لندن ـ رانيا سجعان
أكدت لورين بوث أخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الأربعاء، أنها باتت تخشى من قيام رجال بالغين في المواصلات العامة بالتعدي عليها، وذلك في أعقاب حادث مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي الذي تعرض للطعن حتى الموت بطريقةوحشية في منطقة وولويتش في جنوب شرقي لندن.
وقالت بوث التي سبق وأن أشهرت إسلامها قبل عامين إنها وبعد
هذا الحادث لاحظت "رجالاً بالغين يبدو وكأنهم يريدون ضرب النساء المسلمات أثناء تنقلها في المواصلات العامة في لندن".
يذكر أن بوث، التي تبلغ من العمر 45 عامًا، وهي أخت غير شقيقة لشيري بلير، تمارس حياتها العامة وهي ترتدي الملابس الإسلامية وتغطي رأسها بالحجاب.
وأشهرت بوث إسلامها قبل عامين ثم تزوجت من سهيل أحمد، الذي يبلغ من العمر 49 عامًا، وذلك في حفل زواج إسلامي في مطلع هذا العام.
وقالت بوث في المقابلة التي أجراها معها برنامج "داي بريك" في قناة "آي تي في"، صباح الأربعاء، وهي ترتدي الحجاب الإسلامي، إنها وبعد أن اعتنقت الإسلام قبل عامين لم تلاحظ أي معاملة مختلفة معها، إلا أنه وبعد مقتل الجندي لي ريغبي خلال الشهر الماضي بدأت تلاحظ تغيرًا في المعاملة.
وأضا أنها وبعد إسلامها وعند ارتدائها غطاء الرأس للمرة الأولى كانت تشعر بالتوتر من الظهور في مترو الأنفاق، فقد كانت تعتقد بأن كل فرد كان سينظر إليها بنظرة مختلفة، ولكن الجميع كانوا لطيفين معها.
وأردفت أنها غابت عن الأنظار بضعة أسابيع قليلة، وفي ذلك الحين لاحظت أن الشعب البريطاني كان يبتسم كما كانت عادته دائمًا، فهو شعب يحسن استيعاب وقبول الآخرين.
ولكنها قالت بكل صراحة إنها استخدمت المواصلات العامة خلال الأسبوعين الماضيين، وفي تلك الأثناء لاحظت على رجال بالغين وكأنهم يريدون أن يعتدوا بالضرب على النساء المسلمات.
وقالت "بالنسبة إليّ فأنا امرأة طويلة وبيضاء، ومن الصعب تهديدي، ومع ذلك فقد شعرت بالخوف في مرات عدة، لقد لاحظت ولسوء الحظ تغييرًا".
ويذكر أن الجندي لي ريغبي لحظة الاعتداء عليه كان عائدًا من حفل خيري إلى ثكنته العسكرية خلال الشهر الماضي، وهو أب لطفل عمره عامان، وسبق وأن خدم مع القوات البريطانية في أفغانستان، حيث كان يعمل كمدفعجي.
وبعد مقتله شبت نيران في مركز إسلامي في حي موسويل هيل شمال لندن، وفي مدرسة إسلامية في حي شيسلوريست جنوب شرقي لندن، وذلك في ما يبدو كرد فعل انتقامي ضد المسلمين في بريطانيا.
وعلى الرغم من أن هذه الهجمات قد تم إدانتها إلا أن بوث تقول إن ذلك جعلها تشعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة بسبب تدينها بالدين الإسلامي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير قد قال "هناك مشكلة داخل الإسلام"، وإن هذه المشكلة تسمح بنشر بذور التطرف.
وردًا على سؤال عن ما إذا كانت بوث ترى كلام بلير صحيحًا قالت "غير صحيح على الإطلاق، وأعتقد أنه أمر غاية في الخطورة أن نتعرف على ملخص للدين الإسلامي من رجل قام ويقوم بالإشراف على غزو العديد من البلدان الإسلامية، كما يشرف على حرب راح ضحيتها مليون مسلم، وتشرد بسببها ملايين آخرون، ولهذا فأنا لن أعتبر تصريحاته بأنها أساس لأي معلومات عن الإسلام".
وتقول بوث إنها ومنذ اعتناقها الإسلام باتت حياتها تنعم بالهدوء والاطمئنان، والتي وصفتها بأنها "حياة نظيفة وطاهرة تخلو من تعاطي الخمر، وارتياد حانات الخمور، كما أنها حياة يشعر فيها الإنسان بأنه أكثر روحانية وأكثر هدوءًا، ومفعمة بالأمل، وأكثر عطفًا وتعاطفًا مع الآخرين، وعمل الخير على المستوى الاجتماعي داخل المجتمع".
ويذكر أن سلطات الأمن البريطانية قد قامت باعتقال ثلاثة أفراد بتهمة قتل الجندي، وهم الآن رهن الاعتقال لحين محاكمتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر