زواج القاصرات في سورية تجارة رابحة وخطر يُهدَد مستقبل جيل كامل
آخر تحديث GMT 12:13:55
المغرب اليوم -

فتيات يتزوَجن بعمر الـ 13 عامًا من أشخاص يفوقون الـ 50

زواج القاصرات في سورية تجارة رابحة وخطر يُهدَد مستقبل جيل كامل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زواج القاصرات في سورية تجارة رابحة وخطر يُهدَد مستقبل جيل كامل

زواج القاصرات في سورية
دمشق - المغرب اليوم

تحولت الكثير من قاصرات سورية بفعل الحرب إلى بضاعة تُباع وتشترى عبر الحدود، فليس على الزبون سوى أن يضع قائمة بالمواصفات المطلوبة والعُمر، ويُحدَد المبلغ المالي الذي ينوي تحويله لعائلة الفتاة حتى تُصبح قاصرة جميلة لم تتجاوز في كثير من الأحيان 13 عامًا، زوجة له حتى ولو كان فوق الـ 50 من عمره، في معادلة ﻻ تنتمي ﻻ إلى الإنسانية وﻻ إلى المنطق بصلة. وسواء كانت عملية "الزواج" هذه تتم بشكل مباشر بين العريس والعائلة أو عبر وسيط فإن العقد يتم في الغالب في دولة مجاورة لسورية.
 
وذكرت الخاطبة أم هاني "لقد تطور موضوع الخطبة وأصبح يتم عن طريق الانترنيت مبينة انها تدخل الى برامج التعارف وتبحث عمن يريد الزواج من فتيات سوريات من خارج الحدود حتى تقوم بلعب دور الوسيط مقابل مبلغ مالي تحصل عليه جراء هذه العملية". واشارت الى ان العروسين في الغالب يكونان متزوجان وبأعمار كبيرة ويطلبن فتيات جميلات جدا اعمارهن تحت 18 ويدفعن مقابل ذلك مبالغ كبيرة ما يغري العائلات في هذه الظروف المادية الصعبة التي تعيشها سورية الى تزويج بناتهن سترة لهن ومساعدة للعائلة في ظروفها المادية.
 
وعن مراحل العملية شرحت ام هاني انها تبحث للعريس عن المواصفات التي يريدها ثم تجمعه بالفتاة عن طريق برنامج "السكايب" وإذا وافق على المواصفات يتم تحويل الاموال الى العائلة وتكاليف السفر للفتاة وحدها او مع أحد ذويها ليتم عقد القران في دولة مجاورة وتسافر الفتاة.
 
وتكشف الاحصائيات ان زواج القاصرات انتشر بشكل كبير ايضا داخل سورية فقد اكدت  إحصائيات قضائية عن وجود نسبة كبيرة من معاملات الزواج لقاصرات أقدمن على الزواج عرفيًا، إذ يتجاوز عدد معاملات تثبيت الزواج للقاصرات اللواتي تزوجن خارج المحكمة الشرعية 100 حالة يوميًا، لافتة إلى أن عدد حالات الزواج العرفي في سورية للقاصرات بلغ ما يقارب 400 حالة.
 
وبيّن القاضي الشرعي الأول في دمشق، محمود معرواي بأن عدد معاملات زواج القاصرات في دمشق  يشكل 10% إلى 15% من معاملات الزواج، حيث بلغ يوميًا نحو خمس معاملات، ووصل عدد هذه المعاملات إلى 50 معاملة زواج، كما أكدت إحصائيات قضائية أن عدد معاملات زواج القاصرات يقارب 200 معاملة يومياً في جميع المحافظات السورية.
 
وأفاد معراوي بأن ارتفاع حالات زواج القاصرات جاء نتيجة الأوضاع الراهنة وسوء المعيشة، حيث تصر القاصر على الزواج من أي شخص بهدف الإنفاق عليها ولو كان عمرها غير مناسب للزواج. وأضاف "إن المحكمة الشرعية تحاول ضبط هذه الحالات من خلال تطبيق النص القانوني بشكل صحيح"، موضحًا أن القانون نصّ على "أنه يحق للشاب الذي أتم الـ 18 الزواج، ويحق للفتاة التي أتمت الـ 17 الزواج، وأجاز القانون زواج القاصر الذي أتم الـ 15 والـ 13 للفتاة ضمن ضوابط لا يمكن تجاوزها". ولفت إلى أن هناك الكثير من الآباء يلجؤون إلى تزويج بناتهم عرفياً، أي خارج المحكمة، في حال رفض القاضي الشرعي المعاملة، وبعد أن تحمل الفتاة، تتقدم بدعوى تثبيت الزواج.
 
وتحدثت ليلى (14عامًا) عن ان عائلتها تتألف من ست فتيات وقد زوج اختاها 15 و17 عاما لرجال اغنياء خارج سورية مقابل مبالغ مالية كبيرة. وبينت ان عقد قرانها تم قبل شهرين على رجل متزوج يكبرها ب 20 عاما ستذهب معه الى محافظة اخرى. ولم تلق ليلى اللوم على ابيها مشيرة الى ان الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب وخوفه على بناته وضيق الحال المادية هو ما دفعه لتزويجهم بهذه الطريقة.
 
وتقول الاخصائية الاجتماعية رنا جمعة ان انتشار ظاهرة زواج القاصرات هو خطر يتهدد المجتمع السوري مبينة ان الفتاة القاصرة غير قادرة على ان تكون زوجة تربي ابناء صالحين للمجتمع لأن تربيتها هي لم تكتمل. وموَهت الى ان الزواج خارج الحدود هو مشكلة كبيرة مشيرة الى وجود حاﻻت لفتيات تم استغلالهن للعمل في الرقيق الابيض بعد خروجهم من سورية واخريات خضعن للضرب والاهانة والتعذيب ما ادى الى تدمير كامل لمستقبلهن.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زواج القاصرات في سورية تجارة رابحة وخطر يُهدَد مستقبل جيل كامل زواج القاصرات في سورية تجارة رابحة وخطر يُهدَد مستقبل جيل كامل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib