أغادير - عبد الله السباعي
زاد البلاغ الصادر، اليوم الخميس، من طرف المكتب المحلي للجامعة الحرة للتدريب المهني في تيزنيت، والمنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغَّالين في المغرب من حدَّة الاحتقان بين هذه الأخيرة وبين إدارة المعهد التكنولوجيا التطبيقية من جهة، وبينها وبين عدد من مستخدمي المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية في تيزنيت المنتسبين إلى المكتب المحلِّي للجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وهو الاحتقان
الذي عكسته البيانات الصادرة منذ انطلاق الدروس في المؤسسة التدريبية لموسم 2013 – 2014.
واستنكر المكتب المحلي للذراع النقابية لحزب "الاستقلال" في تيزنيت، في بيانه، الأوضاع التي وصفها بالمزرية، والتي آل إليها المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية عبر التضييق على الحريات النقابية على أعضاء النقابة، إضافة إلى ما سمته "الإرهاب النفسي" الذي مارسته وتمارسه إدارة المعهد على المتدرِّبين، مما ولَّد مضاعفات خطيرة نفسية وجسدية عليهم، وعبر إقحام للسلطات المحلية (الشرطة) من دون علم هذه الأخيرة، بهدف ترهيب المتدربين للشهادة زورًا ضد أحد أعضاء النقابة.
وشَجَب البيان استمرار إدارة المعهد في نهج سياسة الاستفزازات والمضايقات على النقابيين للتخلي عن نضالهم المشروع، وتوزيع الاستفسارات المجانية من خلال تسجيل مجموعة من الانتهاكات والتعسّفات التي تطال بعض المدربين، وخاصة خ.ب، داخل المؤسسة التدريبية في تيزنيت من طرف الإدارة، إضافة إلى رفضها وتماطلها في منح "إشعار بالاستلام"، وسرقة اللافتات والصور الخاصة بالجامعة الحرة للتدريب المهني من طرف إدارة المعهد، والتي تم استرجاع جزء منها بعد تدخل السلطات المحلية.
وحمَّل البيان إدارة المعهد مسؤوليتها الكاملة في استمرار الاحتقان والجو المشحون الذي سيؤثر، في نظرها، سلبًا على السير العادي للتدريب، وعلى استيفاء المتدربين حصصهم التدريبية كاملة وغير مبتورة، مطالبًا الجهات المسؤولة بالتدخّل للحدّ من تفاقم الأوضاع داخل المعهد، وبإيفاد لجنة مركزية للبحث في "الخروقات اللاقانونية واللامسؤولة من طرف إدارة المعهد"، معلنًا أنه تم تسطير برنامج نضالي في حالة عدم الاستجابة للمطالب التي وصفها بالقانونية والمشروعة.
ومن جهته، أصدر المكتب المحلي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بيانَ حقيقةٍ احتجاجًا على افتراءات واستفزازات من أسماها "مجموعة صغيرة تُعَد على رؤوس الأصابع من مستخدمي المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية ـ تيزنيت ـ"، والتي قال بيانه إنها "تُصِرّ من خلال بلاغاتها المزاجية وتحرشاتها المتكررة على تركيز ضغوطها على الأمين المحلي للنقابة، كما أن البيان يأتي لفضح هذه الأكاذيب بالحجة والبرهان، وإعطاء الصورة الحقيقية لبعض أعضائها الذين خرقوا كل القوانين والأعراف، مع الإشارة إلى مجموعة من الأمور التي من شأنها إزالة كل لبس بشأن ما يقع.
واعتبر بيان الحقيقة الذي توصل "المغرب اليوم" بنسخة منه "أن المحركين الرئيسيين لهذه القلاقل هما مدرِّبا شعبتي صباغ زجاج وكهرباء البناء في مركز التدريب المهني في السجن المحلي تيزنيت، كانا ممن شاركوا في اقتحام الإدارة العامة لمكتب التدريب المهني وإنعاش الشغل وترويع الموظفين الآمنين والعبث بالممتلكات العامة، وهما يفتخران دائمًا "بغزوتهم المباركة" هذه إضافة إلى أن أربعة من أعضاء هذه الفئة قاموا بالتوقيع طواعية على رسالة شكر وامتنان موجَّهة من طرف مستخدمي المعهد يوم 17 أيلول/ سبتمبر 2013 لمديرهم الشاب (يتوفر الموقِع على نسخة منها) وهو الشيء الذي يتناقض جملة وتفصيلاً مع البلاغ الصادر يوم 06 أيلول/ سبتمبر 2013 ضد الإدارة من طرف الفئة التي ينتمي إليها هؤلاء الأربعة، مما يطرح التساؤل عن الجهة التي تتحكم فيها.
وأوضح بيان الحقيقة أن المدرِّب الذي تضامنت معه النقابة في بيانها قام بمجموعة من الخروقات والتجاوزات، كالغياب المتكرر وغير المبرر، والإخلال بالاحترام الواجب تجاه المدير، ورفض حراسة امتحانات نهاية السنة، وهي الأمور التي قال بيان الحقيقة "إنه اعترف بها خطيًا"، إضافة إلى مصادرة الهاتف المحمول لأحد متدربيه من تلقاء نفسه من دون تسليمه إلى الإدارة، مما يُعَد في نظر النقابة خرقًا سافرًا للقانون الداخلي للمعهد.
وأكَّد بيان الحقيقة أن أحد المدربين موضوع التضامن قام بسب وشتم أحد المتدربين بألفاظ نابية يندى لها الجبين، وحاول الاعتداء عليه بقطعة كبيرة من الألمنيوم، والتي من المفترض أن يُعلِّمه بها لا أن يضربه بها، مشيرًا إلى أن الإدارة عندما استفسرته كتابيًا عن ما حدث أجاب بنص الآية الكريمة "فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم"، من دون إعطاء أي جواب آخر، وكأن الإدارة من كفار قريش، على حدّ تعبير البيان.
وجاء في البيان ذاته أن المكون المذكور قام بالإدلاء بشهادة طبية مليئة بالتناقضات مدتها يومان، وبعد أن فشل في استمالة أحد المدربين للإدلاء بشهادة زور عن جريمة اعتدائه على متدربه، وقدم شهادة طبية مدتها شهر كامل، كما كان في أول أيام "عجزه المزعوم عن العمل" حاضرًا في الإدارة المحليية لمكتب التدريب المهني وإنعاش الشغل في أغادير، مضيفًا بأن هذا المدرب سبق وأن قدم استقالته في شهر تموز/ يوليو الماضي، إلا أن تدخل مناضلي الاتحاد المغربي للشغل نجح في إقناع الإدارة بسحب هذه الاستقالة، بعد ندم وتراجع صاحبها عن ما أقدم عليه.
وكان نقابيو ومنخرطو الجامعة الحرة للتعليم في تيزنيت خاضوا في وقت سابق وقفة احتجاجية تضامنية مع المدرب خ.ب، تحولت إلى مسيرة نحو عمالة إقليم تيزنيت وذلك تنديدًا بما يتعرض له، حسب المحتجِّين، من حَيْفٍ وتحايل وما آلت إليه صحته النفسية والجسدية، فضلاً عن التعسُّفات التي قالت إنها تؤثر سلبًا على السير العادي للتدريب والتحصيل التعليمي الجيِّد للمتدرِّبين، رغم المحاولات المتكررة لفتح قنوات الحوار من أجل إيجاد صيغة توافقية للحدّ من الوضع الكارثيّ الذي يعيشه المعهد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر