تمثل البيئة التراثية الإماراتية عوامل جذب للأجيال الحالية، وجزيرة السمالية التي تحتضن ملتقى السمالية الصيفي 2018، تسهم في تعميق الوعي لدى الطلاب المنتسبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، وقد جاب العديد من الطلاب أنحاء الجزيرة وانغمروا في أنشطة متعددة، مثل ركوب الخيل والتدريب في ساحة الهجن والاستمتاع بالبيئة البحرية والورش الخاصة بها، فضلاً عن ممارسة الألعاب الشعبية التي تثري الوجدان، وهو ما جعل الكثير من الطلاب يقبلون على أنشطة النادي، وأن يبادروا باستثمار مواهبهم في هذا المحيط، ومن ثم السير على خطى الأجداد.
الماضي والحاضر:
وبشأن مدى أهمية ملتقى السمالية الصيفي في تعميق وعي الطلاب بأهمية الموروث الشعبي يقول مدير الملتقى راشد خادم الرميثي، "تسهم جزيرة السمالية من خلال الأنشطة التراثية التي تقام فيها في جذب الطلاب خلال فترة الإجازة من أجل المشاركة في فعاليات مفيدة، تضفي مزيدًا من السعادة على الشباب والناشئة الأطفال المنتسبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، مؤكداً أن هناك إقبالًا كبيرًا منذ انطلاق الملتقى، ويوضح أن الأجواء التي تقام فيها الأنشطة تجذب الطلاب للتفاعل مع البرنامج التراثي الترفيهي.
وأوضح أن الملتقى يثرى مخيلة الصغار، ويسهم في أن يكتسبوا المهارات من خلال المشاركة في الورش التراثية التي تعمق ثقافة الطلاب التراثية عبر اندماجهم في الأركان التراثية الموجودة في جميع أرجاء جزيرة السمالية، والتي بدورها أبهرت الصغار وجعلتهم في حالة من النشاط الدائم ومن ثم الحرص على حضور جميع الفعاليات وهو ما يجعل الفترة الصيفية غنية بكل الأنشطة الترفيهية، خصوصاً أن الملتقى حلقة وصل بين الماضي والحاضر.
ويلفت إلى أن ملتقى السمالية يعمل على جذب أنظار الشباب والنشء من أجل ضرورة استثمار العطلة الصيفية في الأشياء المفيدة والنافعة التي تسهم في استغلال مواهب الطلاب في ضوء المناشط التراثية التي تدعم القيم، وتشكل روح التآلف والتعاون والعمل بشكل جماعي ضمن ممارسة أنشطتهم المفضلة، وبخاصة أن العادة جرت قبل البدء في الأنشطة والانطلاق نحو الميادين المتنوعة في الجزيرة أن يقدم المدربون والمشرفون في النادي ورشاً تعريفية تسهم في إطلاع الطلاب على طبيعة الأنشطة، وهو ما يحفزهم على الجدية والالتزام، ومن ثم التناغم مع البرنامج المعد في أجواء من المحبة والتعاون، مؤكداً أن الطلاب ترتفع لديهم الحالة المعنوية، نظراً لممارستهم عدداً من الأنشطة التراثية والترفيهية والتعليمية في جزيرة السمالية.
مواهب حقيقية
ويبين مدير مركز أبوظبي التابع لإدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات أحمد مرشد الرميثي، أن ملتقى السمالية الصيفي يسعى دائماً إلى إفادة الطلاب من خلال استغلال العطلة الصيفية فيما يعود عليهم بالنفع، ويدعم مواهبهم الحقيقية، مشيرًا إلى أن الملتقى يكرس لقيم الإيثار والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد، وهو ما يسهم في أن يتجانس الصغار مع بعضهم بعضًا، ومن ثم اكتشاف مواهبهم الفردية عبر المشاركة في الأنشطة المحببة لديهم على مدار أيام الملتقى، خصوصًا أن ارتباط الطلاب بالجزيرة يزداد يومًا بعد آخر، وهو ما يسهم في رعاية هذه الفئة وتقديم أوجه الدعم لها.
ويشير إلى أن الأنشطة التراثية هي الملاذ الحقيقي للطلاب في استثمار طاقتهم في شيء مفيد، وأن الاحتفاء بالموروث الشعبي يشعل حماس الطلاب للتنافس الشريف في ممارسة الألعاب الشعبية والتعاون بروح الفريق الواحد، خصوصاً أن الطلاب يشعرون بأنهم يحافظون على تراثهم العريق، لذا فهم مطالبون بإظهار البراعة والتفوق في الميادين التراثية كافة.
أنشطة مختلفة
ومن ضمن الطلاب المشاركين في الملتقى زايد عبيد الحوسني الذي يشير إلى أنه مارس أنشطة مختلفة في ربوع جزيرة السمالية، مثل ممارسة الألعاب الشعبية التي تعتمد على إعمال العقل والمشاركة الجماعية وأنه شارك أيضاً في ورش خاصة بالبيئة البحرية، واطلع على الكثير من أسرارها كما أنه استمتع بركوب الهجن في ساحة الميادين التي استعرض مع زملائه مهاراتهم في الصعود على ظهور الجمال بتشجيع من مدربي الهجن في الجزيرة ، وأنه في أثناء ذلك تجول مع الطلاب في ميدان الهجن، حيث يعد ذلك نوعاً من التدريبات التي تربط الطلاب بتراثهم المحلي، لافتاً إلى أنه استمتع أيضاً بركن الخيول الذي تعلم فيه أساسيات ركوب لخيل ومن ثم القفز على الحواجز.
أجواء المرح
ولا يخفي مايد سيف الشحي 12 عاماً أنه شعر بسعادة غامرة للمشاركة في الفعاليات التي بالفعل تلهب حماس الطلاب المنتسبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، وأنه زار جميع الميادين التراثية، ومارس هوياته المفضلة في ركوب الخيل والهجن، ومن ثم ممارسة أنشطة السباحة والمشاركة في فعاليات الطيران الإلكتروني والواجهة البحرية، وهو ما خلق أجواء اتسمت بالمرح إذ يرى أن العطلة المدرسية للطلاب هي واحة للترويح عنهم من خلال العودة إلى ماضي الأجداد الذي يلهمهم القيم الرشيدة، ويدعوهم إلى تمثل عاداتهم الجميلة مشيرًا إلى أنه نجح في توصيل رسائل تربوية عديدة إلى الطلاب المتنسبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، حيث الاستمتاع بأنشطة البيئة البحرية التي اطلع من خلالها على حياة البحر وصناعة شباك الصيد والقراقير وحياة البحارة، ومن ثم الصعود على متن السفينة التراثية التي جابت المياه المحيطة بجزيرة السمالية في رحلة ممتعة.
الفترة الصيفية
ويرى الطالب عبدالرحمن النعيمي 11 عاماً أن ملتقى السمالية الصيفي جمع الطلاب على الأنشطة التي ترتقي بعقولهم وتغذي وجدانهم بالأشياء المفيدة، خصوصاً وأن الطلاب في الفترة الصيفية يحتاجون إلى تجديد النشاط واستعادة الصفاء الذهني واستثمار مواهبهم بشكل أمثل، لافتاً إلى أن جزيرة السمالية تستضيف بعض أهالي الطلاب لمشاركتهم في الفعاليات وهو ما يجعلهم على اطلاع دائم بكل ما يقوم به الأبناء من مشاركات في الميادين التراثية، ومن ثم الاندماج في الورش التراثية والترفيهية ويوضح أنه استفاد من هذه التجربة التعليمية المفيدة وأنه أدرك أهمية المشاركة في الملتقى كونه اكتسب مهارات جديدة مثل الألعاب الشعبية.
ألعاب تراثية
ويوضح سعيد محمود الحوسني 12 عامًا أنه تعلم في جزيرة السمالية الكثير من المهارات، وأنه شعر بسعادة كبيرة لكونه شارك في العديد من الفعاليات التراثية، وبخاصة الألعاب التراثية التي غمرته بروح جديدة وجعلته يعود إلى ماضي الأجداد، ويمارس هذه الألعاب بشكل جماعي مع زملائه في أرجاء الجزيرة وأنه لا يحفي أن مثل هذه التجربة أصبح لها صدى خاصاً عنده وأنه مستمر في المشاركة في جميع الأنشطة التي تعمق القيم الوطنية وتسهم في تدريب الصغار على عادات سلوكية حميدة.
صناعة الأبطال
أوضح طحنون أحمد النعيمي 9 سنوات، أنه استمتع بوجوده في ميدان الفروسية الذي أظهر تنافسًا بين الطلاب، حيث كان يسعى كل واحد منهم إلى أن يأخذ حظه في ركوب الخيل، وأنه تفاجأ بأن الإعلامية ظبية الكندي تقدمت نحوه لإجراء لقاء عبر السوشيال ميديا، وأنه عبر لها عن سعادته بخوض التجربة، ويذكر أن الميدان ازدهى بالخيول العربية الأصيلة والمدربين الذين كانوا يساعدون الطلاب على امتطاء صهوات الخيل للتدريب، وأنه كان من الواضح هناك تركيز على إكساب الطلاب مهارات تعلم ركوب الخيل بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى عملية إمساك الزمام بسلاسة، وكذلك وضع الأقدام في الركاب، لافتاً إلى أنه وجد في السمالية فرصة حقيقية للتعرف إلى القواعد الأساسية للفروسية، إذ إن الهدف من الولوج إلى هذا الميدان هو صناعة الفرسان.
سفينة تراثية
عبر ما يقرب من 20 دقيقة استمتع خلالها الطلاب بالرحلة البحرية للسفينة التراثية التي جابت المياه المحيطة بالجزيرة، حيث ارتدى الطلاب السترات الواقية من الغرق في مشهد بديع جمعهم على التعرف إلى الوجهة البحرية، وكيف كان يعيش البحارة حياتهم القديمة، حيث إن رحلة السفينة التراثية من الأنشطة المحببة لدى الطلاب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر