التقسيمات الإدارية تنسف جهود النهوض بأوضاع المرأة المغربية
آخر تحديث GMT 19:25:28
المغرب اليوم -

طبقًا لبحث نشره المركز البحثي "طفرة"

"التقسيمات الإدارية" تنسف جهود النهوض بأوضاع المرأة المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

زواج النساء المغربيات
الرباط - المغرب اليوم

تقدُّمُ سن زواج النساء المغربيات وتراجع معدَّلِ نشاطِهِنَّ وارتفاعُ مُعدَّلِ بطالتهنّ، نتيجةٌ للتباين بين الإطار القانوني والجهود الرامية للنهوض بالمرأة، حَسَبَ بحث نشره المركز البحثي "طفرة".

التقرير الذي أعدّه الباحثان أليسيا فرانسوا ودافيد غوري حول ديناميات تمكين المرأة، انطلاقاً من سلسلة من المؤشرات المرتبطة بمستويات التعليم وسن الزواج والخصوبة ومعدلات النشاط، يوضّح أن المغرب مرّ بانتكاسة معقدة خلال العقد الأخير، رغم توفّره على إطار تنظيمي يعزز استقلالية المرأة. ويضيف التقرير أن النساء استفدن من تزايد إمكانية وصولِهِنَّ إلى الوظيفة المأجورة وإنشاء المقاولات بفضل مستوى تعليمي أعلى نتج عنه تغيير في الأفق الاقتصادي، لكن الفرص المتاحة لهن تتركّز في بعض الأحياء بالحواضر الكبرى، مثل حي الرياض بالرباط، وكذا الهرهورة، وهو ما نتج عنه "استقطاب متزايد على مستوى التراب الوطني، وتباينات متنامية بين هذه الحواضر وباقي مناطق البلاد".

تباينات مجالية

ويذكر تقرير "طفرة" أن التباينات السوسيو - إقليمية مرتفعة بشكل واضح بجهة الدار البيضاء سطات وجهة الرباط سلا القنيطرة، على الرغم من القرب النسبي بين الجماعات. ويضيف أن دائرة أكدال - الرياض تمثّل في الرباط نمطاً استثنائياً، حيث يبلغ معدل النشاط النسوي فيها أزيد من 47 بالمائة، كما أن بطالة النساء فيها منخفضة جداً، حيث لا تتعدّى النسبة 11.1 بالمائة، إضافة إلى أن معدل الحاصلين بها على شهادات عليا يصل إلى 39.3 بالمائة، زيادة على معدّل خصوبة كلِّيٍّ يبلغ 1.5 بالمائة، وسن زواج يُعد من بين الأكثر تأخراً يصل إلى 30 سنة، وهو "ما يوافق معايير البلدان المتقدمة".

ويتكرر نمط دائرة أكدال - الرياض بدائرة الرباط السويسي وبالجماعة الساحلية الصغيرة الهرهورة، التي يبلغ عدد سكانها 15,361 نسمة، حسب إحصاء 2014، والتي تقطنها مجموعة من الأطر العاملة بالرباط، حَسَبَ التقرير. ويتجاوز معدل النساء الحاصلات على شهادات عليا في هاتين الجماعتين 30 بالمائة، فيما تبلغ النسبة على الصعيد الوطني 5.4 بالمائة.

ويمكن، حسب تقرير "طفرة"، فهم الخصوصية التي تتميز بها هذه الدوائر من خلال النظر إلى التقسيمات الإدارية المرتبطة بسياسات التخطيط التي تعطي الأفضلية لمناطق "الفيلات" والعمارات الفاخرة، وبالتالي تدعم الانتقاء الاجتماعي بقوة. أما الدوائر الأخرى التي تعرف معدلات مرتفعة للحاصلات على شهادات عليا، فإن ساكنتها تكون أكثر كثافة وأكثر تنوعاً من الناحية الاجتماعية، كما هو حال دائرة حسان بالرباط أو المعاريف وأنفا والصخور السوداء بالدار البيضاء، التي تتجاوز فيها نسبةُ النساءِ الحاصلات على شهادات عليا 15 بالمائة، وهي الجماعات نفسها التي تعرف أعلى معدلاتِ نشاطِ النساء، حيث تتجاوز النسبة 40 بالمائة، كما في دوائر أكدال، الرياض، السويسي، حسان بالعاصمة الرباط ، وجماعة تواركة المرتبطة بالقصر الملكي، وفي دائِرَتي المعاريف وأنفا بالدار البيضاء، وجماعة الهرهورة.

نشاط نسائي متدنٍّ

في مقابل هذه الجماعات، التي تعرف "أعلى معدّلات نشاط النساء" بالمغرب، توجد أدنى معدلات النشاط النسوي، وِفْقَ التقرير نفسه، في 26 جماعة قروية بنسب تقل عن 5 بالمائة، إذ لا تتوفر سوى 0.6 بالمائة من النساء داخل هذه الجماعات على شهادات عليا، ويتأرجح معدل خصوبتِهِنَّ بين 1.9 و4.2 بالمائة، كما يتراوح معدل تمدرس الفتيات، المتراوحة أعمارهن بين سن 7 و12 سنة، بين 71 بالمائة و95.6 بالمائة، وهو ما يشير إلى أن "الأوضاع العائلية والدراسية التي يعِشْنَهَا متباينة للغاية".

وتشير المؤشرات التراكمية لبعض الجماعات، حَسَبَ المصدر نفسه، إلى أن "هذه الأخيرة تعيش دينامية ليست في صالح النساء، مثل جماعة بني يكرين بإقليم سطات، حيث إن 36 امرأة فقط من بين نسائها البالغ عددهن 6,178 امرأة يُعْتَبَرن من العاملات، كما لا تملك أي منهن شهادة عليا، ولم تواصل سوى 2.1 بالمائة منهن دراساتهنّ الثانوية، في حين أن 75.2 بالمائة فقط من فتيات الجماعة التحقن بالمدارس، كما لا يزال معدل الخصوبة الكلي بهذه المنطقة "من بين الأكثر ارتفاعاً، حيث يستقر في 3.2 أطفال لكل امرأة".

وتستنتج الورقة البحثيّة أنه رغم تشجيع تحرر المرأة وتمكينها بالمغرب، بفضل إصلاح مدونة الأسرة على وجه الخصوص، وترسيخ التمثيل النسوي في مختلف المجالس الجماعية أو الجهوية أو الوطنية، وحِرْصِ القانون التنظيمي رقم 15.34 على أن تصل نسبة النساء المنتخبات في الجماعات الترابية إلى 30 بالمائة، فإن "التحليل الإقليمي للديناميّات الاجتماعية والسلوكيات الانتخابية يكشف أوضاعا معاكسة على مستوى الجماعات المغربية"، وهو "ما يطرح التساؤل حول ما إذا كان الإطار التنظيمي والممارسات الحزبية يتماشيان مع الوضع الاجتماعي للمرأة؟".

قد يهمك ايضا :

تفاصيل جديدة بشأن قضية زواج أستاذة مغربية من رجلين في نفس الوقت

بطيخة الزواج قد تكون حمرا أو قرعة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقسيمات الإدارية تنسف جهود النهوض بأوضاع المرأة المغربية التقسيمات الإدارية تنسف جهود النهوض بأوضاع المرأة المغربية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
المغرب اليوم - حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 18:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
المغرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة

GMT 14:13 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

داري يُنقل إلى مصحة خاصة لتشخيص إصابته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib