أثارت مذكرة أصدرها وزير التعليم المغربي شكيب بنموسى، لمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين يحثهم فيها على تشجيع التلاميذ على ممارسة رياضة الغولف، ردود أفعال واسعة في صفوف الأهالي والفاعلين في قطاع التعليم بالبلاد.
لاسيما أن هذه المذكرة تزامنت مع معاناة الآباء والأمهات من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من جهة، وتخبط قطاع التعليم في عدة مشاكل وعراقيل تنذر بدخول مدرسي ساخن، خصوصاً في ظل النقاش الدائر حول اختيار عدد كبير من الأساتذة الانخراط في عملية الإحصاء التي انطلقت بالبلاد، عوض التدريس.
وجاء في مذكرة الوزير أن "تشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الغولف يدخل ضمن مواصلة تنزيل خارطة الطريق 2022-2026 لاسيما في شقها المتعلق بالارتقاء بالرياضة المدرسية".
وبرر إدراج الغولف ضمن الرياضات المدرسية بـ"النظر للأهمية التي تكتسيها الرياضة المدرسية كمكون أساسي في المنظومة التربوية والرياضية وفي إطار دعم وتشجيع الممارسة الرياضية وتنويع العرض الرياضي بالمؤسسات التعليمية".
كما اعتبر أن "ممارسة التلاميذ لرياضة الغولف ستعزز الديناميكية التي تعرفها الأنشطة الرياضية المدرسية".
كذلك استند في تعليلاته على النجاح الذي عرفته البطولة الوطنية المدرسية للغولف خلال الموسم الدراسي 2023-2024 والتي شارك فيها أكثر من 100 تلميذة وتلميذ استعداداً للمشاركة في بطولة العالم المدرسية للغولف التي سينظمها المغرب لسنوات 2025 و2026 و2028.
ورداً على هذه المذكرة، أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن التلاميذ بحاجة لتجويد المقررات الدراسية ومحاربة الهدر المدرسي بدل التشجيع على رياضة لا تتوفر الظروف المناسبة لممارستها داخل المؤسسات.
كما رأوا أن الظروف المناخية التي يعيشها المغرب بعد توالي سنوات الجفاف تزيد من صعوبة توفير ملاعب الغولف التي تقتضي استعمال مياه السقي داخلها.
وعلق بعضهم قائلين إن "المقصود من المذكرة هو تشجيع التلاميذ على جمع كرات الأغنياء في ملاعب الغولف".
فيما تساءل آخرون إن كان الوزير يقصد "نفس الشريحة الاجتماعية التي تدرس في المدارس العمومية المغربية أم أنه يتحدث عن تلاميذ دولة أخرى"، معتبراً أن "الملل حينما يصيب الأغنياء فإنهم يبحثون عن الفقراء للهو معهم".
في حين رأى البعض الآخر أن "المساحات الخضراء غير متوفرة في المدن خصوصاً مع المعاناة من ندرة الماء".
كذلك دعا نشطاء وزير التعليم إلى إصدار مذكرة لتشجيع الأساتذة على ممارسة "اليوغا" للتخلص من ضغط وظروف العمل.
قد يُهمك ايضـــــًا :
بنموسى يؤكد أن إصلاح منظومة التربية والتكوين تتطلب مجهوداً مشتركاً لكل الفاعلين
بنموسى يُعزز جهود تحسين جودة التعليم بزيارة ميدانية لعدد من المؤسسات التعليمية المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر