بني ملال - سعيد غيدَّى
أعدت "قافلة أناروز" تقريرًا مفصلاً عن حياة النساء الرحل في مناطق الجنوب الشرقي للمغرب، حيث وقفت على يوميات نساء يخرجن من الكهوف صباحًا، قبل أن تلفحهن الشمس الحارة، ثم ينتشرن في المسالك والجبال بحثًا عن الماء وأعشاب الجبل، وعن أسباب البقاء هكذا، دون استقرار على بقعة أرض.
ونقل التقرير بالتفاصيل حياة النساء في شعاب الجنوب الشرقي، ومعاناتهن اليومية مع الحياة، مع الأطفال، وشقاء العيش، ومقاومتهن لكل معيقات الحياة، من الماء إلى الظلال. وانطلقت مجموعة "شابات من أجل الديمقراطية" مع شركائها، جمعية "هوس" للفن، و"ائتلاف جمعيات تنغير من أجل التنمية والديمقراطية"، في إطار "قافلة أناروز"، وهي كلمة أمازيغية تعني "الأمل"، في 18 أيار/ مايو الجاري، في اتجاه جبال "تُدغى العالية"، في تنغير.
وتوجه الشباب والشابات لتتبع مسار القبائل الرحل، ورصد ظروف عيشهم، وعاداتهم وتقاليدهم، بهدف تسليط الضوء على واقع النساء الرحل، ابتداءً من التسجيل في الحالة المدنية، إلى ظروف التزويح والدراسة ووظائف العمل المرتبطة بهن. وانطلقت أولى المراحل الأربعة بصعود الجبال أربع ساعات مشيًا، للوصول إلى قبيلة "آيت عمومو" المستقرة مؤقتًا في جبل أكروت، تلتها مقابلة عائلات قبيلة "آيت أيير" القريبة من الماء. وارتكزت المرحلة الثالثة على تبادل المعلومات والمعطيات مع الفاعلين الميدانيين في المنطقة، فيما اختتمت القافلة بالمشاركة في أربعينية الطفلة "إيديا"، ضحية التهميش والتميز المرتبط بعدم الحصول على الخدمات الأساسية، والتي تعاني منها المناطق النائية.
وأوضحت قافلة أناروز، في بيان لها، أنها هدفت إلى تسليط الضوء على القبائل الرحل، ومشاكلهم، باعتبارهم مواطنين يجب أن يتمتعوا بكامل حقوقهم، وذلك عبر الرصد الميداني، وتنظيم لقاءات مباشرة تمكن من تجميع معطيات لفهم الوضع واستيعاب خصوصياته، باعتبارهم مواطنين بهويات مختلفة، إضافة إلى توعية النساء الرحل بأهمية وثائق ثبوت الهوية، وتوثيق عقد الزواج، ومختلف الإجراءات القانونية والإدارية المرتبطة بها.
والتركيز على انجاز تقرير أولي ليكون أرضية لفتح نقاش عمومي حول وضعية النساء الرحل وعبرهم حول خصوصيات الرحل ومطالبهم. وقال التقرير إن بعض القبائل متشبثة بهويتها المتنقلة، ويرفض بعضها مبدأ الاستقرار، لأنهم يعتبرون التنقل والترحال جزءًا من عاداتهم وتقاليدهم.
كما أكد التقرير أن النساء هي التي تهتم بالأرض، وتجلب الماء من الوادي، الذي قد يبعد مسافة تستغرق ساعة ونصف الساعة من المشي، ولا يمكنها أن تتزوج إلا اذا كبرت الأخت التي تليها، أو استطاعت الأم أن تعوضها في هذا العمل. ورفع التقرير بعض مطالب الرحل، التي وصفها بالبسيطة، وأهمها الحصول على رخصة لبناء بئر ومدرسة متنقلة لأطفالهم.
ومن المتوقع أن يعد المنظمون تقريرًا لفتح نقاش عام في هذا الشأن، ووضع خطة للعمل لإيجاد بعض الحلول، دون وصاية على تلك الفئة التي لها في النهاية الحق في اختيار مصيرها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر