فاس- حميد بنعبد الله
دخل أساتذة سد العجز في إقليم تاونات المغربي، التابعون للجنة الوطنية لهذه الفئة، صباح الأربعاء، في اعتصام مفتوح احتجاجًا على عدم تسوية وضعيّتهم الإدارية والمالية، وقرروا قضاء يوم عيد الأضحى في اعتصامهم الذي اختاروا له شعار "إننا على العهد سائرون"، ولوَّحُوا بالدخول في أشكال احتجاجية أكثر تصعيدًا في حالة عدم تسوية وزارة التربية لوضعيّتهم. ويأتي الاعتصام بعد عقد التنسيقية المحلية
، مساء الإثنين، اجتماعًا مع النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، الذي أعلن أن التسوية القانونية من اختصاص الوزارة المحتصة، مطمئنًا الأساتذة بأن المستحقات المالية الخاصة بهم يعترضها مشكل عدم توافر السيولة المالية في الوقت الجاري، رغم تأكيد النائب على بذله للمجهود الكافي لصرفها خلال الأيام العشرة المقبلة.
وبَدَت الإدارة الإقليمية لوزارة محمد الوفا عاجزة عن الحسم في مباشرة مطلب التحاق هؤلاء الأساتذة بعمَلِهم، إذ لم تَرِد أيّ مستجدات أو مذكرات وزارية في الموضوع، في وقت تعاني منه نسبة مهمّة من المؤسسات التعليمية من نقص كبير في الموارد البشرية، خاصة في المدارس الابتدائية البعيدة والنائية في القرى، حيث لم تنطلق الدراسة بعدُ في مجموعة منها.
ولم يَستسِغ الأساتذة ما سموه "المماطلة الكبيرة وغير المفهومة" الذي تتعرض إليه عملية صرف مستحقاتهم المالية الهزيلة، مُبدِين استعدادهم للدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية إلى حين تلبية مطالبهم البسيطة والعادلة، مُعلنين دخولهم "معركة الكرامة" كما وصفوها، التي استهلوها بتنفيذ اعتصام مفتوح في مقر الإدارة، إلى أن تنظر إليهم الوزارة بـ "عين الرحمة".
وكشف البيان السادس لهذه الفئة عن تخبّط تعيشه المنظومة التربوية بسبب القرارات الانفرادية والمزاجية في التعاطي مع قضايا التعليم والتربية، خصوصًا مشكل العجز في الموارد البشرية للسنوات الماضية في شتى بقاع المغرب العميق، من خلال استغلال خبرة خريجي الجامعات أسوأ استغلال ختمه الوزير في نهاية الموسم الماضي بالتنكّر لهذه الفئة وتضحياتها.
ويعيش أساتذة "سد لعجز" في هذا الإقليم على غرار أقاليم أخرى عدّة بما فيها وجدة وسطات أوضاعًا اجتماعية مزرية، بفعل ضعف المدخول المالي المرتبط بقدر الساعات التي يُدرّسونها بشكل غير منتظم، ليتحوّلوا إلى أشبه بـ "مياومين"، علمًا بأن التعويضات عادة ما لا تصرف في الوقت المحدَّد لها، ما يجعلُهم يُؤدّون ثمن هذا التأخّر من استقرار أُسَرِهم وحياتهم الشخصية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر