لندن - كاتيا حداد
تروي سيدة سورية تدعى "شام" والتي أنهت دراستها في الصيدلة، بأنها كانت وزوجها ينعمان بحياة جميلة ولديهما منزل رائع في دمشق، وأن كلَّ شيء كان يسيرعلى ما يرام، إلا أنهما خسرا كل ما يملكونه بعد هروبهم من سورية عقب إندلاع الحرب. فالحياة في الأردن مختلفة تماماً، حيث لا يوجد عمل أو أي شيء يقومان به نظراً لأن القوانين المطبقة تمنع ذلك.
وفي الأسابيع الثلاثة المقبلة، فإن شام وعشراتٍ من النساء السوريات الأخريات سوف تروين حكاياتهن الشخصية خلال جولة مسرحية في بريطانيـا تبدأ من العرض الذي نفذت تذاكره في مسرح the Young Vic في لندن. وقالت شام خلال مؤتمر صحفي في the Young Vic بأن المسرحية سوف تمكنهن من الحديث عن معاناتهن وما يريدن ويحلمن به.
وبالنسبة إلى ريم، فإن مسرحية "ملكات من سورية" أو Queens of Syria تعد فرصة لتسليط الضوء على أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. فمع دخول الصراع السوري عامه السادس، فإن هناك ما يزيد عن 4 ملايين لاجئ سوري قد إتجهوا إلى تركيـا ولبنـان والأردن العراق إضافةً إلى مصـر، مع عدم وجود أمل في عودتهم إلى الوطن في المستقبل القريب، إلى جانب صعوبة البدء في حياة جديدة في المنفى.
وأشارت ريم إلى أن اللاجئين لا يتمتعون بالمعاملة الانسانية ولا يلاحظ الكثيرون بأنهم متعلمون، مؤكدة على أنها كانت تدرس في جامعة دمشق لكي تصبح مهندسة، ولكنها إضطرت إلى مغادرة الأراضي السورية بسبب الحرب. كما أن والدها كان محامياً ولكن مكتبه تعرض للتدمير ويعاني حالياً من الإكتئاب.
وبدأت شارلوت إيغر المراسلة السابقة للخارجية في عمّان مشروع العلاج بالدرامـا وزيادة الوعي قبل ثلاثة أعوام مع زوجها ويليام ستيرلنغ و منتجة الأفلام جورجينـا باجي. ولم تكن إيغر متأكدة من أن أحداً سوف يحضر ورشة العمل الأولى، إلا أن إثني عشر شخصًا حضروا وإرتفع عدد الحاضرين ليصل إلى 50 مع إشادة كبيرة بالعمل.
ولم يكن من السهل على الصعيد المالي و البيروقراطي عرض المسرحية في بريطانيـا، وخوض القائمين عليها جولة في أوكسفورد و ليفربول و إدنبره بعد عرضها مساء الثلاثاء في لندن. ولكنها سوف تكون فرصة لإطلاع المواطنين في بريطانيـا على الأوضاع من اللاجئين أنفسهم بحسب ما قال أوليفر كينغ المدير التنفيذي لرابطة تطوير الفنانين، والذي كافح من أجل عرض المسرحية في بريطانيـا، وأنفق الكثير من المال في سبيل حصول فريق العمل على التأشيرة والتصريح لهم بأداء ذلك العمل.
وواجهت المسرحية وهي من إخراج زوي افرتي، الكثير من المعاناة بسبب تغيير طاقم العمل وتقليصه إلى 13 سيدة بعد تعذر حصول إثنتين منهن على التأشيرات. وبالرغم من أن النساء ليست ممثلات محترفات، إلا أن لافرتي منبهرة جداً بجودة الأداء من خلال البروفات في الأردن، ومنذ وصولهن إلى بريطانيـا يوم الأحد.
ومن المقرر بأن يتم عرض بعض الروايات باللغة الإنكليزية، فيما تتطلع ريم نحو رؤية إستجابة من الجمهور البريطاني. حيث تعتقد بأنه سوف يكون هناك رد فعل لما يتميز به المسرح في بريطانيـا من جمهورٍ عريض، ولكن المهمة ليست سهلة لإحداث تغيير في أي شيء بسبب رغبة المواطنين في إقفال الطريق أمام اللاجئين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر