دمشق - نهى سلوم
سادت حالة من القلق بين الطلاب وأولياء الأمور في دمشق، قبيل الامتحانات التي تتزامن مع القصف المتكرر، والأوضاع الأمنية التي تشهدها مناطق عدة في سورية، كما تخشى الأسر على أولادها من استهداف المدارس خلال سير عملية الامتحانات.أكدت فادية التي تعمل مديرة مدرسة، وتحمل دبلوم تأهيل تربوي، أن ذاكرتنا المشحونة بالخوف من المستقبل هي السبب الأول في حالة القلق التي تنتابنا عند مواجهتنا لاختبار ما، وتضيف "القلق اصطلاحاً هو حالة نفسية تحدث حين يشعر الفرد بتواجد خطر يهدده، وعلينا أن نجعل الامتحان موقفاً إيجابياً يدفع الطالب نحو تحسين مستوى تحصيله الدراسي".
وأشارت إلى أن الأوضاع الأمنية تعمل على زيادة التوتر والخوف، ويقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة في مساعدة الأبناء وتحفيزهم.
وقالت رولا، وتعمل مدرسة لغة عربية، إن المدرسة يجب أن تعمل على بث الطمأنينة في نفوس الطلاب، فالامتحان يحتاج إلى مزيد من الجهد، لأنه بوابة العبور إلى غد أفضل.
وأضاف تامر، الطالب في الصف الثالث الثانوي، أن الامتحان يعني بالنسبة إليه كابوس من الواجبات والعزلة، وهناك اختبارات متكررة أخشاها بسبب توبيخ الأسرة.
وتحدث نور، الطالب في الصف ذاته، عن تجربته، فقال "أشعر بالخوف من الفشل في الحصول على علامات تؤهلني لدخول أي فرع في الجامعة، فالجامعات الخاصة سحبت البساط من تحت أحلامنا، والمعدلات ترتفع كل عام وهذا يضعنا في مهب البقاء دون إكمال الدراسة بسبب ضياع الفرصة في الجامعة الحكومية أولاً والجامعة الخاصة لارتفاع مصاريفها المادية".
وتساءل "كيف يتم اختبارنا عن مناهج دراسية لم نعرف نص مقرراتها بسبب الأوضاع الأمنية".
ولفتت رغد، الطالبة في السنة الأولى في كلية الإعلام، إلى أنها لن تتقدم إلى الامتحانات هذا العام، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربي، وتتابع "ضوء الشموع ليس كافيًا للدراسة، وفي العام الماضي كانت ترافقني الكوابيس لخوفي من عدم دخول القسم الجامعي الذي أريده، والآن باتت الكوابيس مرتبطة بغياب الكهرباء، والخوف من القصف".
وأوضحت هزار، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، أن والدها اشترى مولد كهربي من أجل دراستها، بسبب استمرار قطع التيار، وتابعت "أخاف أن أخيّب آمالهم في الحصول على معدل يؤهلني لدخول الجامعة، وأشعر أنني على الحافة، إما أن أنجح بتفوق وتنجح معي عائلتي أو نسقط جميعا".
وقال خالد، الطالب في الصف الأول الثانوي، إنه يشعر بالخوف على مستقبله، وهوى يرى يوميًا القذائف التي تطال المدارس، موضحًأ أنه يشعر بالخوف الشديد خلال ذهابه إلى الامتحان.
وقالت باسمة، التي تتحدث عن تجربتها مع ابنتها الطالبة في الصف الأول، إنها شعرت بالصدمة بعد سقوط عدد من القذائف على مدرسة ابنتها خلال تواجدها، مشيرة إلى أن ذلك سبب عندها أعراض قلق وتوتر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر