الرباط-المغرب اليوم
تزامن تنظيم أول قافلة لبرنامج "حكاية شهرزاد" حطت رحالها بمدرسة عمومية بالمغرب العميق، مع اختتام الدورة الثانية للبرنامج بكل من تادلة والحوز. لينتقل مجهود الجمعيات الشريكة بالبرنامج، وخريجاته من حكواياتيات شابات، من نشر مجموعة من القيم الانسانية النبيلة لدى الأطفال والشباب بالمدن والقرى المجاورة ، والتوعية بضرورة مراجعة تراثنا الثقافي لتعزيز ما يظهر به من قيم إيجابية ومراجعة تلك الأحكام التي تمس بالمساواة في الحقوق والواجبات، إلى طرق أبواب القرى والمداسر البعيدة، حيث تسود بنسبة أكبر هذه القناعات السلبية، لتكون المصدر لها إلى أحزمة الفقر بالمدن والمناطق الهشة المحيطة بها.وتعتمد جمعيات البرنامج، الذي دام لدورتين بجهة طنجة تطوان، على الحكاية بإعتبارها وسيلة ناجعة و مؤثرة للتأطير والتنشيط.
القافلة الاولى زارت مجموعة مدارس تمريخت، بمنطقة بني رزين ، التي تبعد بحوالي ساعتين عن مدينة شفشاون، حيث رافقت ورشات الحكاية، مجموعة من فقرات التنشيط الاخرى، تنمي لدى الأطفال مهارات مختلفة، إلى جانب القدرة على العمل داخل المجموعات و تعزيز الثقة بالنفس.واختتم برنامج "حكايات شهرزاد" الأحد الماضي، ورشات نسخته الثانية التي جرى تنظيمها بمراكش وتحناوت وبني ملال وأفورار على مدى عدة أشهر، بدأت من 27 شتنبر الماضي، وأثمرت هذه النسخة بتخرج 160 مشاركة، محققة نجاحا مهما على غرار النسخة الأولى التي جرى تنظيمها بجهة طنجة تطوان بين سنتي 2019 و 2020.وجرى تنظيم النسخة الثانية من برنامج "حكايات شهرزاد" الذي يهدف لتكوين المستفيدات من أساليب الحكي والإلقاء والتعبير عن آرائهن بحرية وتلقائية، بإشراف من "أكاديمية التغيير" وتأطير "منتدى شهرزاد" في دورتين منفصلتين، بتأطير 80 مشاركة في كل دورة، وبمعدل 20 فتاة مشاركة في كل منطقة من المناطق الأربع، مما أدى في النهاية إلى تخريج 160 حكواتية قادرة على ممارسة الحكاية والتنشيط الثقافي التربوي، مثلما حدث مع عدد من الأسماء التي تخرجت في نسخة الشمال وتألقت فيما بعد في مجال الحكاية والتنشيط.
تقول مريم العبودي، منسقة "حكايات شهرزاد"، إن النسخة الثانية من هذا البرنامج، عرفت بدورها نجاحا مماثلا لنسخة الشمال، بالرغم من الأوضاع الوبائية السائدة، والتي تسببت في بعض العراقيل، كصعوبة تنقل المؤطرين، وتحديد أعداد المشاركات في 20 فتاة فقط في كل منطقة، إلا أن ذلك لم يكن مانعا لتحقيق البرنامج للنجاح المتوقع.وتضيف العبودي، أن المشاركات في البرنامج أعربن عن حماس كبير، وواظبن على المشاركة في الورشات التأطيرية، مشيرة إلى أن نجاح تنظيم هذه الورشات يرجع إلى التعاون مع الجمعيات المحلية، حيث تم التنسيق مع جمعية الأمان للمرأة والطفل بمراكش، وجمعية إفولكي بتحناوت، وجمعية عكاظ ببني ملال، وجمعية الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة بأفورار.وبخصوص الآفاق المفتوحة أمام خريجات النسخة الثانية، أكدت العبودي أن البرنامج سيسير على نفس النهج الذي تم اتباعه مع خريجات النسخة الأولى في الشمال، حيث سيتم مواكبة ومتابعة مسارهن، والتواصل مع الجمعيات المحلية والجهات المهتمة لإعطاء الفرصة لهن لتنظيم ورشات الحكاية وتأطير التلاميذ في المدارس والمراكز الثقافية.
وفي هذا السياق، أشارت العبودي إلى أن الأنشطة التي جرى تنظيمها في مدرسة تمريخت حظيت بترحيب كبير من طرف التلاميذ، خاصة أن المدراس في المناطق النائية تعاني من نقص في مثل هذه الأنشطة المهمة التي تساهم في تنوير التلاميذ.
وأشاد محمد التزروتي، مدير المدرسة، من جهته بالأنشطة التي نظمها برنامج حكايات شهرزاد لفائدة التلاميذ، مؤكدا على أهميتها ونتائجها الإيجابية عليهم، داعيا في الوقت ذاته باقي الجمعيات التي تنشط في الحقل التربوي إلى الانفتاح على المدارس التي تقع في القرى النائية، وليس فقط التي توجد في المدن والحواضر، حتى تعم الفائدة على الجميع.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن برنامج حكايات شهرزاد، هو برنامج يستخدم الحكاية لإلهام وبناء الثقة لدى المستفيدات، في ورشات لتقديم مهارات مهمة من شأنها تمكين وبناء المرونة لدى الفتيات والشابات المشارِكات وخلق مساحة "آمنة" للمناقشات المفتوحة وتدريس موضوعات مثل حقوق المرأة والتفكير النقدي وفن الخطابة والإلقاء. كما يعتبر البرنامج مجالا لتعليم المشاركات كيفية سرد القصص الخاصة بهن ونشرها لإلهام جمهور أوسع.
قد يهمك أيضا:
مرصد مغربي يشيد بالأدوار الطلائعية للمشتغلات في أسلاك منظومة التربية والتكوين
أمزازي يحث على زيارة التلاميذ للكُنُس اليهودية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر