شفشاون - المغرب اليوم
تنظم جمعية "السيدة الحرّة" بمدينة شفشاون، يوم السبت 22 فبراير/شباط المقبل، ندوة فكرية عن الحريات الفردية، تحت عنوان:" الحريات الفردية بين القانون والواقع"، من تأطير لطيفة الجبابدي ولطيفة الناجي ومجموعة من الأساتذة، وأكدت حميدة جامع، الكاتبة العامة لجمعية "السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص"، فرع شفشاون، في اتصال مع "الصحراء المغربية"، أن هذه الندوة ستناقش وضع الحريات الفردية في المغرب في الواقع المعيش، انطلاقا من إحصائيات حول نسبة الإجهاض وعدد الأمهات العازبات، وكذلك العلاقات الجنسية الرضائية خارج مؤسسة الزواج التي تفرضها العادات والتقاليد، ويحرمها الدين والقانون، لكنها تظل قائمة بقوة الواقع.
وأضافت أن جمعيتها تولي اهتماما كبيرا بالمرأة والفتاة الشفشاونية، التي تعاني في صمت، إذ كان للجمعية السبق في تسليط الضوء على ظاهرة الانتحار بالجوهرة الزرقاء التي تعرف ارتفاعا ملحوظا، وحملت المسؤولية للسلطات العمومية والمجتمع المدني وجميع المتدخلين كل من موقعه بخطر تنامي الظاهرة، سيما وأنها تشهد ارتفاعا في صفوف النساء والفتيات بالإقليم مقارنة بالرجال، ويعود ذلك لأسباب عدة، ضمنها زنا المحارم، والعنف الزوجي والأسري تجاه المرأة، والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، والوعد بالزواج ونكت العهد من قبل الشباب وما يترتب عن ذلك من فضيحة بالنسبة للفتاة، والاغتصاب ومحاولة مداراة الفضيحة. وأبرزت حميدة أن "الإحصائيات الرسمية حول ظاهرة الانتحار بمدينة شفشاون تؤكد أن 43 حالة انتحار سنة 2014، و45 حالة انتحار سنة 2016، و38 حالة سنة 2017، و 29 حالة سنة 2018، و32 حالة سنة 2019، لذلك تنظم الجمعية من حين لآخر حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة المرأة القروية الشفشاونية في هذا الاتجاه.
وأوضحت جامع، أنه من أجل إنصاف المرأة الشفشاونية، تطالب عدة أصوات من خلال الجمعية بسن سياسات عمومية منصفة للنساء القرويات، وبضرورة إدراج مقاربة النوع على مستوى تمثيلية النساء في الجماعات القروية، كما تطالب بتثمين المجهود البدني والعضلي للنساء القرويات، خاصة أن إقليم شفشاون يعاني مشكل زراعة القنب الهندي، وهو مشكل مرتبط بموضوع يتعلق بما بات يعرف بالمبحوث عنهم الذي وصل عددهم إلى مستوى كبير جدا، وهذا الوضع يجعل المرأة القروية تعاني بشكل مضاعف، فهي تقوم بجميع الأدوار داخل القرية من سقي ورعي وحطب وجني وقطف وبيع المنتوجات في الأسواق،
إلى جانب قيامها بأشغال البيت والاعتناء بالأطفال، كل ذلك في ظل غياب تام لتثمين مجهودها وتقديره وإنصافها ماديا ومعنويا. وأكدت الفاعلة الجمعوية، أن الفتاة القروية الشفشاونية تعاني كثيرا الهدر المدرسي، نتيجة بُعد المدارس في مجموعة من القرى، وغياب حافلات النقل، والتجهيزات الأساسية داخل المدارس الابتدائية، ودور الطالبة والمرافق الصحية (المراحيض)، داخل مجموعة كبيرة من المدارس بقرى شفشاون، الأمر الذي دفع العديد من الفتيات إلى الانقطاع عن الدراسة خصوصا المتمدرسات في الخامس والسادس ابتدائي.
عن جمعية "السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص" فرع شفشاون، قالت الكاتبة العامة للجمعية، إنها جمعية جهوية نسائية حقوقية، ينبني مشروعها على قيم الكرامة والإنصاف والمساواة والحرية، وتهدف بالأساس إلى بناء علاقات متكافئة بين النساء والرجال، وتساهم في تطوير النقاش الفكري النسائي، وأن الجمعية استلهمت اسمها من اسم شخصية مرموقة تبوأت مكانة مهمة في تاريخ المغرب وهي أول امرأة مغربية مسلمة تقلدت زمام الحكم، ومارست السلطة السياسية كحاكمة على مدينة تطوان من 931 هجرية 1525 ميلادية 949 هجرية 1542 ميلادية، وهي من مدينة شفشاون بنت مؤسس وحاكم مدينة شفشاون مولاي على بن راشد، والجمعية تأسست في تطوان سنة 1999 وتأسس أول فرع لها بمدينة شفشاون يوليو 2001، وتهدف إلى إشعاع ثقافة المساواة، والمساهمة في مناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة، والمساهمة في التمكين السياسي والاقتصادي والسوسيو-ثقافي للنساء، والمساهمة في تقوية الحركة النسائية جهويا ووطنيا وعربيا.
قد يهمك ايضا :
دراسة علمية تؤكد أن غالبية النساء يشعرن بالارتياح عقب الخضوع للإجهاض
دراسة جديدة تؤكد أن السيدات ينجذبن إلى الرجال الملتحين أكثر من غيرهم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر