أكد سفير إسبانيا في الجزائر الخاندرو بلونكوماتا، أنَّ بلاده تعاني من تدفق "رهيب" من الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية عن طريق زوارق اصطلح على تسميتها "بزوارق الموت".
وأوضح بلونكوماتا، أنَّ اسبانيا تستقبل من 600 إلى 700 مهاجر سنويًا آتين من مختلف البلدان الإفريقية، مشيرًا إلى أنَّ بلاده ارتأت أن ترفع من تمثيلها الدبلوماسي في العواصم الإفريقية للوصول إلى حل لهذه الظاهرة.
واعتبر أنَّ الاستقرار السياسي في دول شمال إفريقيا يمثل هدفًا استراتيجيًا لإسبانيا بالموازاة مع استقرار بلدان الساحل الأوروبي، موضحًا "بادرنا بإبرام اتفاقات تعاون وتنسيق أمني عالي المستوى مكن من تقليص قوافل الهجرة بشكل واضح ودرأ خطر التطرف المتنامي".
وأضاف "إنَّ اسبانيا تعتقد بأنَّ ما يحدث في بلدان الجوار يؤثر بشكل أو بآخر على المملكة، وعليه بادرنا بعمل مشترك يعتمد على التنسيق وتقاسم الخبرة للتصدي للظاهرة"، مشيرًا إلى استضافة 62 ألف جزائري في إسبانيا منهم 3 آلاف فقط يحملون الجنسية الإسبانية، موضحًا أنَّ هذه الأرقام تمثل نوعية العلاقات الثنائية والاقتصادية بين البلدين.
وباشرت الحكومة الإسبانية عمليات ترحيل فوري للمهاجرين الجدد الذين يصلون على شواطئها، خصوصًا الجزائريين والمغاربة، وقد أحالت الحكومة ملف ترحيل المهاجرين شواطئها من الجزائر والمغرب إلى جهاز الشرطة الوطنية الإسبانية.
وأكدت مصادر أسبانية، أنَّ أجهزة الشرطة تستقبل المهاجرين وترحلهم إلى بلدانهم الأصلية في أجل لا يتعدى أسبوعًا واحدا، بعد أن كان المهاجرون الجدد يتم تحويلهم إلى مراكز الإيواء المؤقت للأجانب، في انتظار ترحيلهم أو إخلاء سبيلهم بعد مرور 60 يومًا ولم تتمكن السلطات من ترحيله إلى بلده.
وسيشمل هذا الإجراء على وجه الخصوص ترحيل المهاجرين الجزائريين والمغاربة، نظرًا إلى القرب الجغرافي لهذين البلدين من إسبانيا وقلة تكاليف ترحيلهم إلى بلدانهم.
وأشارت المصادر إلى أنَّ سبب الشروع في الترحيل الفوري والسريع للمهاجرين، الأزمة الاقتصادية التي تضرب هذا البلد، وعودة مواطنيها لطلب وظائف كانت حكرًا على المهاجرين فقط، وبالتالي الحد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، وخصوصًا البطالة التي بلغت 24 في المائة.
وأبرز السفير الإسباني، أنَّ حجم التبادل التجاري بين الجزائر و إسبانيا، قدر في العامين الماضيين بـ5 مليارات دولار، موضحًا أنَّ اجتماعًا رفيع المستوى سيعقد قريبًا لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، خصوصًا ما يتعلق منه بسعي إسبانيا إلى خلق مناخ أعمال مناسب وتسهيل تنقل رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين.
ونوَّه الخاندرو بلونكوماتا، بأنَّ الشراكة بين البلدين أثمرت بتنصيب 300 شركة اسبانية في الجزائر، لاسيما في مجال التعليم العالي.
وأفصح عن اتفاق جديد في مجال التعليم، إذ سيتم وفقها إرسال 170 أستاذ للغة الاسبانية لتلقي تأهيل خاص في نيسان/ أبريل المقبل، مؤكدًا أنَّ 4100 طالب ثانوي في الجزائر يتلقون اللغة الاسبانية يؤطرهم 700 أستاذ وستبرم هذه الاتفاقات في لقاء مرتقب خلال الشهر المقبل بين وزارة التربية الجزائرية والاسبانية.
ولفت إلى افتتاح مدرسة للدكتوراه قريبًا وتحويل مقر قديم تابع للسفارة الاسبانية، كان قد أغلق في العشرية السوداء إلى مركز ثقافي ضخم سيكون "فضاء لاسبانيا في الجزائر".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر