واشنطن ـ يوسف مكي
يُتاح "بياكون" للعمل 24 ساعة متواصلة فهو لا يُشبه أيّ عضو آخر من موظفي جامعة ستافوردشتير، إذ يجيب عن أسئلة الطلاب ويتعامل مع عدد من الاستفسارات يوميا، معظمها أسئلة مكررة، لكنه يظل صبورا بشكل لا يُصدّق، وربما يكون هذا الصبر هو ما يميز "بياكون" فهو أداة تعليمية بتقنية الذكاء الاصطناعي، وأول مساعد رقمي من نوعه يعمل في إحدى جامعات المملكة المتحدة.
وطوّرت ستافوردشاير "بياكون" بالخدمات السحابية، وبدأ العمل في يناير/ كانون الثاني هذا العام، يمكن تحميل تطبيق عربة الذكاء هذه على الهاتف المحمول، حيث يعزز من الرد على الطلاب بشأن أسئلة الجدول الزمني واقتراح المجتمعات للانضمام إليها، ويمكنه أيضا تقديم طلب للحصول على إعفاء من ضريبة المجلس، وطلب بطاقات الطلاب الجدد، إيصال المستخدمين بالمحاضرين. ويمكن للطلاب الدردشة مع بياكون من خلال المحادثة الصوتية أو النصية، وكلما زاد الاستخدام أصبح أكثر ذكاءً وفي نهاية المطاف سيكون قادرا على تذكير الطلاب بالفصول والمواعيد النهائية.
وقالت ليز بارنز، نائب مستشار جامعة ستافوردشاير: "يعدّ بياكون أولى خطواتنا في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فلديه القدرة على تزويد الطلاب بالدعم الفور، وهو أمر مهم وبخاصة للجيل الأصغر سنا الذي يريد الوصول الفوري للإجابات"، وبالنسبة إلى البعض قد تستحضر فكرة الذكاء الاصطناعى في التعليم صورا علمية لمحاضري الهولوغرام تحل محل المعلمين البشر، حيث قال بريا لاكاني، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سينشري تيك: "لعقود، أدت تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي إلى تحسين القطاعات في جميع أنحاء العالم، في حين ظل التعليم، ثاني أكبر قطاع على مستوى العالم، بمنأى إلى حد كبير عنه، لكن هذا يتغير، حيث بدأت الجامعات الآن في تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحسين التعليم وتجربة الطلاب."
ويضيف: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل مشاكل لا تعد ولا تحصى في نظام التعليم الحالي، إذ له قدرة واسعة النطاق على الوصول والمشاركة، وتحسين الاتساق في توفير التعليم وتخفيف بعض الضغوط على المعلمين والمحاضرين الذين في بعض الحالات يغرقون في العمل الإداري. يمكننا أن نرى أن لهذا تأثيرا سلبيا على رفاهية أعضاء هيئة التدريس، والقدرة على الاحتفاظ بالموظفين وتوظيفهم".
ويوافق جيسون هارلي، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس التربوي في جامعة ألبرتا، على أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون مغيرا لقواعد اللعبة، موضحا: "نعرف أن ليس جميع الطلاب يأتون إلى الجماعات التي لديها الفرص الرسمية لتحسين استراتيجيات ومهارات الدراسة، ولذا فهو فرصة لسد الثغرات". ويعد الهدف من الذكاء الاصطناعي تكملة المعلمين وليس استبدالهم، بالإضافة إلى تخفيف العبء على العمل الإداري، ليتمكن من التركيز على الجوانب الأكثر إبداعا أو الجوانب النظرية لدوراتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر