لندن ـ كاتيا حداد
تحث مدربة الحياة والرئيس التنفيذي لشركة Next Evolution Performance، "فانيسا بينيت"، الموظفين الذين يعودون إلى العمل وهم في حالة ضجر، بعد انتهاء عطلة عيد الفصح، على أخذ نفس عميق، مشيرة إلى "إنه أمر لا يُصدق ما يمكن أن ينتج عنه أخذ النفس العميق لإعادة ضبط مستويات التوتر، كما أن الاستراحة واتخاذ نفس عميق يهدئ استجابة "القتال أو الهروب" التي تحدث في اللوزة الدماغية". وأضافت "نظرًا لحياتنا سريعة الخُطى وطلبات الحياة المُلحة، فنحن غالبًا ما ننسى أهمية التوقف وأخذ نفس عميق".
ويجد الكثير من الموظفين أنفسهم في حالة تعب وإرهاق وقليل من الشعور بالاحتراق الوظيفي. وبالنسبة للكثيرين، فإن فترة الانقطاع عن العمل هي بمثابة فترة مزدحمة بالتجمعات العائلية، لذلك تمثل العودة إلى بيئة العمل ذات الضغط العالي مع وجود مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني أمرًا متعبًا. ويقدم موقع "الديلي ميل" البريطاني مجموعة نصائح لممن يشعرون بالاحتراق الوظيفي في العمل ومن ثم استعادة نشاطهم خلال شهر مقبل وتعزيز أدائهم وكذلك تحقيق التقدم. ومن خلال ما نشرته في موقع Body and soul ، المعني بالصحة، توصي ريتش أوت أيضًا بتخصيص جزء من الوقت كل يوم وذلك بالتخلي عن استخدام التكنولوجيا وتعلم طرق مختلفة للاسترخاء والشعور بالراحة.
ونشرت السيدة "بينيت" في وقت سابق الاختلافات بين ما تصفه بأنه "إجهاد جيد" و"إجهاد سيء"، فمن المهم أن يدرك الأشخاص كيفية تحديد الاختلافات بين هاذين المفهومين من أجل تجنب ظاهرة الاحتراق الوظيفي. وتصف السيدة "بينيت" الضغوط الجيدة(الإجهاد الجيد) على أنها تساعد الأشخاص على إنجاز مهام محددة وتحقيق نتائج جيدة ، وضربت على ذلك مثال؛ التحضير لاجتماع بموعد نهائي ومحدود. وتحدث الضغوط السيئة(الإجهاد السيء) عندما يصعب ربط الضغط بمهمة معينة، وهذا هو الشعور الساحق الذي يمكن بعد ذلك أن يتسبب في حدوث أمور أكثر خطورة مثل القلق والاكتئاب.
واعتبرت مدربة الحياة، الرعاية الذاتية أمر بالغ الأهمية لموظفي المكاتب، حيث توصي بالمشي السريع على أساس منتظم أو حجز أجازة. والتمرينات الرياضية هي مفتاح إعادة تعيين الجسم والعقل، في حين أن أخذ استراحة قصيرة مثل القيام بأجازة منزلية هو أمر مهم للاستغراق في النوم، الأمر الذي يساعدك على استرجاع نشاطك واستعادتك للشعور بالتحكم. ولا يدرك الكثير أهمية الاستراحة بعد عيد الفصح، إلا أنها غالبًا ما تكون مهمة بالنسبة للبعض ممن تشتد حاجتهم إلى الاسترخاء بدون ضغوط الأحداث اليومية.
وأوضحت السيدة بينيت، أهمية ممارسة الرياضة على مدونتها، قائلة "التعب يظهر عبر جسمك عقليًا وجسديًا". ونتيجة لذلك، إذا كنت تعاني من التعب عقليًا، فهذا يعني أنك قد استنفدت جسديًا، فضلًا عن فقدك المزيد والمزيد من الطاقة لديك بدون الحصول على بديل. ويعتبر أي شكل من أشكال التمارين الرياضية مثل تمارين الـ"تاي تشي تشوان" والـ"كروس فت"، مهم لتعزيز الثقة بك، وزيادة السيروتونين "هرمون السعادة"، والحد من التوتر وتحسين الحالة المزاجية لديك.
وتشجع السيدة بينيت، الأشخاص على "تعلم كيفية القول "لا" في العمل حيث أن مثل هذا الرد ضروري لتخفيف الجداول الزمنية الملحة، وعندما تقول لا، ضع في اعتبارك أنك لا تشعر بالذنب حيال ذلك. تقول السيدة بينيت "ابدأ في التخلي عن بعض المهام الآن في الوقت الذي لا تزال تحكم فيه السيطرة على نفسك، قبل أن يستغرق منك الوقت وتبدأ في الإنهاك". سواء كان ذلك بنفسك أو عبر زملائك، فمن المهم أن تكون على بينة من علامات الاحتراق الوظيفي من أجل وقفها. ووفقًا لشركة Uplift Events، المنظمة للحدث في أستراليا، تشمل علامات التحذير من الاحتراق الوظيفي؛ الغياب غير المبرر، والعزلة، وانخفاض في الصحة وعدم تناول فواصل الغداء.
وتنطوي بعض العلامات التحذيرية لدى أشخاص آخرون على السخرية المستمرة أو السلبية، والعمل الإضافي وانعدام المشاركة مع الزملاء. كما نشرت "ريتش أوت" العلامات المشتركة لظاهرة الاحتراق الوظيفي، بما في ذلك الشعور بالإنهاك وعدم القدرة على أداء المهام الأساسية وفقدان الدافع في جميع مجالات حياتك. وتضم العلامات الأخرى؛ عدم القدرة على التركيز، والشعور بالفراغ أو الافتقار إلى المشاعر، وفقدان العاطفة والحافز النفسي، والمعاناة من الصراع الداخلي والانسحاب عاطفيًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر