الرباط - كمال العلمي
خلص تقرير دولي حديث إلى أن قيم السلام والتسامح مكرسة في المناهج الدراسية المغربية، ويتم الترويج لها في الكتب المدرسية خلال مراحل متعددة من التعلم.وأورد معهد الأبحاث والسياسات في لندن وتل أبيب، الذي يرصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، أن “الطلاب المغاربة يكتشفون كل الديانات السماوية خلال مراحل متقدمة من الدراسة، كما ينهلون من آيات قرآنية قيم التسامح الديني وقبول الاختلاف”.ووجد التقرير أيضا أن الجالية اليهودية المغربية تتمتع بتقدير كبير داخل الأوساط المحلية، وأيضا من خلال الكتب المدرسية الموجهة للأطفال والتلاميذ، حيث يتم اعتبارها “جزءا لا يتجزأ من المغرب”، ويتم تسليط الضوء على جهود الحكومة “للحفاظ على التراث اليهودي”.
ومن بين الصور الإيجابية التي يسلط التقرير عليها الضوء، “صبي يهودي يستضيف أصدقاءه المسلمين على عشاء يوم السبت. عائلة يهودية تستضيف ضيوفا لميمونة، وهو مهرجان يقيمه اليهود المغاربة في المساء واليوم التالي لعيد الفصح، ونص من الصف السادس يقدم بيت الذاكرة، وهو متحف للتراث اليهودي يقع في الصويرة”.ويُصدر معهد الأبحاث والسياسات في لندن وتل أبيب، الذي يحلل التسامح في التعليم حول العالم، تقريرًا عن الموضوعات المتزايدة للقبول تجاه اليهود في نظام التعليم المغربي.
وقام المعهد المذكور بمراجعة الكتب المدرسية للطلاب المغاربة على مدى عقد من الزمن، ووقف عند إصلاحات مهمة منذ عام 2021، حيث أصبح اليهود “مرحبا بهم داخل الأوساط المجتمعية”.وقال ماركوس شيف، المدير التنفيذي لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي: “لقد أذهلنا هذا الاحتضان الفريد لليهود واليهودية في المناهج المدرسية المغربية التي تم إصلاحها، وهو مشروع للملك محمد السادس”.
“المودة التي من خلالها يتم تمثيل الجالية اليهودية المغربية وعاداتها وكذلك حياة الأفراد اليهود المغاربة، تثلج الصدر. يتم الترحيب بنا في منازل الجالية اليهودية من خلال الكتب المدرسية، ونعلم أن اليهود متشابكون في النسيج الوطني والثقافي للمغرب”، يقول المسؤول نفسه.ويضيف أن “الكتب المدرسية تصف تاريخ اليهود وثقافتهم ومساهماتهم في المجتمع المغربي”، مؤكدا أنه يتم “تصوير الشعب اليهودي بأنه متعاطف، ويتم تجنب الصور النمطية المعادية للسامية أو تقويضها بسمات إيجابية مثل الكرم والولاء للمغرب.”
وقام التقرير بتقييم 127 كتابا مدرسيا نشرته وزارة التعليم بين عامي 2013 و2022. وقد تم إعداده من قبل “IMPACT-se”، وهو معهد أبحاث وسياسات يحلل المناهج الدراسية في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع مؤسسة “Jeffrey M. Talpins” ورئيسها أورين ايسنر.وأقر التقرير بأن “التسامح هو أحد الموضوعات التي تحدد المناهج الدراسية المغربية. يظهر المصطلح بشكل متكرر عبر الدرجات والموضوعات ويتم تضمينه في موضوعات متنوعة، أو يتم تدريسه كدرس مستقل”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
لقاء يدرس سبل الارتقاء بالمؤسسات التعليمية في فاس
تشجيع الارتباط بالكتاب يدفع وزارة التربية المغربية إلى إطلاق المشروع الوطني للقراءة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر