لم يغِبْ موضوع التعليم وإصلاح المنظومة التربوية، باعتباره من ركائز تفعيل الدولة الاجتماعية، وكذا “إكراهات العجز التمويلي المسجل في ميزانيات المجالس الجماعية” عن فعاليات وأشغال المنتدى الجهوي لمنتخبي التجمع الوطني للأحرار في محطته السابعة بجهة فاس- مكناس، التي انعقدت بالعاصمة العلمية للمملكة.
صديقي وقطاع التربية
لمْ يتوان عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد صديقي، عن التعبير عن دعم “مبطَّن” لجهود زميله في الحزب والحكومة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، بشأن إصلاح المنظومة التعليمية، واصفاً إياه بـ”التاريخي”، وأكد في معرض كلمته أن الهدف من روح الإصلاح هو “إرجاع الهيبة والكرامة إلى الأستاذ”.
صديقي الذي اعتلى المنصة أمام أخنوش وبعض أعضاء المكتب السياسي للحزب ومنتخبيه بالجهة، قال إن “الحكومة قدّمت عرضاً تاريخيا للإصلاح”، قبل أن يستدرك قائلا: ” لكن يجب أن نفهم أن روح هذا العرض هو إرجاع الهيْبة والكرامة إلى الأستاذ والمعلِّم، وتجويد التعليم”، مؤكدا أن الحكومة انخرطت منذ العام الأول لتنصيبها في ضمان هذه الجودة.
واعتبر المسؤول الحكومي أن الإصلاح الحقيقي هو “جعل الأستاذ قدوة للمجتمع”، وهي روح أتى بها إصلاح قطاع التعليم، مشيرا إلى أن “الإصلاح يتطلب الوقت وآليات لتنزيله وأيضا فتح نقاش بحوله، وهو ما يجري الآن في الساحة التعليمية”.
وفي سياق ذي صلة، سجل عضو المكتب السياسي للحزب القائد لسفينة الحكومة ما وصفه بـ”وفاء الحكومة خلال إعدادها لمشروع قانون المالية 2024 لتنزيل برامجها وما التزمت به، إضافة إلى إيلائها أهمية كبرى لتنزيل الأوراش الملكية الكبرى”.
وتابع مؤكداً أن مشروع قانون المالية لسنة 2024 “يُولي اهتماماً خاصا لثلاثة قطاعات، هي التعليم والصحة والتشغيل، في “انسجام تام” مع البرنامج الحكومي والبرنامج الانتخابي للحزب. وقال إن “وُعودُنا هي التزامات”.
الفلاحة بجهة فاس مكناس
عند حديثه عن جهة فاس- مكناس أبرز صديقي أنها مجال ترابي زاخر بـ”مؤهلات هامة في كل القطاعات، خاصة على المستوى الفلاحي”، وهو القطاع الذي يُدير حقيبته وملفاته في الحكومة الحالية.
وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بسَط، من فاس، مؤشرات دالة، مسجلا أن تنزيل “إستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030” على مستوى جهة فاس- مكناس “خُصّصت له 36 مليار درهم، منها 15 مليار درهم كدعم من الدولة، قمنا إلى حدود الساعة بصرف 5 مليارات درهم منها”، على حد تعبيره.
وأثار صديقي في معرض كلمته إشكالية الماء وندرته، التي كانت موضوع إحدى الورشات الأربع المنعقدة في إطار المنتدى الجهوي لـ”أحرار فاس- مكناس”، قائلا إن “الحكومة تقوم بمجهودات كبيرة لتوفير الماء الموجَّه للقطاع الفلاحي”. قبل أن يضيف أن “الجهة، التي تتوفر على مناطق فلاحية وجبلية بامتياز، سيكون لها محيط سقوي فلاحي في حوض سايس يفوق 60 ألف هكتار، سيتم العمل بها فور انتهاء أشغال أحد السدود التي سرّعْنا العمل عليها بحلول مارس 2024”.
وأعلن ختاما أن “أشغال التهيئة الهيدروفلاحية مُكتملة”، مشيرا إلى أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي سيدبّر هذه المنطقة.
شوكي: لَسْنا حكومة ليبرالية
أكد محمد شوكي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة فاس- مكناس، خلال كلمته بالجلسة العامة للمنتدى أن حكومة عزيز أخنوش “حكومة اجتماعية بالدرجة الأولى”.
شوكي، الذي يرأس لجنة المالية بمجلس النواب ويشغل عضوية المكتب السياسي للأحرار، ذكّر بأن “الحكومة ضخّت 8 مليارات درهم إضافية في القطاعات الاجتماعية، و2,6 مليار درهم إضافية في قطاع الصحة، و5 مليارات درهم في التعليم”، زيادة على “تعبئة 4 مليارات درهم إضافية من أجل تنزيل مقتضيات الحوار الاجتماعي”، مؤكدا أن الجهود المبذولة على صعيد الحوار الاجتماعي هي الأفضل منذ 20 سنة، قبل أن يختم سلسلة سردِه للمبالغ بسؤال استنكاري: “هل هذه حكومة ليبرالية؟”.
ولم يُخف القيادي التجمعي فخره بأن “تكون جهة فاس- مكناس محطة انطلاقة الجزء الثاني من المنتديات الجهوية للمنتخبين”، مشيدا بـ”الديمقراطية المجتمعية التي كرسها عزيز أخنوش داخل الحزب من خلال مسار الثقة ثم مسار التنمية”.
ولفت إلى أن طبيعة الجهة وجغرافيتها، التي يشكل العالم القروي 70 في المائة من مساحتها، تستدعي “الالتفات إليها كجهة فلاحية من خلال دعم الاستثمار العمومي بها بهدف تحقيق التنمية السوسيواقتصادية والترابية العادلة”.
المنتخب والتمويل
عبد الله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، الساهرة على تنظيم محطات منتديات المنتخبين جهوياً، أبرز أن الأخيرة “كانت فكرةً ذات جدوى تمكّن قيادة الحزب من مباشَرة إشكالات وقضايا مع المنتخبين، الذين هم ملتفُّون حول الحزب في كل المواضيع ذات البعد الوطني، من تنمية ودعم وأسر وغيرها، وكذا ما له علاقة بالإنصات إلى المنتخبين”.
وقال غازي إن حزب التجمع الوطني للأحرار يجب أن يترك بصمته في دعم وإنعاش الجماعات الترابية، خاصة عبر ضخ الإمكانات المالية، والرفع من الاستثمار العمومي، الذي وصفه بـ”الضعيف” (لا يتجاوز 6 في المائة)، منوها بالإمكانات الكبيرة والأطر المؤهَّلة التي تزخر بها جهة فاس- مكناس.
كما أعلن استعداد حزب “الحمامة” للمساهمة في مشاريع الحزب، كاشفاً “نوعية الإشكاليات والاختلالات التي تعرفها الجماعات الترابية بمختلف فئاتها، خاصة من حيث الإمكانياتُ الموضوعة رهن إشارتها”. كما أشاد في معرض كلمته بـإخراج “ميثاق الاستثمار والدعم الاجتماعي المباشر والحماية الاجتماعية.
وتساءل عن “الجدوى من وجود أزيد من 36 ألف منتخب بالمغرب، منهم أكثر من 10 آلاف (منتخبو الحزب)”، مسجلا “وجود إكراهات وعجز في ميزانية الجماعات يتجاوز 70 في المائة”.
وختم القيادي في “الأحرار” بـ”حثّ الحزب على بلورة إجابات حقيقية عن هذه الإشكالات تعطي معنى لوجود هذا العدد من المنتخبين، الذين طرحوا هذه الإشكاليات في عدة مناسبات وجهات”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر