الرياض - المغرب اليوم
نَظَّمَ معهد الدراسات الدبلوماسية، الأربعاء، حلقة نقاش بعنوان: "العلاقات السعودية – الأوروبية ومستجدات المنطقة"، عُقدت في مقر المعهد، وافتُتحت بكلمة للمدير العام للمعهد الدكتور عبدالكريم بن حمود الدخيل رحب فيها بالوفد الأوروبي المشارك والحضور. وتطرقت الحلقة التي أدارها
الدكتور صالح بن عبدالله الراجحي إلى محورين، الأول: العلاقات السعودية – الأوربية، تحدث فيها من الجانب الأوروبي وكيل الأمين العام السابق في الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غينو، مشيرًا إلى وجود ثلاثة محددات للمنظور الأوروبي إزاء منطقة الخليج العربي عمومًا والمملكة بشكل خاص، أولها: المحدد الاقتصادي، والثاني أسلوب السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والمحدد الثالث هو إيمان الاتحاد الأوروبي بضرورة بناء العلاقات الدولية على أساس احترام القانون الدولي.
وتحدث من الجانب السعودي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور سعود بن مساعد التمامي، مبيّنًا أن العلاقات السعودية – الأوروبية تعود إلى بدايات تأسيس المملكة، وتمثلت في التواصل الدبلوماسي المبكر بين الطرفين عن طريق الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى.
وأشار التمامي إلى أن العلاقات السعودية – الأوروبية اتسمت منذ بدايات القرن الماضي وحتى نهاية عقد السبعينات بالحضور الفاعل، كما أن تزايد الاعتماد الأوروبي على نفط الشرق الأوسط من جهة، وحاجة المملكة للخبرات والتقنية الأوروبية المتقدمة لاستكمال مشروعات التنمية التي أطلقتها مع بداية السبعينات من جهة أخرى أدتا إلى زيادة أُطر التعاون بين الجانبين بشكل كبير، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتقنية. وأوضح أن إدماج كل من إسبانيا والبرتغال ضمن مؤسسات الاتحاد الأوروبي في العام 1986م، وما أعقبه من انضمام دول مثل بولندا ورومانيا العامين 2004م و2007م على التوالي، كلها وسّعت من خيارات وفرص التعاون السعودي – الأوروبي.
وأشار إلى أنه في إطار موازٍ فإن المملكة ترى أن دول الاتحاد الأوروبي، بشكل عام، تميل إلى اتخاذ مواقف أكثر توازنًا إزاء قضايا المنطقة وخاصة إزاء القضية الفلسطينية.
وفي المحور الثاني المتصل بالمستجدات الإقليمية أشار وكيل الأمين العام السابق في الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غينو إلى أن التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط تؤثر بأشكال مختلفة على أمن واستقرار دول الاتحاد الاوروبي، لافتًا إلى أن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط يخالف مبادئ الاتحاد الأوروبي في العدالة.
وشارك في الحلقة وفد من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ضمّ كلاً من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتكن، ووزيرة الشؤون الخارجية السابقة في إسبانيا آنا بلاسيو، ومدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد، ومدير برنامج شمال أفريقيا والشرق الأوسط دانيل ليفي.
وشارَكَ في الحلقة عدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين في كل من معهد الدراسات الدبلوماسية وجامعة الملك سعود، وتأتي حلقة النقاش هذه ضمن أنشطة المعهد في تنظيم الندوات وورش العمل وحلقات النقاش لتتبع التطـورات الإقليمية والدولية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر