الدار البيضاء : جميلة عمر
لا حديث مند يومين في الفضاء الإفتراضي والواقعي في مدن الشمال، إلا عن العنوان الصادم لجريدة يومية مغربية معروفة ، التي عن غير قصد وصفت عاملات التهريب من سبتة المحتلة بــ"البغال"، حيث قام صاحب المقال بترجمة غير صحيحة عن الصحافة الاسبانية.
وقد قدَّم مدير الجريدة اليوم الجمعة اعتذاره لكل نساء الشمال اللائي يشتغلن في تهريب السلع في "باب سبتة" المحتل، موضحًا السياق الذي وُظفت خلاله هذه العبارة ، حيث أكد أنها - العبارة - متداولة وليست من " ابتكار" هيئة التحرير ، وأنها لم تستعمل للإساءة للمرأة المغربية ، بقدر ما هي توصيف حقيقي للمعاناة اليومية التي تتحملها المعنيات بالأمر اللاتي يحملن أثقالًا قد لا تتحملها حتى ظهور البغال، وعلى أن الجريدة دائما تدافع عن المرأة المغربية . كما أن صاحب المقال لم يقصد في نعت نساء شمال المغرب وخاصة عاملات التهريب بــ" بالبغال " ، بل فقط هو تعامل مع المصطلح بطريقة مجازية ، ولم يقصد التجريح في حق نساء يستحقن كل احترام .
لكن ورغم ذلك لم يطفئ اعتذار الجريدة غضب رواد الفضاء الافتراضي ، إذ تناقلت صفحات الـ"فايسبوك" صورة للمادة على صدر الصفحة الأولى لليومية، مطلقة العنان للتعليقات والملاحظات، معتبرين أن عنوان صاحب المقال مستفز ومهين للنساء جميعهن.
وكان تقرير صادم صادر عن الجارة الإسبانية ، كشف أن النساء المغربيات اللواتي يمتهن تهريب المواد التجارية من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بلغ عددهن حوالي 700 إلى 9000 امرأة يطلق عليهن بــ "النساء الحمالات". وعلى أن أعمار هؤلاء النساء قد تصل إلى الستين سنة.
كما أن العمل اليومي لهؤلاء النساء حسب التقرير تجني من ورائه الجارة الاسبانية 400 مليار السنتيم ، مقابل هامش ربح يومي يصل إلى 100 درهم (10 دولارات)، والذي يقطعن بسببه مسافة طويلة بحمولة 90 كيلوغرامًا على ظهورهن .
وأضاف التقرير الذي صدر بداية الأسبوع، عن الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان بالتعاون مع بعض الجمعيات المغربية والأوروبية، أن النساء يمثلن 45 بالمائة من الأشخاص الذين يعبرون بين المغرب وسبتة بشكل يومي. وانتقد التقرير نفسه الحالة اليومية التي يمر بها هؤلاء النسوة، إذ تصل بعضها إلى حالات الوفاة بسبب الازدحام والوقوف لساعات تحت الشمس بشاطئ "ترخال".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر