قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها الموسو
آخر تحديث GMT 00:51:20
المغرب اليوم -
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

لهن الحق في أن يعاشرن من يرغبن به من دون أن يوصمن بالعار

قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها "الموسو"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها

تعرف على مملكة النساء بين قبيلة "الموسو"
بكين - مازن الأسدي

تخيَّل صورة مجتمع بلا آباء، بلا زواج أو طلاق؛ مجتمع لا توجد فيه أسرٌ ممتدة. تجلس فيه الجدَّات على رأس المائدة، ويعيش معهن أبناؤهن وبناتهن، إلى جانب أبناء البنات، المنسوبين إلى الأم، حيث الرجال شبه ديكور في حياة النساء، مجرد مانحين للحيوانات المنوية، يضعون بذرة الطفل دون أن يشاركوا، في أغلب الوقت، في تربيته.

هذا العالم النسوي التقدمي، أو "التسيُّد النسوي" المنفصل عن الزمن، الذي يشبه في اعوجاجه أي مجتمع يتسيد فيه الرجل، حسب وجهة نظرك، يوجد في وادٍ عشبي في "يونان"، جنوبي غرب الصين، في أقصى تلال جبل الهيمالايا. ففي مجتمع قبلي قديم من بوذيي التيبت، في قبيلة موسو، تعيش النساء بطريقة متحضرة على نحو مثير للدهشة: فالنساء يُعامَلن بالمساواةِ مع الرجال، إن لم يكن يوضعن في مكانة أعلى؛ فلهن الحق مثل الرجال في أن يتخذن من الأخِلَّاء الرجال ما يرغبن، دون أن يوصمن بالعار؛ وتربي الأسر الممتدة الأطفال وتعتني بالعجائز، وفقاً لما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانية
قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها الموسو

تحاول تشو وايهونغ، المحامية من سنغافورة، استكشاف هذه المملكة بعد أن تركت عملها في عام 2006 لتسافر حول العالم. ولأنها عملت وتدربت في كندا، والولايات المتحدة، ولندن، جذبتها خطاها هذه المرة نحو الصين، بلد أسلافها. وبعد أن قرأت عن قبيلة موسو، قررت كما يفعل جميع السياح أن تقوم برحلة إلى مجتمعهم البديع، الذي يتألف من سلسلة من القرى المجمعة حول جبل وبحيرة لوغو. ولكن شيئاً ما أبعد من المناظر الطبيعية والهواء النقي أسرها.

وتقول تشو: "كبرت في عالم يتسيَّد فيه الرجال؛ كنا أنا وأبي على خلاف مستمر، فقد كانت طباعه الذكورية تمثل الجالية الصينية التي يتسيد فيها الرجال في سنغافورة. ولم أكن أبداً أشعر بالانتماء في العمل، فقد كانت القواعد متحيِّزة للرجال، مفهومة بديهياً بالنسبة لهم، ولكن ليس لي. طوال حياتي وأنا نسوية، وكانت الموسو مصدر إلهام لي، لأنها تضع المرأة في مركز المجتمع".

ونظرًا لطبيعتها الدافئة والفضولية وما تتمتع به من سرعة البديهة، تمكنت تشو من تكوين الصداقات سريعًا. واكتشفت أن أطفال قبيلة الموسو ينتمون لأمهاتهم فقط؛ فآباؤهم البيولوجيون يعيشون في منزل العائلة الذي تتسيَّد فيه الأم. كما أن شباب الموسو تربيهم أمهاتهم، وجداتهم، وخالاتهم، وأخوالهم.

وتضيف تشو أنه من منظور الغرباء خصوصاً إذا كانوا من الصين، حيث تأتي أغلبية السياح تُدان الموسو بأنها مجتمع من الأمهات العازبات. وتقول تشو: "يولد الأطفال خارج إطار الزواج، وهو أمرٌ لا يزال محل استنكار في الصين. ولكن الموسو لا تنظر له كذلك. فبالنسبة للقبيلة، يعد مفهوم الزواج غير مستساغ، والطفل يولد بلا أب ببساطة لأن المجتمع لا يولي أهمية إلى الأبوة. كما أن الأسرة الممتدة كما نفهمها موجودة، ولكن في صورة مختلفة.
قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها الموسو

وهناك يمارس الرجال والنساء ما يُعرف بـ"الزواج المسيار" وهو مصطلح أنيق للعلاقات السرية بين العشاق. وبموجب هذا الزواج، حين يعلق الرجل قبعته على مقبض باب امرأة، فإن هذه علامة للرجال الآخرين ألا يدخلوا عليها. وتتراوح العلاقات من هذا النوع بين العلاقات التي تدوم ليلة واحدة إلى اللقاءات المستمرة التي تتعمق لتصل إلى شراكة حصرية تدوم طوال العمر، ويمكن أن تنتهي بالحمل أو لا. ولكن الزوجين لا يعيشان معاً أبداً. وتقول بالنسبة لنساء الموسو، يمثل الزواج السيار شيئاً ممتعاً بعيداً عن عناء الحياة اليومية، وكذلك الحصول على مانحٍ للحيوانات المنوية.

وتملك النساء العقارات وترثها، وتزرع المحاصيل في هذا المجتمع الزراعي، وتسيِّر أمور المنزل: الطبخ والتنظيف، وتربية الصغار. أما الرجال فهم مصدر القوة، والحرث، وبناء البيوت وإصلاحها، وذبح المواشي، والمساعدة في القرارات الأسرية الكبيرة، رغم أن الكلمة الفصل ترجع للجدة.

وعلى الرغم من أن الرجال لا تقع على عاتقهم أية مسؤوليات أبوية؛ إذ يشيع بين النساء ألا يعرفن أب طفلهن، ولا يوصمن من جراء ذلك بأية صفة مشينة، فإن الرجال تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة كأخوال لأبناء أخواتهم. وفي الواقع، يشكل الأخوال الشباب، بالإضافة إلى الأخوال الكبار، الذين يكونون رديف الجدة في المنزل، الأثر الذكوري المحوري على الأطفال.

وتشير تشو إلى أن رجال موسو نسويون بالسليقة. فلا يجد الأولاد غضاضة في الاعتناء بأخواتهم الرضيعات أو اصطحاب إخوتهم الصغار أينما ذهبوا. ذات مرة جلست أنتظر عجوزاً من الموسو لأحادثه في أحد أمور العمل، وكان سبب الانتظار أنه كان يحمِّم فتاتين توأمتين من صغار العائلة ويغير لهما الحفاضات.

وبعد شهور قليلة من رحلتها الأولى، عادت تشو إلى بحيرة لوغو. عرضت عليها مراهقة من بنات القبيلة تُسمى لادزو، أن تعلمها لغة قبيلة الموسو، التي تُدرس شفاهةً، وأن تقدمها إلى عائلتها. باتت زيارات تشو أطول وأكثر، وباتت الأم الروحية للادزو وأخيها نوغبو. وعرض عليها خال لادزو الذي هو رجل أعمال محلي ناجح أن يبني لها منزلاً. وبذلك بدأت تضع بذوراً لها وسط هذا المجتمع. وتقول تشو: "بدأت أعتاد التنقل بين سنغافورة وبحيرة لوغو، أرحل من حياة المدينة المزدحمة إلى إيقاع الريف المختلف في الجبل، ومنحتها فترات إقامتها الأطول، إذ تعيش الآن مع موسو لشهور قليلة؛ ثلاثة أو أربعة في السنة، فرصةً لاكتشاف المزيد عن المجتمع الخاص، والذي غالباً ما يُساء فهمه".

وفي غياب الزواج كهدف، يبقى السبب الوحيد الذي يجعل الرجال والنساء ينخرطون فيما يشبه العلاقة هو الحب أو التمتع بصحبة بعضهما البعض. ولو أخذت الأمور مجراها الطبيعي، فإن الأسباب المعتادة من الاستمرار في العلاقة، مثل الأطفال أو الأسباب المجتمعية أو المالية، لا تنطبق هنا. ولم تشعر تشو بالغربة في مجتمع الموسو باعتبارها امرأة غير متزوجة.

وتوضح تشو أن نساء الموسو، بطبيعة الحال، عازبات "لكنني أظن أنني في نظرهم غريبة لأنني لست من هنا، وأعيش وحدي، وليس مع عائلة. أتلقى الكثير من دعوات العشاء، وكثيراً ما تحثني صديقاتي على أن أجد لنفسي خليلاً من القبيلة ولكن هل فعلتها تشو؟ لن تخبرنا بهذا الأمر طبعًا".

وحيث إن الحياة تتمركز حول الأسرة التي تتسيَّد فيها الأم، فلا عجب إذاً في أن تكون الأمومة محل تقديس. وبالنسبة لامرأة شابة من قبيلة الموسو، فهي هدفٌ من أهداف الحياة. تقول تشو: "كان عليَّ أن أقدم النصح للعديد من الشابات هناك حول التبويض، بعد أن رأيت تلهفهن على الحمل؛ فلا ينظر لهن كفرد كامل إلا فور أن يصبحن أمهات.

وفي هذا الصدد، يُنظر إلى تشو باهتمامٍ أكبر، إذ تقول: "أشعر بأنني محل شفقة، لكن الناس هنا يمنعهم أدبهم من أن يفصحوا عن ذلك. ولكن ماذا يحدث إذا كانت المرأة لا ترغب في وجود أطفال؟ تضيف تشو: "هذا ليس خيارًا مطروحًا بالنسبة لهن. فمجرد طرح هذا السؤال يعني أنك تنظر إلى الموسو بعيوننا، بطريقتنا نحن في التعامل مع الأشياء. السؤال نفسه غير ملائم".

ولكن ماذا لو لم يكن بوسعهن الإنجاب، أو كن ينجبن الذكور فقط؟ تقول تشو: في هذه الحالة يتبنين طفلاً، إما من عائلة أخرى أو من أحد أخوالهن، وهو الأمر الأكثر شيوعًا. منذ أجيالٍ مضت، قبل أن تتبنى الصين سياسة الطفل الواحد للمناطق الحضرية والطفلين للريف، كانت العائلة كبيرة. هناك الكثير من الأخوال.

وبعيون الغرب، ثمة جانب تقدمي في نمط حياة موسو. هل المجتمع الذي يحرر النساء، بطريقة أو بأخرى، من الزواج ويمنحهن الحرية الجنسية، ينتج بالفعل ربات منزل من طراز الخمسينيات ممن لا خيار لهن سوى الأمومة؟ تشعر تشو بالإحباط بجانب ابنتها الروحية لادزو، التي تبلغ من العمر الآن 22 عاماً.

تقول تشو: "أم، وتعيش نمط حياةٍ منزليًا جدًا. وهو أمرٌ يشيع في أوساط نساء قبيلة الموسو. ولكن أتمنى لو كانت الأمور تسير على نحوٍ آخر. بالنسبة لي، هذا ضياعٌ للعمر.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها الموسو قبيلة متحضرة في الصين تتساوى فيها النساء بالرجال اسمها الموسو



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib