الرباط -المغرب اليوم
كل تطمينات وزارة التربية الوطنية بشأن التعليم عن بعد لم تسعف الطلبة لضمان تلقي المضامين بالشكل اللازم، فأغلبهم حديث العهد بهذه التقنية، كما أن مشكل غياب الولوج إلى الأنترنت لدى الجميع يبقى كابحا لكل جهود استدراك الموسم الدراسي، ويعيش أغلب الطلاب وضعا جديدا بعد أن تقرر توقيف التعليم الحضوري بجامعات البلاد، وهو ما أعادهم إلى الديار في انتظار الاستئناف، خصوصا في ظل المشاكل التي يعيشونها مع التعليم عن بعد، بداية بضعف صبيب الأنترنت إلى عدم توصلهم بكافة الدروس.
وبالنسبة للطلاب المستقرين بالبوادي حاليا، فمسألة التعليم عن بعد شبه مستحيلة، بالنظر إلى ضعف شبكة الاتصالات وانعدامها أحيانا، كما يشكل عنصر الدفع مقابل الولوج إلى الخدمات عاملا يثقل كاهل أسر عديدة محدودة المدخول في "زمن كورونا".
وعمدت العديد من المبادرات الطلابية إلى استقاء آراء المتعلمين بشأن الإجراء الجديد من خلال استمارات، كما هو الحال بالنسبة لفصيل طلبة اليسار التقدمي، فيما استعانت تنظيمات أخرى بقياس الرأي من خلال تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتقد سفيان النوري، المنسق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي، التابع لحزب النهج الديمقراطي، أن خطوة وزارة التربية الوطنية فيما يخص التعليم عن بعد ارتجالية، كونها لم تدرس المشاكل والتحديات، كما تغيب عنها الحلول لهذه العراقيل.
وقال النوري، في تصريح ، إن الدولة لم تبحث الأمر مع الأساتذة أو الطلبة أو التلاميذ، واصفا القرار بالصاعقة، مضيفا أن "الأوضاع أكثر تأزما لطلبة البوادي، حيث يقصون من جميع الخدمات الأساسية، فما بالك بالأنترنت".
وأكد المتحدث أن قرار الدراسة عن بعد أفرز خرق حق هذه الفئة من الطلبة والتلاميذ في التعليم بشكل أوتوماتيكي، منتقدا غياب الإمكانات المادية واللوجيستيكية التي تضمن لهم متابعة الدراسة بالشكل المطلوب، مبرزا أن "طلبة الشعب العلمية في حيرة بسبب غياب الدروس التطبيقية".
وشدد الطالب اليساري ذاته على استحالة الحديث عن التعليم بهذه الصيغة دون مجانية الإنترنيت ودون حواسيب أو هواتف نقالة ذكية، موردا أن "من لا يملك أدوات البحث ليس أمامه سوى انتظار رفع الحجر الصحي لاستئناف الدراسة، وهو ما يكرس مزيدا من الطبقية".
وقد يهمك ايضا:
إطلاق برنامج دعم البحث العلمي المتعلق بفيروس "كورونا" في المغرب
"تعليم الحوز" تؤكّد إيجابية نتيجة عملية التعليم عن بُعد في الإقليم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر