الرباط -المغرب اليوم
قد يبدو يوما عاديا لمن لا ذاكرة له يوما تشرق فيه شمس عادية وتتهادى في الفضاء الازرق ، و فوق زحام اهل الارض وصخبهم الى ان تسقط في البحر مضرجة بحمرتها القاتمة.لكن يوم السبت 3 يوليوز ليس يوما عاديا عند من يلتقطون الاشارات والرموز ويحفظون ذاكرة الايام الخالدة، وشمسه التي تدخل في السياق ليست عادية فهي مصباح يضيئ الوان الطيف ليزين بهجة المناسبة، والمحتفى بهم اهل الوفاء في يوم الوفاء بمدرسة الياسمين الابتدائية هم شهب ارسلها الله لإنارة الدروب والفجاج واماطة الظلام عن حياة الناس، هذه الشهب المتقدة بالإضاءة والعطاء هم رسل العلم والمعرفة وسدنة التربية الذين نذروا اجسادهم وارواحهم للرسالة الكبيرة التي بلوغها بكل حب واقتدار وتمكن ونكران ذات.
فأي كلام يكفي لتمجيدهن وتمجيدهم واية لغة تستوعب واجب الثناء عليهم في يوم الوفاء هذا وهم الذين اختاروا مهنة من اشق المهن مهنة تستوجب التيقظ الدائم وتستلزم التضحية الأثيرة، فالتربية ليست دروسا تعطى بل حدب وحرص وتتبع واستغوار لأعماق الاجيال الناشئة.
قد يكون كافيا ان نقول عن الاستاذات : عزيزة حلمي-عائشة مستوى-امينة ازدو- عائشة بوركات- نعيمة اولاد الصاكة- امينة الحاجي وعن الاساتذة ابراهيم سيدي حيدة- عبد الهادي الدباشق –محمد كزمة ، انهم اعلام باسقة عالية وبقيمة ثقيلة جدا وكفى… فأمام هذه الاسماء قد يسعف الصمت ولا تسعف العبارات بل يكون الصمت ابلغ بكثير من الكلام، لدى سأرصع كلماتي هاته بكثير من درر الصمت البليغ وما قيل من شهادات وكلمات التكريم هو اقل بكثير مما كان ينبغي ان يقال.
من حق ذاكرة مدرسة الياسمين ان تنتعش بعطاءات واسهامات الاستاذات والاساتذة المحتفى بهم في هذه اللمة الجميلة لمة الوفاء ، قد تخون الكلمات كما عبرت احدى الشهادات لكن الصدق حتما لن يهجر فالمقام مقام صدق والمحتفى بهم هم من زمرة الصادقين، هم اساتذة صدقو ما عاهدوا الله عليه، امنوا بان التربية والتعليم بوابة الوطن الى النور والمعرفة والعلم والتحرر من الانزلاق والتخلف، وان المدرسة شمعة الوطن التي تضيئ الدروب وتقلب كل المعادلات الخاطئة، المحتفى بهم هم من الناس الذين ولدوا بشرا عاديين تم اصبحوا شخصيات استثنائية محبوبة رائعة بنكرانهم لذواتهم وايثار للأخرين واحترام للناس وغيرة على مؤسسات التربية والتكوين ورجال التعليم وعلى بنات وابناء هذا الوطن.
الاحتفاء بهذه الوجوه الطيبة وفي هذه اللمة الحميمية هو اعتراف بخصوبة الوطن الذي انجب هذه القامات التي ستبقى اسماءها مسجلة بمداد من النور والنار ليس في كنانيش مدرسة الياسمين فقط بل في سجلات التربية والتكوين في كل ربوع الوطن وفي قلوب كل من عرفوهم وعاشروهم وأحبوهم.ولم تسعف الشهادات والكلمات التي رددت صداها زوايا مدرسة الياسمين الابتدائية في تعداد مناقب وخصال الاساتذة المحتفى بهم المحالين على المعاش بحد السن لكنها استطاعت ان تقول بكل بساطة وبكل لغات الفرح ستبقى ذكراكم خالدة في اعماقنا فشكرا على كل اللحظات الجميلة التي منحتموها لنا وعلى كل ما قدمتموه للرسالة التربوية التي نتشرف جميعا بالانتماء اليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر