الدار البيضاء - جميلة عمر
نظم محامون وقضاة مغاربة في دار المحامي في الدار البيضاء، ندوة حول "الخبرة الجينية ودورها في إثبات النسب"، وأكد رئيس قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية في العرائش صلاح الدين طيوبي، في افتتاح الندوة، أن الخبرة الجينية ساعدت في وضع حد لتملص الأب من الاعتراف بابنه، كما أزالت الشك الذي يمكن أن يقع فيه أب بخصوص أبوته.
وأوضح طوبي، أن مدونة الأسرة أكدت إمكانية الاعتماد على الخبرة في مجال إثبات النسب بتوافر شروط معينة، متجاوزة بذلك الوضع الذي كان في ظل مدونة الأحوال الشخصية حيث لم تنص هذه الأخيرة على إمكانية اعتماد الخبرة، إضافة إلى العمل القضائي الذي كان يستبعدها في دعاوي النسب.
وفضّل المحامي العام لدى محكمة النقض عبد العالي مصباحي، الحديث عن قضايا عاينها خلال مشواره في المحاماة، حيث تطرق لقضية شخص دهسه قطار وأصبحت جثته عبارة عن أشلاء ما صعب عملية التعرف عليه، وبالموازاة مع الحادث، عملت إحدى الأسر على تقديم شكوى بشان اختفاء ابنها عن المنزل، ليتم إخبارها بان الشخص الذي صدمه القطار هو ابنها وتسلمت جثته وأتمت دفنه، ليظهر فيما بعد بان الابن الحقيقي لازال حيا يرزق وانه فقط قرر السفر دون إخبار الأسرة.
وأراد مصباحي أن يبرز من خلال هذه الواقعة انه لو تم إجراء الخبرة الجينية لتأكد من الوهلة الأولى أن جثة الشخص الذي دهسه القطار لا علاقة له بابن الأسرة المختفي.
واستند أيضًا على قضية ثانية تم فيها استعمال الخبرة الجينية لإثبات نسب طفل كان نتيجة اغتصاب، ظل والده في جميع أطوار المحاكمة ينفي معرفته بالفتاة المغتصبة، إلى أن تم إجراء الخبرة الذي أكد نسب الطفل له، فما كان أمامه إلا أن أقر واعترف بأنه هو من اغتصب الفتاة ما نتج عنه حمل.
وأراد مصباحي من خلال سرده القصتين، إبراز أهمية الخبرة في الإثبات في الميدان الجنائي، لافتا الانتباه إلى انه للوصول إلى نتائج مطمئنة يجب أن يتم الفحص في مختبرات تخضع لإشراف الدولة، وأن لا تكون تابعة لقطاع خاص وأن لا يجري هذا الفحص إلا بناء على أمر أو حكم قضائي وألا ينتدب في هذه المسائل كخبراء لدى المحاكم سوى المعتمدين رسميا المتخصصين في هذا المجال، كما شدد على أهمية أن يجري الفحص على أكثر من عينة لضمان الحصول على نفس النتائج وإعطاء الحق للمعترض في إجراء الفحص مرة أخرى
وأبرزت المسؤولة بالمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية في الدار البيضاء فايزة الشبل، أن الخبرة الجينية وسيلة فعالة تصل إلى حد اليقين في مجال إثبات أو نفي النسب، موضحة أنه بالإضافة إلى إثبات النسب تبقى الخبرة الجينية دليل ناجع لفك أسرار بعض الحالات كالنزاع حول النسب، والتعرف على بعض الجثث المفحمة، وطرق التعرف على المجرمين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر