أطلقت الشرطة الصينية سراح 5 ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، أمس الاثنين، بعد احتجازهن مطلع الشهر الماضي إثر محاولتهن تنظيم حملة ضد التحرش الجنسي في وسائل النقل العام.
وصرَّح المحامي ليانغ شياو جون، بأنَّ ضباط الشرطة غرب بكين، أطلقوا سراح المعتقلات الخمس بعد أن قرر ممثلو الادعاء عدم توجيه اتهامات جنائية، لاسيما بعدما طلبت الشرطة من النيابة العامة الأسبوع الماضي توجيه الاتهام لجميع النساء الخمس بتنظيم حشد بهدف الإخلال بالنظام العام.
وأوضح جون، أنَّ السلطات ستواصل مراقبتهن لمدة عام بالتزامن مع التحقيق في ماضيهن، فضلًا عن منعهن من السفر دون إبلاغ السلطات، مشيرًا إلى أنّ الشرطة يمكنها اعتقالهن لاستجوابهن مرة أخرى في أي وقت.
وعلًّقت الناشطة تشنغ، في رسالة ساخرة إلى الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعية: "مرحبا جميعًا، أنا أرنب كبير، أنا عدت، شكرًا لكم، سأتصل بكم بعد أن أحصل على بعض الراحة، شكرًا".
وأوضح محام آخر يدعى وانغ تشيوشي، أنَّ الناشطة ووي قد أخذت في وقت سابق إلى مقاطعة قوانغشي جنوب الصين، حيث مسقط رأسها، ثم أطلق سراحها في ناننينغ، عاصمة المقاطعة، كما أفرج عن الناشطة وو في مدينة هانغتشو، وهي عاصمة المقاطعة الجنوبية الشرقية، ثم تم استدعاء زوجها إلى مركز الشرطة، وكانت وو قد اعتقلت في البداية في مدينة هانغتشو، حيث تعيش، قبل أن يتم نقلها إلى مركز الاعتقال في بكين.
وشهدت الحادثة إدانة دولية للصين، خصوصًا من قبل من كبار السياسيين الأميركيين بسبب اعتقال النساء اللواتي تعرفن الآن باسم النسوة الخمسة. كما نددت هيلاري كلينتون التي أعلنت أول أمس الأحد ترشحها لمنصب رئيس الولايات المتحدة، بالاعتقالات التي حدثت الأسبوع الماضي على "تويتر".
وأصدرت سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، بيانا حاسما، الجمعة الماضي، وصرَّح وزير الخارجية جون كيري بأنه يجب على الصين "فورا ودون قيد أو شرط" إطلاق سراح النشاطات الخمس.
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي بعد ظهر أمس الاثنين، أنَّ الصين "قدمت احتجاجا" للولايات المتحدة على تلك التعليقات وأن "السلطات القضائية الصينية تتعامل مع هذه القضية وفقا للقانون".
وكانت النساء بين 10 أشخاص قد اعتقلن في مداهمات الشرطة في مدن بكين وهانغتشو وقوانغتشو مساء الـ6 من آذار/ مارس، حيث كن في المراحل النهائية لبدء حملة احتجاج متزامنة مع يوم المرأة العالمي في 8 آذار/ مارس، كانت قد انتشرت في مدن شتى في أنحاء الصين.
كما بدأ الناس يوزعون منشورات وملصقات على الحافلات وعربات مترو الأنفاق للفت الانتباه إلى التحرش الجنسي في وسائل النقل العام، وتم الإفراج عن خمسة من المعتقلين وأوقفت خمس أخريات في حي هايديان في بكين للاشتباه في "إحداث المشاجرات وإثارة المتاعب،" ثم في وقت لاحق بتهمة تنظيم حشد للإخلال بالنظام العام.
وأضاف مدير الصين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" صوفي ريتشاردسون، في بيان له: "من الصعب أن نرى ما يحدث بشأن هؤلاء الناشطات، إنَّ الإجراءات الحكومية استفزازية جدا".
يُشار إلى أنَّ عشرات الأفراد من أسر النساء الخمس بعثوا برسائل إلى السلطات يتوسلون فيها الإفراج عن ذويهن.
وأكد أستاذ مشارك في دراسات التاريخ والمرأة في جامعة ميشيغان وانغ تشنغ، أنَّ قرار اضطهاد النساء الخمس سيؤدي إلى غضب أوسع، ولن يم التسامح مع المسؤولين حتى في الدعوة التي تبدو غير سياسية.
وتابع تشنغ إنَّ "النسوة الصينيات قد شعرن بأنهن يتمتعن بحرية خاصة، ولكن الآن يرون الواقع الهمجي والوحشي حيث كل مواطن صيني، رجلا أو امرأة، تُرفض حقوقه السياسية الأساسية".
وأضاف: "نما هذا الجيل حتى في أعوام الـ20 والـ30 الماضية، معظمهم لا يحرصون على السياسة؛ لكنهم يجري تسييسهم بواسطة هذا الحدث".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر