الدار البيضاء ـ جميلة عمر
على طريقة البوعزيزي، توفيت صبيحة اليوم الأربعاء سيدة أربعينية كانت قد أضرمت النار في جسدها ظهر يوم الإثنين الماضي، وذلك احتجاجا على "الحكرة" والظلم الذي طالها من طرف قائد المقاطعة السادسة و بعض أعوان السلطة بالقنيطرة، بعدما تم منعها من عرض منتجها للبيع بإحدى الأسواق الشعبية بمدينة القنيطرة .
وحسب مصادر مقربة من بائعة الرغيب " البغرير" ، أن "فتيحة" هي أرملة كانت تقطن باحدى الأحياء الهامشي في مدينة القنيطرة،وكانت تعيل ابنتها الوحيدة المولودة سنة 1992 بعدما وافت زوجها المنية وأصبحت أرملة، حيث نظرا لقلة الحاجة لجأت إلى صنع الرغيف " البغرير" في منزلها وعرضها للبيع لإعالة اسرتها الصغيرة ،إلا أنه ساعة الحادث كانت تعرض منتجها بإحدى أسواق أولاد امبارك الشعبية حيث تقطن الهالكة ،ففوجئت بمنعها من قبل أفراد من القوات المساعدة، الأمر الذي دفعها إلى عدم مغادرة المكان إلا بحضور قائد المنطقة.
و بعد حضور هذا الأخير توسلت له من أجل الرأفة بحالها لكونها تعيل ابنتها الوحيدة بعد وفاة زوجها وأن بيعها لــ" البغرير" يعتبر مورد رزقها،إلا أن القائد عوض أن ينصفها قام بدفعها بالقوة حتى سقطت أرضا وعرضها لشتى أنواع السب والشتم كما أمر رجال القوات المساعدة باعتقالها وإحالتها على مقر المقاطعة السادسة حيث تم اطلاق سراحها،وهو ما احست به المرحومة فتيحة بــ "الحكرة".
و أمام الإهانة اضطربت نفسيتها ، فلجأت إلى البحث عن مادة حارقة "الدوليو" و أقدمت أمام باب المقاطعة السادسة في القنيطرة على صب تلك المادة على جسدها وأشعلت في نفسها النيران، مما تدخل معه بعض المواطنين في إطفاء لهيب النيران المشتعل بجسدها وأخبروا رجال الوقاية المدنية التي نقلتها إلى مستشفى الإدريسي الذي أحالها على مستشفى بن رشد بالدار البيضاء حيث فارقت فيه الحياة دقائق معدودة بعد وصولها اٍليه وهي في حالة خطيرة حيث تمكنت النيران من وجهها وصدرها.
من جهة أخرى ، وبالإضافة إلى البحث الذي تجريه مصالح الأمن، ظل فؤاد المحمدي عامل اقليم القنيطرة يتتبع حالة الهالكة بنفسه،كما أمر بفتح تحقيق لمعرفة ملابساته وإعداد تقرير مفصل لتحديد المسؤوليات حول دوافع وأسباب احراق بائعة " البغرير" لنفسها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر