من يحمي المرأة الأفغانية من عنف طالبان بعد انسحاب الناتو
آخر تحديث GMT 18:03:32
المغرب اليوم -

مع معارضة المحافظين في البرلمان لقانون حماية المرأة

من يحمي المرأة الأفغانية من عنف طالبان بعد انسحاب الناتو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - من يحمي المرأة الأفغانية من عنف طالبان بعد انسحاب الناتو

أوضاع المرأة الأفغانية تشهد تحسنًا
كابول ـ أعظم خان

شهدت أوضاع المرأة الأفغانية تحسناً كبيراً في أعقاب سقوط حكومة طالبان عام 2001، إلا أن المظاهرات الاحتجاجية التي قامت أمام البرلمان الأفغاني بشأن قانون حماية المرأة من العنف، أثارت العديد من المخاوف حول مصير المكاسب المحدودة والقصيرة الأمد التي حصلت عليها المرأة.  وجاء في تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" شهر أيار/مايو الماضي أن أكثر من 400 إمرأة تعرضن للسجن بسبب ارتكاب جرائم وصفت بأنها أخلاقية ترجع لهروبهن من منازل الزوجية أو العائلة أو بسبب ممارسة الجنس دون زواج، وهو عدد يزيد بنسبة 50 بالمئة مقارنة بفترة 18 شهراً مضت.
 عدد من نشطاء حقوق الإنسان وأعضاء البرلمان، حاولوا تصديق البرلمان على قانون، صدر بقرار جمهوري عام 2009 من الرئيس حميد كرزاي، ولكن الأعضاء المحافظين في البرلمان عارضوا القانون بقوة ووصفوه بأنه قانون غير إسلامي، وكانت المعارضة شديدة إلى درجة أنه وفي يوم 18 مايو/آيار الماضي قام رئيس البرلمان بوقف مناقشات البرلمان بعد 15 دقيقة، وأعاد القانون مرة أخرى إلى اللجنة البرلمانية لإعادة صياغته من جديد. ولايزال القانون الذي وقع عليه الرئيس الأفغاني، لم يدخل حيز التنفيذ لأنه يحتاج إلى موافقة البرلمان.
ومن بين الانتهاكات المحظورة في القانون زواج الأطفال، وإرغام المرأة على الزواج وكذلك الاغتصاب. وكانت صيغة سابقة للقانون تتضمن السماح بزواج الأطفال وإرغام المرأة على الاغتصاب وحق الزوج في ممارسة الجنس مع زوجته رغما عنها كما كان يتضمن ضرورة حصول المرأة على إذن الزوج قبل الخروج من منزل الزوجية، وأن يتضمن القانون عدم معاقبة الرجل على ضرب المرأة إلا إذا أدى الضرب إلى إصاباتها بجروح خطيرة. وفي أعقاب ذلك وفي ظل شجار أعضاء البرلمان خرج الطلبة في جامعة كابول في مظاهرة تعارض ذلك القانون.
وتقول هيثر بار من منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن مناقشات البرلمان لم تكن مجدية، وأن القانون بتلك الصيغة قد غير معنى انتهاكات حقوق الإنسان وسمح بما قيام الزوج باغتصاب زوجته، على حد قولها، وكذلك بالزواج القهري ولم يقر بأن ذلك جريمة ، ثم جاء القانون الجديد الذي صدر بقرار جمهوري والذي لايزال قيد المناقشات البرلمانية ولم يتم التصديق عليه بعد.
ووصفت ما يحدث في البرلمان من مناقشات بأنه سلبية، وقالت "إنه ينبغي أن يتم تنفيذ القانون بواسطة الشرطة والنائب العام والقضاة، إلا أنه لا توجد إرادة سياسية تعمل على وضع القانون موضع التنفيذ".
وتعتقد هيثر بار أن المجتمع الدولي فقد الاهتمام بالمرأة الأفغانية وأن الرئيس الأفغاني في ضوء ذلك سيخلف وعوده ويتراجع عن التزاماته بالوقوف إلى جانب المتشددين في البرلمان.
وقالت هيثر بار أن كرزاي أبلغ مجموعة من 30 إمرأة من الناشطات خلال الشهر الماضي أنه فعل كل ما في وسعه، وأن القانون غير إسلامي وأنه يتوجب عليهن أن يتوقفن عن الترويج لهذا القانون، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً لحقوق المرأة التي ستسقط من أجندة الأولويات بانسحاب القوات الدولية من أفغانستان بنهاية العام القادم.
 وتتساءل "بار" التي تعيش في أفغانستان منذ عام 2007،  وذلك في قمة الناتو التي جرت العام الماضي، عن السبب وراء عدم الإشارة إلى حماية المرأة خلال المرحلة الانتقالية أي عام 2014، مضيفة أن القمة أعطت الأولوية للمخاوف الأمنية على حساب حقوق المرأة.
 من ناحية صدر خلال الأسبوع الماضي تقريراًعن مجموعة في البرلمان البريطاني، أكد ضرورة إنهاء العنف ضد المرأة في أفغانستان، وقال إن فعالية سياسة التنمية مرهونة بتحقيق ذلك. وفي مارس/آذار الماضي.
وقالت وزارة التنمية الدولية البريطانية أنه لابد وأن يكون إنهاء العنف ضد المرأة والبنات بمثابة أولوية استراتيجية لخطتها في أفغانستان.
وتقوم المحامية شكرية خليقي - التي تعمل في منظمة "نساء من أجل المرأة الأفغانية" - بإدارة مأوى وملاذ للنساء في كابول وخاصة هؤلاء اللاتي يتعرضن للعنف على يد الزوج أو أي من أفراد عائلتها كما أنها تساند مئات النساء أمام المحاكم لحمايتهن من الانتهاك أو المساعدة في المطالبة بالطلاق.
 وتقول "شكرية" أنها عاشت في مخيم لللاجئات في "بيشاور" خلال نظام حكم طالبان، ولكنها جاءت إلى كابول مع  وصول الأميركان، مضيفة أنها نحجت في الحصول على أحكام في كل القضايا التي ترافعت خلالها وهي تعلم أن حياتها في خطر، لأن طالبان تعلم الكثير عن نشاطها. وهي تخشى من عودة طالبان للمشاركة في الحكومة الأفغانية في أعقاب المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة بين طالبان والحكومة الحالية.
 ويعتقد عدد من المراقبين أن العنف ضد المرأة يمكن أن ينخفض من خلال دعم النظم الداخلية للشرطة والقضاء، إلا أن هذه الأنظمة لازالت ضعيفة للقيام بمساعدة المرأة التي تحتاج للعون. وإذا ما أخذنا رد فعل البرلمان الأخير فإنه من غير المحتمل أن تشهد أفغانستان تغييراً عاجلاً في هذا المجال.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحمي المرأة الأفغانية من عنف طالبان بعد انسحاب الناتو من يحمي المرأة الأفغانية من عنف طالبان بعد انسحاب الناتو



GMT 16:29 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib