لندن - المغرب اليوم
قال باحثون من أكثر من دولة، إن تغير العادات الغذائية لدى البشر هو الذي جعل، على سبيل المثال، حروفًا مثل حرفي إف «f» وفي «v» ممكنين في اللغات الأوروبية. وفسر الباحثون ذلك بأنه عندما بدأ البشر قبل آلاف السنين يطهون طعامهم أو يجهزونه بأشكال أخرى، وبشكل متزايد، تغير وضع أسنانهم، مما سهل عليهم تكوين حروف بعينها، بدأت تعرف طريقها لكثير من لغات العالم المختلفة، وذلك حسبما أوضح الفريق في دراسته التي تنشر أمس الخميس، في مجلة «ساينس» العلمية.
قال الباحثون تحت إشراف داميان بلاسي، من جامعة زيوريخ السويسرية، ومعهد ماكس بلاند للتاريخ البشري بمدينة يينا الألمانية، إن اللغة هي الشكل الأساسي للتواصل بين البشر، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح الباحثون، أن المتطلبات التشريحية الأساسية الضرورية لهذا التواصل كانت موجودة بالفعل قبل نصف مليون سنة. أما اليوم، فإن اللغة البشرية تتميز بتنوع مدهش يضم آلاف الأصوات المختلفة في نحو 7000 لغة في العصر الحالي، ووفقا للعلماء، فإن من بين هذه الأصوات صوت «m» المنتشر، وكذلك حرف إيه «a»، وأيضا حروف النقر المستخدمة في بعض اللغات الأفريقية. لفترة طويلة كان هناك خبراء يظنون أن الأصوات المتوفرة حاليًا لم تتغير بشكل جوهري منذ تطور الإنسان العاقل.
ولكن تشارلز هوكيت، الباحث اللغوي، اعتقد عام 1985 ولأول مرة أن ذلك ربما لم يكن صحيحًا، حيث وجد أن حروفا مثل «f» و«v» لم تكن متوفرة في المجتمعات الأصلية التي كانت تعيش على الصيد والالتقاط. تسمى مثل هذه الأصوات الأصوات الأسنانية الشفوية، وذلك لأنها تحتاج عند نطقها للشفتين والأسنان معا، فعند نطق حرف إف «f» على سبيل المثال، تلامس القواطع العليا الشفة السفلى.
عزا هوكت عدم وجود هذه الأصوات لدى المجتمعات التي كانت تعيش على الصيد والالتقاط، إلى أن أبناء هذه المجتمعات كانوا يضطرون في الغالب لمضغ طعام يابس وغير مطهي.
ووفقا لنظرية هوكِيت، فإن تآكل الأسنان الناتج عن ذلك أدى إلى اصطدام قواطع الفكين، العلوي والسفلي، في سن البلوغ. أما البشر الذين كانوا يعيشون على طعام طري فقد كان تآكل الأسنان لديهم أقل، مما أدى إلى نشأة شكل من المقاطع تبرز فيه قواطع الفك العلوي أيضا لدى البالغين بشكل طفيف عن قواطع الفك السفلي، كنوع مما يعرف بتراكب العضة.
كما فحص الباحثون مدى تكرار الأصوات الشفوية الأسنانية في اللغات المختلفة، وما هو الغذاء المفضل في المناطق التي تستخدم لغاتها هذه الأصوات. وتبين للباحثين تزايد احتمال استخدام هذه الحروف من قبل الشعوب التي اعتادت منذ فترة طويلة طهي الغذاء وتناوله طريا، في حين أن هذه الحروف كانت أقل ظهورًا بشكل واضح في لغات الصيادين وممتهني الالتقاط.
قد يهمك أيضًا:
مزيد من الإضرابات في قطاع التعليم المغربي وسط صمت حكومي
انطلاق ملتقى المبدعات العربيات الأوّل في لبنان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر