اجتمعت مجموعة من النساء رئيسات المقاولات المغربية والإسبانية، الجمعة، في المعهد الثقافي الإسباني؛ لتبادل وجهات النظر بشأن وضعية النساء وحضورهن في الوسط المقاولاتي والإمكانات الكفيلة بالنهوض بظروف النساء من خلال الاندماج في النسيج الاقتصادي.
وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته الغرفة الإسبانية للتجارة والصناعة في الدار البيضاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مناسبة لمناقشة ظروف النساء العاملات في مختلف القطاعات، إذ تكون جهودهن غالبًا أقل أجرًا وأقل مكافأة.
وأشارت رئيس مقاولة والقنصل الشرفي لإسبانيا في مراكش، خديجة الغسبي، أنَّ النساء في المغرب، بالرغم من التقدم الملموس في الحقوق التي تضمنها الدستور، فإنها تبقى أقل حضورًا في عالم المقاولات، مضيفة أنَّ المغرب يتوافر على 5000 امرأة رئيس مقاولة، لكن هذا الرقم لا يمثل سوى 10 % من رؤساء المقاولات المغربية.
وأوضحت أنَّ المغرب يتوافر على نساء متميزات وضعن بصماتهن في تاريخه، وأنَّ المملكة متقدمة أكثر فأكثر في مجال النهوض بوضعية النساء على المستوى الإقليمي والقاري، مؤكدة ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين؛ سواء على مستوى الحقوق أو على الصعيد الاقتصادي.
وبشأن العلاقات القديمة والتعاون المتعدد بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال، أعربت خديجة الغبسي عن أملها في أنَّ يتعمق هذا التعاون أكثر في مقاربة النوع من اجل مواكبة الجهود الرامية إلى تحقيق تكافؤ الفرص وتمكين النساء من لعب دورهن الكامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهتها، أثارت رئيس جمعية النساء رئيسات المقاولات في مراكش، اعواطف بردعي، الأهمية التي يكتسيها تنظيم النساء داخل مجموعات وجمعيات مهنية لخلق أرضية لمساعدة ومواكبة النساء في ميدان خلق المقاولات.
وأشارت إلى المسار الذي قطعته جمعية النساء رئيسات المقاولات في المغرب، باعتبارها أول جمعية مهنية من نوعها في المغرب، والتي تضم حاليًا أكثر من 500 امرأة رئيس مقاولات، مضيفة أنَّ الجمعية تركز عملها بشكل يمكن من دعم أعضائها حسب حاجاتهن الخاصة، ولاسيما في مجال تقوية الكفاءات الإدارية والتدبيرية.
وذكرت إنَّ تطور حضور المرأة في الوسط المقاولاتي في مختلف القطاعات الاقتصادية يجب أنَّ يكون أحد الجوانب المهمة في التعاون الأورو- متوسطي، وأنَّ الجمعية نظمت نحو 80 شراكة على المستوى الدولي.
وخلصت إلى القول إنه لا يمكن أنَّ يكون هناك تنمية ولا ديمقراطية حقيقية في المجتمعات المعزولة التي تهمش المرأة وتبتر بالتالي نصف جهودها الوطنية.
ومن جانبها، أوضحت رئيس قسم المديرية الجهوية للفلاحة في مراكش، فتيحة عصام، أنَّ النساء القرويات يضطلعن بدور محوري في جميع مراحل السلسلة الفلاحية، من الإنتاج إلى التحويل، مع أوقات عمل تتزاوج 12 ساعة في اليوم.
وأشارت إلى أنَّ النساء يشكلن أكثر من 40 % من اليد العاملة في القطاع الفلاحي، لكنها لا تدير سوى 5 % من المزارع، مؤكدة أنَّ هذا التباين راجع بالأساس إلى الأمية المنتشرة في الوسط النسوي في العالم القروي ونقص في التكوين لمساعدتهن على الاستفادة من ثمار عملهن.
وأبرزت مقاربة النوع في السياسات المتعلقة بتنمية القطاع الفلاحي، لاسيما مخطط المغرب الأخضر وبرامجه المتعددة الموجهة للنساء، وأنَّ مقاربة النوع في هذا المخطط تهم التكوين في نحو 40 مهنة فلاحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر