بيروت - رياض شومان
تزداد معاناة النازحين السوريين الى لبنان هرباً من جحيم النار و الموت في بلدهم ، مع ازدياد أعدادهم يوماً بعد يوم، فيما الدولة اللبنانية عاجزة عن تأمين المأوى و الملبس و الغذاء و المدرسة بسبب وضع الخزينة المتردي، وعدم تقديم مساعدات دولية كافية لدعم النازحين.
وفي محاولة للتكيف مع الواقع الجديد والاستفادة من الطاقات والخبرات التي ترعرعن عليها من أعمال يدوية وحرفية
حرة، اضافة الى الأثقال الهائلة المتأتية من حملة التشويه للسوريات في وسائل الاعلام المؤيدة للنظام السوري، انبرت مجموعة من السيدات الى إطلاق مبادرة تجنبهن البطالة وشظف العيش، غالبيتهن من عائلات واسر متشرذمة، نصف افرادها مجهول المصير، باعتبار أن الزوج إما قيد الاعتقال، أو استشهد أو فقد بصورة غير معروفة، وكذا الأخ أو الابن.
أمام هذه الحالة بادرت احدى السيدات وتدعى هلا كنج لجمع عدد من النساء ضمن مشروع للحياكة اليدوية بالتعاون مع "جمعية النور الاسلامية" ضمن مدرسة الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد في منطقة عكار شمال لبنان، ويبلغ عددهن اثنتي عشرة سيدة ينتجن حتى الآن ألبسة من الصوف وقبعات وقفازات وألعابا ووسادات وغيرها من المنتوجات الصوفية بالحياكة اليدوية، ويسعين لبيع بعضها، ويحلمن بأن يعرض بعضها في اطار معرض واسع للمنتجات اليدوية.
تقول كنج: "الفكرة بدأت عندما رأينا حجم المأساة والظروف التي تعيشها عائلاتنا، ففكرنا لماذا لا نستغل مهاراتنا في عمل ما، خاصة وانني كنت في سوريا أزاول هذه المهنة في المنزل وأبيع منتوجاتي، ففكرت أنا والبنات والسيدات أن نقوم بعمل نستفيد منه جميعنا، بدأنا في المنازل ولمسنا أن هذا العمل يرد علينا بعض المال لنقاوم الأوضاع الصعبة، خاصة أن بيننا من يمكن وصف حالتهن بالسيئة جداً مادياً نظراً لعدم وجود معيل".
وتضيف: "بداية،عملنا لفترة شهرين وتيقنا أن العمل يحتاج الى مساعدة وطرحنا الفكرة على ادارة جمعية النور التي تقبلت الفكرة وقدمت لنا المكان خاصة وأن الجمعية تهتم بحياة السوريين وتعليم أبنائهم.
قدمت لنا الجمعية أدوات الانتاج والصوف اللازم كمرحلة أولى، مع الاشارة إلى أننا 12 عائلة والكل يعمل وننتج يومياً ما يوازي، بالحد الأدنى، عشر قطع منها الألبسة للأطفال، وسادات، العاب، محفظة من الصوف، وكل ما يطلبه الناس ويعطينا المردود اللازم
وختمت كنج مشيرة الى "من بين أبرز منتوجاتنا، علم الثورة من الصوف، فثورتنا مباركة ونصرنا أكيد، ويجب على الجميع أن يعرف ويرى رمز وعلم هذه الثورة التي ستعيدنا أحراراً الى سوريا، وايماني بأن العودة قريبة، لنكمل هذا المشروع في سوريا الجديدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر