الرباط - كمال العلمي
أثار قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة القاضي بتعميم اللغة الإنجليزية في الطور التعليمي الإعدادي جدلا في الوسط التربوي، بين من اعتبر الخطوة إيجابية تنسجم وخطة إصلاح المنظومة التربوية، ومن تخوف من فشل تنزيل هذا القرار بسبب ضعف الموارد البشرية.“المذكرة التي وضعت لها الوزارة أجندة زمنية تحمل مضامين إيجابية”، يقول يونس فيراشين، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، مؤكدا أن “الإصلاح مرتبط كذلك بضرورة ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ عليها، وكذلك الانفتاح على اللغات”.
وأشار المتحدث ذاته، في تصريح ، إلى ضرورة توفير العدد الكافي من أساتذة مادة الإنجليزية، “كي لا نتجه نحو الاكتظاظ، خاصة أن الأرقام تتحدث عن وجود مستويات كبيرة لهذه الظاهرة في أسلاك الإعدادي”.وقال فراشين إن “المذكرة تتكلم كذلك عن مواكبة وتأطير المفتشين، في حين أن عددهم قليل جدا، لذلك من الضروري مواكبة القرار من حيث الموارد البشرية، والتكوين الأساسي والمستمر”.
من جانبه اعتبر عبد الله غميمط، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، قرار تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في السلك الإعدادي خطوة إيجابية في مسار تعزيز تملك التلاميذ والتلميذات هذه اللغة مبكرا، ويفتح لهم اختيارات متعددة في التعليم العالي، واستدرك متسائلا: “ماذا أعدت الوزارة الوصية لهذه الخطوة من أطر تربوية في ظل الخصاص الكبير في مدرسي ومدرسات مادة اللغة الإنجليزية؟”.
وقال المتحدث ذاته: “أغلب الثانويات الإعدادية لم يكن بإمكانها تدريس اللغة الإنجليزية لتلاميذ وتلميذات السنة الثالثة إعدادي فقط بسبب الخصاص في أساتذة المادة، والآن يراد تعميم المادة على كل مستويات الثانوي الإعدادي، ما يعني أن الخصاص سيكون كبيرا؛ فكيف للوزارة أن تجيب عن هذا الموضوع؟”.وأضاف غميمط: “القرارات المتسرعة وغير المخطط لها من قبل هي التي كان لها جزء كبير من التداعيات السلبية على المردودية الداخلية والخارجية للمؤسسة التعليمية. كما نخاف أن يكون هذا القرار التربوي ناتجا عن قرارات سياسية تسعى إلى إعادة ترتيب علاقات المغرب مع شركائه التقليديين، ويضع التلميذ والمدرسة عامة في معمعان اللغات الأجنبية على حساب اللغات الوطنية التي تظل في كل النماذج التربوية الناجحة هي مفتاح قوتها وتطورها”.
مصدر مسؤول في وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أكد أنه بالنسبة للدخول المدرسي المقبل 23/24 “يتوفر القطاع على الموارد البشرية الكافية، لأن جل أساتذة اللغة الإنجليزية لا يشتغلون حصصهم الرسمية كاملة”.وأضاف المتحدث ذاته أن فوجا جديدا من هذه الفئة في طور التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين سوف يتخرج في نهاية هذا الموسم التكويني، ليلتحق بالفصول الدراسية ابتداء من شتنبر 2023.ومن جهة أخرى أفاد مصدر بأن الأكاديميات ستعمل على وضع خرائط تربوية للمؤسسات التعليمية التي تدرس بها اللغة الإنجليزية، وإعداد وتنفيذ المخططات وبرامج العمل الجهوية والإقليمية الخاصة، وتوسيع تدريسها وتوفير مستلزمات التعميم، إلى جانب تتبع وتقويم المنجزات في تناغم تام مع ما هو مسطر من أهداف على المستوى الوطني الجهوي والإقليمي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
النقابات التعليمية و وزارة التربية المغربية تشرعان في مناقشة تفاصيل مشروع النظام الأساسي
"المعلمون المغاربة المتعاقدون" يتوجهون إلى الطعن في الإحالات على المجالس التأديبية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر