تم خلال أشغال المؤتمر الدولي حول "النساء كشركاء التطوير والتقدم " الذي احتضنه البحر الميت بالأردن ما بين 25 و 28 آب/أغسطس الجاري، وعرف مشاركة 15 دولة عربية وأجنبية، استعراض تجربة المغرب في مجال تمكين المرأة، والنهوض بحقوق النساء.
ففي كلمة بالمناسبة، قالت السيدة أميمة عاشور، رئيسة جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، إن تطور حقوق المرأة في المغرب مرتبط بمدى التقدم الذي تحقق في المجالات الاجتماعية والسياسية والفنية، وكذا بمدى تعبئة وانخراط شاملين لجميع الفاعلين والمتدخلين ، وتابعت أن تحقيق الأهداف المرجوة من أجل النهوض بوضعية المرأة يتطلب تنظيم حملات تحسيسية وترافعية، وإنجاز دراسات وأبحاث وكذا تنظيم دورات تكوينية كفيلة بالمساهمة في تغيير وتحسين وضعية المرأة المغربية.
أقرأ أيضًا
رئيس الوزراء الأردني يفتتح فعاليات موتمر "النساء كشركاء في التطوير والتقدّم"
وسجلت، أن النقاش اليوم في المغرب حول المساواة وتكافؤ الفرص هو أكثر عمقًا ونضجا بفضل الدعم المستمر لمختلف الشركاء الذين تحذوهم رغبة مشتركة في بناء مجتمع حداثي وديمقراطي، مضيفة أن "المساواة اليوم بين الجنسين هو حق مؤسساتي وهي مفتاح لبناء مجتمع أفضل من خلال تعبئة الشباب باعتبارهم قنطرة لتخطي الادوار النمطية والتقليدية للرجال والنساء وخلق فرص متساوية ، وفتح الافاق أمامهما".
كما تطرقت لمختلف الأنشطة التحسيسية والتوعوية التي أنجزتها الجمعية خلال السنتين الماضيتين بتعاون مع شركائها في سبيل النهوض بوضعية المرأة.
وقالت في هذا الصدد: "نحن كنساء قائدات نؤمن بأن استعمال التكنولوجيا الحديثة والابتكار في الدفاع عن حقوق المرأة هو السبيل الأنجح لتغيير الصورة النمطية والموروثات الاجتماعية"، داعية إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة والمتاحة على نطاق واسع من أجل تغيير نحو الأفضل .
وأبرزت رئيسة جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، أن الهدف من مشاركة المغرب في هذا المؤتمر، هو عرض ما حققه من إنجازات في مجال تمكين المرأة، وتبادل التجارب مع الوفود المشاركة في مجال خلق الفرص وكسب التأييد والاشتغال للوصول إلى المشاركة الفاعلة للمرأة في التطوير والتقدم، وهو ما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للجمعية والمتمثلة في دراسة وحصر المشاكل والصعوبات التي تواجه النساء بالإضافة الى توفير قاعدة معطيات للحلول الممكنة للقضايا المتعلقة بالمرأة ومحيطها من خلال نشر رسائل ايجابية تعزز تمكين المرأة وترفع الوعي من أجل تغيير وضع المرأة المغربية وكذلك دعم المبادرات التي ترفع من قيمة المرأة في التطوير والتقدم.
وخلصت السيدة أميمة عاشور، إلى أن المساواة اليوم هي حق مؤسساتي، وهي أفضل مفتاح لبناء مجتمع حداثي منفتح تتمتع فيه مختلف الشرائح بنفس الحقوق والواجبات.
مثل المغرب في هذا المؤتمر، وفد ضم فعاليات من مجالات مختلفة، (فنانين وفنانات وأكاديميين وخبراء وسياسيين ونقابيين ومحاميات وإعلاميات وقيادات شابة. وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، قد أكدت في كلمة افتتاحية أن تمكين المرأة وتعزيز دورها يعد حجر الأساس لتطور المجتمعات وتقدمها على المدى القريب، مما يتطلب جهودا مشتركة من الجميع.
وأضافت غنيمات، أن التحدي الأكبر الذي يواجه المرأة في العالم العربي الجمعة، هو العنف الاقتصادي الذي يعد سببا رئيسيا من أشكال التمييز ضدها، لافتة إلى أنه يتعين العمل على تطوير القوانين والتشريعات للتغلب على أشكال التمييز التي تطال المرأة، وتحسين البيئة الخاصة بالعمل إضافة إلى تفعيل دور الإعلام في تغيير الصورة النمطية المتعلقة بالمرأة.
وسجلت المتحدثة أن وعي المرأة بحقوقها الاقتصادية يسهم في تمكينها على مختلف الأصعدة، داعية إلى عمل تشاركي بين مختلف الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بما يفضي إلى تعزيز منظومة تمكين المرأة وضمان حضورها في مختلف المحافل العربية والدولية.
وأوصى المشاركون في المؤتمر، بالحد من المعوقات الاقتصادية التي تواجه المرأة، خصوصًا عدم المساواة في الأجور، واستغلال ميراثها، ودعوا إلى تغيير نظرة المجتمع في بعض الدول العربية نحو أعمال المرأة غير التقليدية، وتعزيز فرصها لتقلد المراكز القيادية المهمة.
وناقش المؤتمر الذي نظمته جامعة ميرلاند الأميركية ومبادرة الشراكة الأميركية شرق الأوسطية بوزارة الخارجية الأميركية، وكرسي "جبران" للقيم والسلام، أنشطة الدول المشاركة في تنفيذ أعمال مشروع "النساء كشركاء في التطوير والتقدم" من خلال عرض سلسلة الانجازات التي ت عنى بتمكين المرأة ودراسة أثرها، وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك بينها.
وتضمنت أشغال أشغال المؤتمر الذي عرف مشاركة 150 ممثلا لـــ 15 دولة عربية وأجنبية ومندوبين عن منظمات دولية والسفارات والبعثات الدبلوماسية العاملة في المملكة الأردنية ، تقديم عروض تتعلق بتحسين واقع المرأة وتعزيز حضورها وتمكينها بشكل أكبر في مختلف الأصعدة.
قد يهمك أيضًا
جمانة غنيمات تؤكّد أنّ حرب الشائعات أكبر ما يواجه الحكومة الأردنية
"التقسيمات الإدارية" تنسف جهود النهوض بأوضاع المرأة المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر