الرباط - المغرب اليوم
يبدو أن قضية العشرات من الأطفال المغاربة المحرومين من حقهم في التمدرس بمليلية ستتخذ منحى جديدا، لاسيما بعدما قبلت المديرية العامة للهجرة والشؤون الداخلية، التابعة للمفوضية الأوروبية، النظر في شكوى رسمية تقدمت بها فيدرالية المحامين الأجانب بالمدينة السليبة، إلى جانب الجمعية الحقوقية "برودين"، التي تعنى بالدفاع عن قضايا الأطفال الأجانب المقيمين بالتراب الإسباني.
ووفق ما جاء في الشكوى، الموجهة إلى أعلى سلطة في هرم الاتحاد الأوروبي، فإن قرابة 400 طفل مغربي محرومون من حقهم في التعليم بمليلية بحجة أن "أسماءهم غير واردة في السجلات المدنية للمواطنين المقيمين بالمدينة، بالإضافة إلى أن عائلاتهم تقطن بصفة غير قانونية داخل التراب الأيبيري". وأشارت الشكاية إلى أن تنظيمات حقوقية ظلت مدة طويلة تشجب هذا "الوضع العنصري".
وقال خوصي بلاثون، رئيس تنظيم "برودين" الحقوقي، إن عدم توفر العديد من الآباء المغاربة على وثائق إقامة قانونية أمر شائع في المدينة منذ سنين عديدة، مشيرا إلى أن العائلات المغربية المتضررة "تواجه صعوبات كثيرة وعقبات إدارية تحول دون تسجيل أبنائها في أقسام التعليم الأساسي العمومي، بالرغم من أنهم ولدوا بإسبانيا أو قضوا جل حياتهم فوق الأراضي الأيبيرية".
اقرا ايضًا:
معهد ثربانتس لتعليم اللغة الإسبانية يفتتح مركزين جديدين في مدينتي العيون والناظور
وأضاف بلاثون، في تصريحات نقلتها صحيفة "بوبليكو"، أن أعداد الأطفال المغاربة المحرومين من حقهم في التعليم تتزايد سنة بعد سنة، واصفا ما تقوم به السلطات الحكومية في حق هؤلاء بـ"الانتهاك الصارخ لأحد الحقوق الأساسية للأطفال المنصوص عليها دوليا، خاصة المادة 14 من الميثاق الأوروبي للحقوق الأساسية التي تضمن حق الحصول على التعليم الإلزامي المجاني".
ووصفت جمعية "برودين" الإجراءات الإدارية المفروضة على الأسر المغربية، التي ترغب في تسجيل أبنائها في المدارس العمومية، بـ"المرهقة"، مؤكدة أن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي سيعمل كل ما بوسعه لإرغام المندوبية الحكومية لمليلية على "الوفاء بالتزاماتها بهذا الصدد، خصوصا أنها وقعت على معاهدات دولية تضمن حق الأطفال الأجانب في الحصول على تعليم عمومي مجاني".
حري بالذكر أن حزب "بوكس" اليميني المتطرف يرفض أي مبادرة تسعى إلى تسجيل الأطفال المغاربة غير المتمدرسين، إذ يرى أن فتح الأبواب أمام التلاميذ المغاربة "سيزيد من حدة الاكتظاظ الذي تشهده الفصول الدراسية بمليلية، على حساب أسر تقيم بشكل قانوني وتدفع الضرائب من أجل الحصول على تعليم جيد يراد له التدهور، من خلال السعي إلى إقحام أطفال أجانب يجهلون اللغة الإسبانية".
الرباط تستعد لاحتضان فعاليات أسبوع اللغة الإسبانية في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر