سمروات مغربيات يواجهن الأوصاف العنصرية بـ ماشي عزية
آخر تحديث GMT 08:27:06
المغرب اليوم -

سمروات مغربيات يواجهن الأوصاف العنصرية بـ "ماشي عزية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سمروات مغربيات يواجهن الأوصاف العنصرية بـ

السمراوات المغربيات
الرباط-المغرب اليوم

"لا يمكنني وصف الإحساس الذي كان ينتابني كلما نعتني أحدهم باسم "عزية"(صاحبة البشرة الداكنة) في مرحلة مراهقتي، وكيف كان ذلك يحزنني ويشعرني بإحباط كبير ويدفعني للاعتقاد أنني أقل جمالا عن باقي الفتيات الآخريات" تتحدث زهراء مرزوكي، عن الضرر النفسي الذي يلحقها بسبب نظرة البعض إليها.وتضيف زهراء (37 سنة)،: " ليس الأهم لون البشرة أو العينين ولا قوام الجسم بل أن تستطيع فرض احترامك وذاتك وسط شرائح المجتمع المختلفة، وهو ما لا يستوعبه بعد كل من يصف شخصا يختلف عنه بأوصاف تحط من كرامته ". عزية" "كحلوشة" "لويين" ألقاب من بين أخرى تنعت بها ذوات البشرة الداكنة في المغرب، وهي نعوت يعتبرها البعض تنطوي على تمثلات عنصرية تكرس صور نمطية تربط جمال المرأة بلون بشرتها.

ولمحاربة هذه الصور النمطية ووضع حد لمثل هذه التوصيفات "العنصرية" التي تستعمل بشكل يومي من قبل البعض في الشارع، أسست فتيات مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقنا عليها اسم "ماشي عزية"، تنشر  صور وفيدوهات لفتيات من ذوات البشرة السمراء لمناهضة العنصرية. وتشارك المجموعة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي محتويات مختلفة من ضمنها صور نساء بلباس القفطان المغربي الذي يمثل حسبهم "المرأة المغربية الحرة بغض النظر عن اختلاف شكلها أو لونها، وهو يشكل رمزا من رموز التراث المغربي الأصيل".  ولدت هذه المبادرة من رحم تجارب شخصية تعيشها الفتيات ذوات البشرة الداكنة في الشارع، ونظرات البعض إليهن مع ما يصاحب ذلك من تعابير تستعمل في الحياة اليومية من قبيل "سمراء ولكنها جميلة" أو "لا بأس بها رغم أنها سمراء" وفق هدى فونو، مؤسسة مجوعة "ماشي عزية" على مواقع التواصل الاجتماعي.المبادرة لا تهدف فقط إلى التصدي لبعض أشكال العنصرية، توضح فونو ، بل أيضا إلى مساندة الفتيات "السمراوات" في المغرب ودعمهن عبر مواقع التوصل الاجتماعي، في ظل غياب "مؤتراث سمراوات" يتطرقن إلى مواضيع الجمال ويحاولن تكسير الصور النمطية والمعايير التي يبنى على أساسها تقيم جمال المرأة.  

 تشدد فونو على أن "الجمال هو شيء نسبي ولا يخضع لمعيار معين، لذلك نحاول داخل المجموعة مشاركة منشورات تبرز جمال المرأة السمراء في كل صورها وباختلاف لباسها تقليديا كان أو عصريا ".وتؤكد فونو على أهمية مشاركة تلك الصور بالنسبة للمرأة السمراء التي غالبا ما تلجأ للإختباء وراء أشكال معينة من اللباس بألوان داكنة تفاديا للفت الإنتباه".تشير الشابة إلى أن "العنصرية لا تنحصر فقط في الشارع بل وجدت لها مكان أيضا داخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعية من خلال تعاليق ورسائل أتلقاها بها على الخاص من أشخاص لا يعترفون بوجود العنصرية داخل المجتمع ويرفضون مبادرات من هذا القبيل". وإذا كانت المبادارت السابقة تناقش موضوع العنصرية من زواياه المختلفة، فإن مبادرة "ماشي عزية" تسعى حسب مؤسستها هدى فونو لتكسير الصورة النمطية عن الجمال بالاعتماد على الفن من خلال الصورة والفيديو والموضة وأساليب فنية وتعبيرية متنوعة.

يتطلب القضاء على الصور النمطية المرتبطة بالمرأة السمراء حسب فونو المرور عبر مراحل على رأسها التحسيس والتوعية بضرورة تجاوز العبارات "العنصرية" الموجهة إلى الفتيات والتي تخلف أثر نفسي عليهن خاصة المراهقات منهن.وتتابع مؤسسة مجموعة "ماشي عزية": "هناك من لا يدرج تلك النعوت ضمن خانة العنصرية فيما يعتبرها آخرون عنصرية عفوية، وهو ما يؤكد غياب الوعي بوقع هذه العبارات العنصرية على فئة واسعة من المجتمع ".وتضيف المتحدثة: "العنصرية هي تراكمات عبر التاريخ حيث كانت تطلق على أصحاب البشرة الداكنة مسميات من قبيل "العبد" أو "الخادم"، وهي صور نمطية يجب كسرها كونها لا تعكس المؤهلات والمكانة الحقيقة التي يحظى بها اليوم مواطنون يشكلون جزء من المجتمع المغربي وفي جميع أنحاء العالم".وانطلاقا من تجربتها الشخصية تقول هدى أنها "شاهدت أطفال يسألون آبائهم وأمهاتهم، عن سبب وجود أشخاص ببشرة بيضاء وأخرى سوداء، وغالبا ما يعجز الوالدين عن  شرح الأسباب وراء ذلك بشكل علمي ومبسط، وهو ما يوضح قلة الوعي وغياب التحسيس داخل المجتمع بهذا الموضوع ".ومن هنا يبرز حسب فونو أهمية الوعي داخل الأسرة، التي يمكنها أن تلعب دورا هاما في التصدي للعنصرية عبر تجنيب أبنائها إصدار أحكام قيمية أو ربط الجمال بمعايير مبنية على خلفية عنصرية.

قد يهمك ايضا:

الأندية المغربية تنخرط في حملة ضد العنصرية بعد واقعة نداو

سمراوات يضربن فتاة "علقة ساخنة" بسبب عنصريتها والسخرية منهن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمروات مغربيات يواجهن الأوصاف العنصرية بـ ماشي عزية سمروات مغربيات يواجهن الأوصاف العنصرية بـ ماشي عزية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib