المفوضية سرعان ما قدمت المساعدة لها وطلبت من الصليب الأحمر نقلها للمستشفى وأن فريقاً
من المفوضية يتابع حالتها هناك. وكشفت أبو خالد أن دور المفوضية يقتصر على تقديم طلبات لإعادة توطين اللاجئين السوريين في بلد ثالث، إلا أن هذه الفرص تبقى محدودة جداً وتخضع لمعايير محددة، وتقوم المفوضية بمحاولة مساعدة اللاجئين خصوصا في لبنان بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية ". يذكر أن مقر الأمم المتحدة في طرابلس يشهد تجمعات يومية للاجئين السوريين الذين يصطفون في طابور بانتظار دورهم للحصول على المساعدات وأن هذه الحالة ليست الأولى في هذا المكان فقد تكررت عدة مرات وفي سنوات ماضية. وجاء في تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين للعام الماضي 2020 أن 89% من أسر اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر المدقع، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 55% في منتصف عام 2019.ونظراً للاحتياجات المتزايدة، فقد وجد العديد من اللاجئين السوريين أنفسهم مضطرين لإتباع آليات سلبية من أجل التكيف مثل تخفيض عدد الوجبات، وإخراج أطفالهم من المدارس، وعمالة الأطفال، والمديونية، والتحرك بدافع من اليأس للسفر هرباً عن طريق البحر إلى قبرص طمعا في اللجوء إلى أوروبا. كما تعرض العديد من اللاجئين للطرد من منازلهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجار.
وفي نهاية عام 2020، تم تسجيل حوالي 865,531 لاجئاً سورياً لدى المفوضية في لبنان.
قد يهمك ايضا
الإمارات تقع بفخ التعادل مع لبنان في بداية مشوارها بتصفيات كأس العالم
كارثة تعليمية تهدد المدارس الخاصة في لبنان وأبناء الفقراء الجُدد ينزحون إلى المدارس الرسمية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر