الرباط - كمال العلمي
كشف تقرير دولي أن التداعيات سيئة للجفاف على حياة المغاربة في القرى، إذ قرر أفراد المجتمع الذكور في المناطق القروية الذين اعتادوا اعتبار الزراعة مصدر دخلهم الرئيسي الهجرة إلى المجتمعات الحضرية بحثا عن وظائف مؤقتة أو دائمة.وأبرز تقرير منظمة “كير” الدولية في خلاصات “تقرير تقييم الجفاف” أن الخطوات الإيجابية التي اتخذها المغرب فيما يتعلق بإدارة الجفاف على مدى العقود العديدة السابقة، مضيفا أنه ما يزال هناك مجال لتحسين الآداء كما هو مبين من كل التقييمات التي تمت مراجعتها.
ووفق التقرير فإن النساء هن الأكثر تضررا خلال موسم الجفاف لعدة أسباب، بما في ذلك أنهن المسؤولات في المقام الأول عن جلب المياه ومع الجفاف، بالتالي أصبح الحصول على المياه أكثر صعوبة. ثم عندما يهاجر أفراد الأسرة الذكور إلى المناطق الحضرية، يتقدم الأعضاء الإناث لتحمل مسؤوليات إضافية بالإضافة إلى مهامهم اليومية الحالية التي تضعهن في ظروف صعبة للغاية.
وخلال السنوات القليلة الماضية ، توقف المزارعون تدريجياً عن استخدام البذور والشتلات المحلية بهدف زيادة الغلة باستخدام البذور الأجنبية التي أظهرت مقاومة منخفضة للمناخ والطقس المغربي. وبالمثل، تم زراعة القليل من المحاصيل المربحة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه مثل البطيخ والأفوكادو وقليل من المحاصيل الأخرى مما دفع الحكومة للتدخل وتقييد هذه المحاصيل في مواقع معينة.
وأفاد التقرير أن نفقات الخدمات البيطرية، التي كانت مرتفعة بالفعل، قد زادت بشكل أكبر بسبب المدخلات الأجنبية وتكاليف الوقود التي دفعت الرعاة إلى تقليل تواتر الخدمات البيطرية.ويمكن للجفاف أن يكون قد أثر بشكل كبير على الاقتصاد الكلي، لكن التقرير يؤكد على أن القطاع الأكثر تضررًا هو الإنتاج الزراعي والغلات مما ضيق سبل عيش الناس مثل صغار المزارعين والعاملين الريفيين الذين يواجهون تحديات محددة، وكانت النساء والفتيات أكثر المتضررات، بسبب نقص المياه والدخل.
وأوضح التقرير أنه تم تقليل استهلاك المياه على الرغم من الآثار المترتبة على كمية المحصول الذي سيحصدونه لاحقا ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن نفقات الري لن يتم استردادها عن طريق بيع محاصيلهم لاحقا نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج والقدرة الشرائية المحدودة.ولاحظ التقرير أن المخاطر المرتبطة بالمناخ لا تؤثر فقط على الخسائر والتحديات الزراعية، بل يمكن أن تؤدي أيضا إلى فيضانات مفاجئة في حالة سقوط أمطار الغزيرة، قد تتسبب في تدمر البنية التحتية الرئيسية، وجرف التربة بسبب حرائق الغابات، و فقدان الممتلكات والماشية والمحاصيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المهدي الريفي يؤكد أن مخطط المغرب الأخضر ضم أكثر من 700 تعاونية خلال 10 سنوات
"قفطان" إيفانكا ترامب و"تواضُع" القرويات المغربيات يُدهشان الإعلام الدولي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر