تعتمد هيئة مترو الأنفاق في الهند، سياسة توظيفية جديدة على المجتمع الهندي، حيث استبدلت الكثير من الوظائف الرجالية بموظفات من النساء أثبتن نجاحًا في عملهن، بداية من الوظائف الصغيرة إلى الإدارة العليا - بصرف النظر عن منصب المدير الإداري الذي يحتله رجلاً - هذه عملية تهدف إلى إعطاء النساء المزيد من حقوقهن في الحصول على فرص عمل.
فعلى رصيف محطة القطارات، حيث يكون الهواء غائمًا بسبب حرارة شهر مارس، يدخل القطار إلى المحطة لتجد أن السائق امرأة، وتدير مكتب التذاكر امرأة ايضا، وتساعد امرأة أخرى من المتحولات جنسياً العملاء في مكتب الاستفسار، بالاضافة إلى ان أربعة من محطات المترو في الهند، تسمح للمسافرات الدخول في حجرة خاصة لإرضاع أطفالهن.
وفي خطوة لإعطاء المزيد من الوظائف للنساء، انضمت هيئة المترو في شراكة مع مجموعة نسائية تدعى Kudumbashree لتقديم وجبات الطعام، حيث تقوم النساء بطهي وجبات الغداء في منازلهن ، والسفر على متن المترو ، وتقديم الوجبات في صناديق "تيفين" الفولاذية (للبعد عن البلاستيك) لموظفي المترو في محطات مختلفة، ليكسبون المال ويستمتع موظفو المترو بالطعام المطبوخ في المنزل.
في المحطة، تتواجد ريجيثا باستمرار، وهي ترتدي الزي الفيروزي والوردي، لمساعدة مئات الأشخاص الذين يستخدمون مترو كوتشي في الهند كل يوم حيث تشكل النساء حوالي 80 ٪ من القوى العاملة في المترو البالغ قوامها 1300 شخص. تقول ريجيثا: "إنها بيئة آمنة بالنسبة لي.. إن الأموال التي أحصل عليها تحدث فرقًا كبيرًا في ميزانية عائلتي وتزيد مما يمكنني القيام به من أجلها".
تضم محطات المترو غرف للرضاعة الطبيعية وهي مجهزة بمقعد ومروحة ومقبض لشحن الهاتف، كما توجد في أجزاء من المحطات التي يمكن الوصول إليها دون تذكرة حتى تتمكن أي امرأة تحتاج إليها من استخدامها.
يقول سومي ناداراجان ، نائب المدير العام الأول للتخطيط والاستدامة: "لقد أدركنا أن معدلات الرضاعة الطبيعية آخذة في الانخفاض في ولاية كيرالا وتساءلنا عما إذا كنا نستطيع المساعدة في حل هذه المشكلة، وإذا ارتفع الطلب، فسوف نقوم باقامة المزيد من هذه الغرف".
تحدد هذه القضية العديد من سياسات هيئة المترو المملوكة للدولة، لقد كان عبارة عن مشروع بنية تحتية غير عادي منذ البداية، ففي بلد تعمل فيه المشروعات بشكل روتيني على تجاوز المواعيد المحددة لها، تم إكمال المترو ضمن حدود التكلفة والوقت المتفق عليها. كما تستخدم محطات المترو الطاقة الشمسية في 35٪ من احتياجاتها من الطاقة ، وقد تم تحويل أكثر من 200 من الأعمدة المنتشرة حول المحطة إلى حدائق رأسية باستخدام السماد المصنوع من النفايات.
كان أحد القرارات الرئيسية تدريب وتعيين سائقات من النساء، وبالفعل تحقق ذلك حيث أن سبعة من بين 39 سائقاً هن من النساء كما كان من بين القرارات المهمة في هذا المشروع هو توظيف 60 امرأة من المتحولات جنسيا ، وهي المرة الأولى التي تقرر أي شركة في الهند رسميا توظيف مثل هذه الحالات. كما قال المدير السابق للمترو إلياس جورج في ذلك الوقت ، "عقلية المجتمع لن تتغير إلا من خلال التفاعل المباشر مع المتحولين جنسياً".
يقول محمد حنيش ، المدير الإداري لمترو كوتشي: "منذ اليوم الأول ، كنا نعتقد أن السياسات التي تشكل هذه المؤسسة يجب أن تكون تقدمية وابتكارية وتهدف إلى الاندماج الاجتماعي وتمكين المرأة".
لم يكن إدخال الأشخاص المتحولين جنسياً في ولاية كيرالا في نظر الجمهور أمرًا سهلاً، على عكس ما يحدث في أجزاء أخرى من الهند ، يعيش الأشخاص المتحولين جنسياً مختبئين. يقول سومي موهان ، عضو مجلس إدارة منظمة حقوق الإنسان Sahayatrika: "في شمال الهند ، يعيش المتحولون جنسياً في مجتمعات تسمى همام ، لكنهم في ولاية كيرالا معزولون ومختبئين عن الأنظار تماما".
كما كان العثور على سكن بأسعار معقولة بالقرب من المحطة التي يعمل بها الموظفون مشكلة بالنسبة للكثيرين. يقول ناتاراجان: "لقد كان التحدي هو إبقاءهم في وظائفهم، مع أخذ الكثير منهم الإجازات الطبية، حيث يحتاجون إلى عملية جراحية أو لديهم مشاكل مع العلاج الهرموني، وكانوا يريدون أجر يومي، لم يكن بامكاننا تغيير قواعد قسم واحد فقط من الموظفين نتيجة لذلك ، ابقينا فقط عشرة منهم ممن تسمح ظروفهم للبقاء في العمل".
إحدى تلك الموظفات هي كارثيكا راغافان ، 36 عامًا ، التي تخلت عن وظيفتها ككيميائية حيوية في أحد المختبرات ، لأنها كانت منعزلة جدًا عن العمل ولتي تعمل حاليا كمساعدة للعملاء في المترو حيث تعيش مع والداها، وهو أمر نادر في أوساط المتحولين جنسياً في ولاية كيرالا.
تقول راغافان : "كلما اعتدت البحث عن وظائف ، كان الإعلان يكر ان المطلوب ذكرًا أو أنثى، لقد حطم مترو كوتشي جميع القواعد القديمة من خلال منحنا فرصة للعمل".
تنبع سياسات المترو من روح تقدمية أوسع ربما تكون فريدة من نوعها في ولاية كيرالا، وعلى الرغم من أن الدولة تدعم مؤخرًا حملة النساء للفوز بالحق في الصلاة في معبد ساباريمالا ، حيث مُنعت النساء من الدخول لعقود من الزمان ، إلا أن هذا يعد انحرافًا نوعا ما. لهذا السبب بذل مترو كوتشي جهداً واعياً لإعطاء الفرصة لتوظيف النساء، حتث تعمل النساء حتى في نوبات الليل ، وهو أمر بارز في مجتمع نادرا ما تشاهد فيه النساء بعد غروب الشمس في المناطق الريفية.
يوجد في الولاية معدل مرتفع لمحو الأمية لدى الإناث ، ووفيات منخفضة بين الأمهات والرضع مقارنة بالولايات الهندية الأخرى ومع ذلك ، هناك عدد قليل من النساء ، على الرغم من أنهن متعلمات ، يعملن. ووفقا لأحدث البيانات الرسمية للفترة 2011- 2012 ، تعمل 22 ٪ من النساء في القطاع الرسمي في المناطق الريفية ، مقارنة مع 56 ٪ من الرجال ، أي أقل من الرقم 25 ٪ للهند ككل.
قد يهمك أيضًا:
نظرة سريعة على حياة تيفاني الابنة الصغرى للرئيس الأميركي
أميركية تروي تفاصيل تحرّش جو بايدن بها خلال فعالية علنية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر