Type the Author here
افتتح وزير التعليم والتعليم العالي، الدكتور محمد عبد الواحد الحمادي، الإثنين، فعاليات ملتقى التعليم الثالث في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، الذي يستمر حتى الأربعاء، تحت شعار "آفاق إبداعية ملهمة".
كما افتتح الوزير ضمن فعاليات المنتدى، المعرض الوطني السادس لأبحاث الطلاب،
وتفقد الأجنحة المشاركة حيث اطلع على الأبحاث المقدمة من المدارس في مراحلها المختلفة، واستمع إلى شرح مفصل من الطلاب والطالبات حول أبحاثهم الأدبية والعلمية، والتي أبرزت مستوى متقدم من الفكر والتطوير والإبداع، ومن بين الأبحاث واحد لمدرسة الوكرة الثانوية المستقلة بنات للمرحلة العلمية بعنوان "تبريد مياه الخزانات صيفا باستخدام الطاقة الشمسية"، وآخر لمدرسة الشيماء الثانوية المستقلة بنات عن رصد درجة حرارة الأطفال.
وأشاد الحمادي، بالمستوى المتميز الذي ظهر عليه الطلاب والطالبات من خلال أبحاثهم المتنوعة التي قدموها خلال المعرض، فضلا عن ارتباط هذه الأبحاث ببيئة قطر، مؤكدًا أن ملتقى التعليم أصبح محطة سنوية للتعرف على إبداعات الطلاب العلمية وإنجازاتهم، معربا عن سروره بما يشاهده من تنافس إيجابي بين المدارس والمعلمين والطلاب في سبيل الوصول إلى التميز.
وأوضح أن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تشكل العمود الفقري للاقتصاد المبني على المعرفة، وهي باب المستقبل المشرق للطلاب، قادة المستقبل، مضيفا "يكفي أن تنظروا حولكم لتجدوا أثر هذه المرتكزات في حياتنا اليومية ودورها في نهضتنا الشاملة".
ولفت الوزير إلى أن الاستعداد الجيد يعطي ثماره، بدليل النتائج التي حققها الطلاب الذين شاركوا في اولمبياد الرياضيات الخليجي 2014 أخيرا في مسقط.
وتابع "أهنئ أبنائي الطلاب على جهودهم التي أثمرت هذا النجاح، وأتمنى أن يشكل هذا الفوز حافزا لهم ولزملائهم صوب مزيد من النجاح والتألق، وصولا إلى الفوز بالمراكز الأولى في الأولمبياد الدولي للرياضيات".
وحول المشاركة القطرية في مسابقة "انتل" الدولية للعلوم والهندسة، والتي ستقام في أميركا في آيار/ مايو، أشار الوزير إلى أن خوض السباق يشكل دائما أولى الخطوات نحو الفوز، وقال إن المرشحين لمسابقة "انتل" الدولية للعلوم والهندسة أثبتوا قدرتهم على التنافس.
من جانبها، أكدت مديرة هيئة التعليم، في المجلس الأعلى للتعليم، فوزية الخاطر، على أن ملتقى التعليم 2014 في حلته الجديدة وزخمه الفكري والمعرفي، يأتي دعما لأهداف دولة قطر الإستراتيجية المتمثلة في التنمية المستدامة البشرية وفق رؤية 2030 والتي لا تتحقق إلا بجملة من الأهداف التي يسعى الملتقى جاهدا لترسيخها ومنها العمل على صياغة رؤية جماعية للتعليم والتعلم الجيد ورصد الممارسات الجيدة على هذا الصعيد، والعمل على نشرها وتشجيع التقييم الذاتي والجماعي للممارسات اليومية فيما يخص هذه الجوانب.
وأضافت الخاطر، في الكلمة التي ألقتها في حفل الافتتاح، أن من هذه الأهداف كذلك تعزيز تبادل الخبرات بين المعلمين وتطوير الاتجاهات الإيجابية نحو تطوير التعليم، وتعزيز بناء القدرات الوطنية والمحلية من خلال عرض ممارسات جيدة في مجال التعليم والتعلم وتوثيقها، بالإضافة إلى توثيق مجموعة مميزة من الممارسات التعليمية الجيدة للاستفادة منها في الميدان التعليمي، ونقل مستوى التطوير المهني للمعلمين إلى مستويات تطبيقية متقدمة ومنوعة وترسيخ ثقافة البحث العلمي وأهميته في الحياة العلمية والمهنية للجميع.
وأشارت إلى أن أبرز ركائز الملتقى الأساسية تتمثل في التعاون بين إدارات المجلس الأعلى للتعليم في تقديم الدعم للمدارس والتطلع إلى الأفضل، وظهور مدارس دولة قطر المستقلة والخاصة، كنسق واحد تدعم كل منها الأخرى، مؤكدة أن المشاركة المجتمعية هي المعول الأساسي في تجويد العملية التعليمية وإعداد الطلبة لصنع مستقبل دولة قطر من خلال تعزيز الهوية الوطنية والقيم العربية والإسلامية في كافة الجوانب والقطاعات بما يضمن إعدادهم للعالم المنفتح في عصر التكنولوجيا.
وأوضحت أن ملتقى التعليم يوفر فرصا متنوعة ومتعددة في التنمية المهنية لموظفي المدارس المستقلة والخاصة، لافتة إلى أن مكتب التطوير المهني يقوم بدور كبير في الإشراف العام على الورش التدريبية والعمل على تحقيق عدة أهداف منها تنظيم الورش التدريبية التي قدمت خلال فترة انعقاد الملتقى والإشراف اليومي عليها مع تذليل الصعوبات أمام الراغبين في المشاركة وحضور الممارسات التعليمية.
فيما أكد العميد المساعد للشئون الأكاديمية، وأستاذ القانون التجاري في جامعة قطر، الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي، على أن معادلة التعليم تقوم على ضلعين رئيسيين, هما المعلّم و المتعلم, موضحا في هذا السياق أنه إذا لم يكن المدرس عالما في تخصصه الذي يشتغل به, كانت الصورة التعليمية خالية من المضمون, وإذا لم يكن المتلقّي طالبَ علم بحق, ذهب العطاء العلمي هباء منثورا.
ونوه إلى أن النجاح في التعليم ليس بإحراز الشهادة العلمية وحدها "لأننا جميعا ندرك أن ورقة الشهادة في العصر الحديث هي تذكرة المرور إلى الوظيفة العامة أو الخاصة, بينما النجاح الحقيقي في التعليم, هو التحول الذاتي في كيان المتعلم, من الشخصية الأمية إلى الشخصية العالمة, ذلكم هو التحدّي الأكبر".
وأضاف أن مسألة التعليم في النظام القانوني للدولة, مسألة ارتقى بها المشرّع إلى مستوى المسائل الدستورية, حيث نصَّ الدستور الدائم على أن التعليم دعامة أساسيةٌ من دعائم تقدم المجتمع, تكفله الدولة وترعاه, وتسعى لنشره وتعميمه، كما أدرجه في سلك الحقوق والواجبات.
ودعا الخليفي إلى إشباع العزائم بروح الكفاح العلمي وإلى تقديس رسالته والتفاني في محبته, وإلى فهم خصائص الرسالة العلمية من جميع جوانبها الدينية والأخلاقية والحضارية, مؤكدا أن العامل في الحقل التعليمي , معلما كان أو متعلما, أحوج ما يكون إلى معرفة قيمة العلم في الحياة الإنسانية.
ويتضمن الملتقى، فعاليات عدة تسهم في تسليط الضوء على أبرز المنجزات التعليمية خلال العام الدراسي، من أبرزها المعرض الوطني السادس لأبحاث الطلبة، والورش التدريبية، إلى جانب الجلسات النقاشية والتعريفية والاحتفاء بالباحثين الواعدين والمشاركين في الورش.
وقفز البحث العلمي قفزة علمية واعدة مقارنة بالمنتدى خلال الأعوام السابقة حيث ارتفع عدد الأبحاث المشاركة من 78 بحثا و 29 مدرسة في 2009 إلى 447 بحثا و195 مدرسة في العام الحالي.
ويوفر ملتقى التعليم فرصا متنوعة ومتعددة في التنمية المهنية لموظفي المدارس المستقلة والخاصة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر