فاس ـ حميد بنعبد الله، عمار شيخي
أشاد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، عبد العزيز التويجري بإنشاء كرسي عبد الهادي بوطالب للفكر الإسلامي، المفتتح صباح الجمعة في مقر كلية الطب والصيدلة في مدينة فاس، معتبرًا أنه "مساهمة فعلية في إغناء الفكر الإسلامي وتحديث مجالاته وتطوير أثره في الأجيال الصاعدة".
وأضاف التويجري خلال الاحتفالية أن الكرسي الذي تستضيفه جامعة محمد بن عبد الله، يهدف إلى تعزيز قيم الحوار وثقافة السلام، ومعالجة قضايا العصر ومشكلاته من منظور إسلامي، وتشجيع الطلبة والباحثين لإعداد البحوث والرسائل الجامعية في قضايا الفكر الإسلامي.
وأوضح أن الفكر الإسلامي عند الراحل بوطالب "ينهل من معين الوسطية والاعتدال، وينأى عن الغلو والتطرف، وينفتح على الفكر الإنساني ويواكب المتغيرات والمستجدات".
وأكد أنّ بوطالب نهل من منابع الثقافة العربية الإسلامية، فنشأ في كنفها وتشرب روحها، وكان منفتحا على عصره، ومشاركا في صنع الأحداث التي عرفتها بلاده، ومساهما في العمل الإسلامي الدولي لخدمة قضايا الأمة الإسلامية.
ويهدف هذا الكرسي إلى التعريف بإسهامات الراحل عبد الهادي بوطالب الفكرية، والتربية على قيم الحوار وثقافة السلام، وتصحيح الصور النمطية المسيئة للإسلام والمسلمين.
كما يهدف إلى التعريف بوسطية الإسلام وعطاءاته الحضارية وقيمه الإنسانية السمحة ومعالجة قضايا ومشكلات العصر من منظور إسلامي وتشجيع الطلبة والباحثين على إعداد بحوث وأطاريح دكتوراه في مجال اختصاص الكرسي.
وأفاد بلاغ لـ"الإيسيسكو"، بأن إنشاء "كرسي الاستاذ عبد الهادي بوطالب للفكر الإسلامي"، يندرج في إطار متابعة تنفيذ خطة عمل "الإيسيسكو" الثلاثية للفترة 2013-2015 المتضمنة إنشاء كراسي متخصصة للحوار، بالتنسيق مع المؤسسات الجامعية والشخصيات المؤثرة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وتراهن المنظمة على الدور الحضاري والتنموي الذي يمكن أن تنهض به هذه الكراسي، باعتبارها نافذة معرفية جديدة لتطوير الفكر الإسلامي وخدمة قضايا الأمة الإسلامية ومعالجة القضايا والتحديات المستجدة.
وتجدر الإشارة إلى أن "الإيسيسكو" أنشأت حتى نهاية عام 2014 ثلاثة عشر كرسيًا جامعيًا في مجالات التربية على حقوق الإنسان والحوار بين الثقافات والحضارات وتعزيز ثقافة السلام والتنوع الثقافي، وذلك في مؤسسات جامعية داخل العالم الإسلامي وخارجه.
كما أنشأت بالتعاون مع "اليونيسكو" كرسيين علميين، إضافة إلى قسم لتعليم اللغة العربية والحضارة الإسلامية في موسكو.
يُذكر أنه حضر حفل الافتتاح الرسمي للكرسي، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبد العزيز بن عثمان التويجري، ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله عمر الصبحي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية "ظهر المهراز " في فاس عبد الإله بنلمليح، ورئيس مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم وللتنوير الفكري مجيد بوطالب، ومنسق الكرسي عز العرب لحكيم، إضافة لشخصيات تنتمي إلى عالم الثقافة والفكر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر