جزائريات يواجهن الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم واقتحام يوتيوب
آخر تحديث GMT 10:03:40
المغرب اليوم -

قدّمن مواضيع تتعلق بالمطبخ والعلاقات الجنسية ونصائح للعروس

جزائريات يواجهن الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم واقتحام "يوتيوب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جزائريات يواجهن الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم واقتحام

يوتيوب
الجزائر ـ المغرب اليوم

نجحت بعض النساء الجزائريات في اقتحام عالم كان حتى وقت قريب حكرًا على الرجال تقريبًاوعبّرت الجزائرية الشابة أحلام المشهورة بــ "ديهيا" عما لاقته من تحديات ومصاعب حينما قررت أن تخوض غمار اليوتيوب بفتح قناة خاصة قائلة "لأنني أوّل فتاة تتحدث بعفوية عن مواضيع توصف بأنها تابوهات في المجتمع، كان رد الفعل تجاهي قاسٍ، بعضهم اتهمني بالماسونية، وبعضهم اتهمني بالعمل لجهات تدعمني في الخفاء، وبعضهم اتهمني بمحاولة المساس بالحياء العام ونشر الانحلال الأخلاقي في المجتمع، ووصل الأمر ببعضهم إلى تهديدي بالقتل وتخويفي بتعليقات ورسائل عنيفة. .

وكانت "ديهيا" التي باتت مشهورة من خلال قناتها "ديهيا بيوتي" , أولى بدايتها بكاميرا متواضعة جدًا، لكنها تمتلك أستوديو تصوير، وفريقًا متكاملًا من المصورين والتقنين المحترفين، وتقول في مقابلة مع DW عربية إن "طريقها لم يكن مفروشًا بالورود بل كان مليئًا بالتحديات بسبب الظروف المادية ومحتوى الفيديوهات التي تطرحها على متابعيها الـ 241 ألفًا".
ويرى بعض المتابعين والمعلقين غريبة أن "مشاكل النقل العام، فترة المراهقة، الحب والعشق، المواد المخدرة، العلاقات الجنسية، المغامرات، نصائح للعروس في مناطقها الحساسة،  كلها مواضيع خارجة عن قيم الجزائريين ولا يمكنها أن تدخل بيوتهم، لكن ديهيا ترد أن "تلك المواضيع في دول أخرى تدرس لتلاميذ المرحلة المتوسطة"، ولكونها "أول فتاة تمتلك الجرأة لطرحها كانت حملة الانتقادات التي طالتها حادة وقاسية وصلت إلى التهديد بالقتل".
تتناول ديهيا مواضيع التجميل، والطبخ، ومشاكل النقل العام، وفترة المراهقة، والعشق، والمواد المخدرة، والعلاقات الجنسية، وغيرها.

التفكير بصوت "عال"

واختارت ديهيا لنفسها شعار "فكّر بصوت عال"، مؤكدة أنها لم "تقصد من خلال ما تقدّمه من محتوى استفزاز عواطف متابعيها لأن هدفها أسمى من ذلك وأرقى، فالمواضيع التي تناقشها من صميم الواقع، ويجب أن تكون ثمة الجرأة لمناقشتها وفهمها، مع عدم الخوف من التقرب منها لأن الفجوة حينذاك ستتسع وتتعمق"، وبالنسبة لها "لا وجود لخطوط حمراء إلا حينما يتعلق الأمر بأن يصل الأمر إلى أن تهدد في حياتها".

وكان التحدي الذي واجه ديهيا , تحويل الأقوال إلى أفعال بسبب ظروفها المادية والعائلية، تقول إنها "كانت فتاة وحيدة ضعيفة مسجونة في غرفتها، وسط أفكارها ومخيلتها"، لكن هذه القناة امتحنت قدراتها، فهي اليوم سيدة أعمال بعد أن أطلقت مشروعها الصغير لصناعة مواد التجميل والتنظيف الجسدي، وخلال شهر فقط تمكنّت من توظيف "خمسين" شابة جزائرية من مختلف المحافظات، كما نجحت في تأسيس جمعية "خيرية" متعددة النشاطات.

مواجهة "مكانك في المطيخ"

وقررت الشابة نهلة هي الأخرى ,في تموز/يونيو الماضي أن تطرح فيديو من خلال قناتها على يوتيوب للتضامن مع ريما الفتاة التي تعرّضت إلى عنف من طرف أحد الشباب الذي خاطبها بقوله "مكانك في المطبخ" بسبب ممارستها لرياضة الركض في شاطئ الصابلات بالواجهة البحرية للعاصمة الجزائر.

دعت من خلال الفيديو الذي يحمل عنوان "لن أحمي المتحرشين بعد اليوم" إلى المشاركة بقوة في الاحتجاج المندد بالاعتداء على مريم بتنظيم سباق جماعي للنساء في نفس مكان الاعتداء، وهو الحدث الذي شهد إقبالًا نسويًا كبيرًا رفع خلاله شعار "مكاني حيث أريد وليس المطبخ"، لكن الفيديو فتح أبواب جهنم في وجهها، ووصل الأمر إلى اتهامها في شرفها وتهديدها بالقتل.

وتحدثت نهلة في الفيديو بكل ألم، وكيف أنها "تعيش في وطن لا يحميها"، وسردت حالات اعتداء على نشاطات ونساء تقدمن بعد ذلك بشكوى لكن تم تجاهل شكاويهن، مثل ريما التي شكت حالها لعنصر من الدرك فكان رده مثل رد الشاب الذي اعتدى عليها "مكانك في المطبخ وليس الشارع".

كسر احتكار الرجال

وكانتا ديهيا ونهلة نماذج لفتيات جزائريات قررن أن يرفعن أصواتهن عاليًا، وأن يشكلن جزءً من الرأي العام، من خلال إنشاء قنوات في يوتيوب الذي كان حكرًا على الشباب، وبالإضافة إلى ديهيا ونهلة ثمة شابات أخريات نجحن في حجز مكانة لهن عبر مختلف وسائل الإعلام الجديدة مثل أميرة ريا التي يتجاوز عدد متابعيها 300 ألف، ومنى دوادي وحورية المقيمة بفرنسا والتي يتجاوز عدد متابعيها أكثر من نصف مليون متابع، وصفا من ولاية بسكرة، وفلة جزائرية، ورايا من العاصمة وغيرهن.

وأطلق الكاتب والإعلامي يوسف بعلوج منصة "بودكاست عربية" في 2016 بهدف دعم وإبراز اليوتيوبرز الجزائريين، وعلى عكس التأثير والحضور الذي كان لافتًا لليوتيوبزر الشباب، فإن حضور الفتيات كان أقل تأثيرًا وحضورًا، ما دفعه إلى إطلاق مسابقة أسبوع يوتيوب المرأة العربية.

يقول بعلوج لـ DW عربية إنه "خلال السنوات الأخيرة بدأ يوتيوب يأخذ حيزًا واضحًا من المشاهدة لدى الجزائريين، لكن بالنسبة للفتيات رغم وجود بعض المحاولات لدخول هذا العالم إلا أن حضورهن ليس بالمستوى المطلوب".

ويرجع بعلوج أسباب تدني حضور اليوتيوبرز من السيدات مقارنة بالرجال إلى أن "الغالبية منهن يقدمن محتوى محدد يتراوح بين فنون التجميل والطبخ، وهذا يعكس اهتمامات المرأة الجزائرية"، فليس غريباً يتابع أن "نجد أن أكبر قناة مشاهدة بأكثر من 2 مليون متابع متخصصة في الطبخ، وذلك مؤشر على وجود جمهور يبحث عن محتوى خاص وهو استثمرت فيه بعض القنوات لكسب أكبر عدد من المتابعين".

وأكّد بعلوج أن "النقاشات التي تدور في الشارع تنسحب آليًا على محتوى قنوات يوتيوب"، ويعتقد أن الفتيات اليوتيوبرز يتحملن عبأ ومسؤولية أكبر، فتعرض بعضهن إلى التابوهات أمر قد ينعكس سلبًا على تواجدهن واستمرارهن، وعلى انتشار ظاهرة اليوتيوبرز الفتيات. وشرح ذلك بقوله "ثمة مواضيع أكثر أهمية يجب تسليط الضوء عليها، وهي مواضيع تجمع أكثر مما تفرق، فإذا كانت بعض الفتيات يعشن في وسط عائلي متفهم ومتفتح، يقبل طرح المواضيع الحرجة، فهناك الكثير يعشن في وسط يرفض ذلك مطلقاً، مفسرًا أن بعض أولياء الأمور منعوا بناتهم من اليوتيوب بسبب المحتوى المقدم من طرف بعض الفتيات.

ويعتقد بعلوج أن "ردود الفعل الرافضة للمحتوى أمر متوقّع بالنظر إلى ما يمارس من عنف ضد المرأة فقط لأنها امرأة متواجدة في الفضاء العام".

تحت "السقف الزجاجي"

وأوضحت فاطمة علي باحثة في الإعلام وطالبة دكتوراه تعمل على الجندر (النوع الاجتماعي) وعلى التعبير الفني النسائي في الفضاء العمومي أن "المرأة الجزائرية في يوتيوب وإن كانت تتصور أنها قد وجدت منفذًا للتعبير إلاّ أن الشاشة لم تحمها بالقدر الكافي من المجتمع ومعتقداته مما يضطرها للخضوع إلى نظرية السقف الزجاجي، أي توقف نمو طموحها تلقائياً نظرًا للرفض الذي تتلقاه من المجتمع والذي لا تستطيع معه الاستمرار بالشكل الذي تريد".

وكشفت فاطمة,هيمنة شبه كلية للاتجاه النسوي التقليدي في المواضيع المطروحة رغم الادعاء الظاهر بالتجديد، فغالبيتهن يتجهن إلى "مواضيع الموضة والطبخ والتجميل، وهي مواضيع نسوية بامتياز تكرس قولبة المرأة في اهتمامات معينة مقارنة بمنصات أخرى على الويب حيث نجد حضورًا لنساء مبدعات في تخصصات أخرى مثل الثقافة والطب والأدب وحتى عالم الأعمال".

وسجلّت ملاحظة أخرى تفسّر هذا الاتجاه نحو التخصصات اللصيقة بالمرأة وهي أن "أغلبهن يطمحن للشهرة عبر يوتيوب وبالتالي فهن يسايرن توجهات النساء الجزائريات للحصول على عدد كبير من المتابعات، وبالتالي الحصول على مصدر للدخل بشكل ما"، أما النضال النسوي فيبقى برأيها "غائبًا في يوتيوب ".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزائريات يواجهن الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم واقتحام يوتيوب جزائريات يواجهن الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم واقتحام يوتيوب



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib