القاهرة - نسرين علاء الدين
شهدت الساحة الإعلامية في مصر أخيراً ما وصفه المتابعون بحالة من الانفلات في التصريحات ضمن البرامج المختلفة، أبطالها بعض مقدمي البرامج الحوارية الذين تراشقوا مع ضيوفهم أو المشاهدين بشتائم على الهواء مباشرة، يعاقب عليها القانون، فضلاً عن الوقوع في أخطاء مهنية فادحة تتعلق بمراعاة المهنية والشفافية.
وتأتي في مقدمة الأزمات التي تابعها المشاهدون في مصر، القضية التي أثارتها الفنانة انتصار في برنامج "نفسنة" عندما صرحت بأنها تشاهد القنوات الفضائية الإباحية، ودعت الشباب غير القادرين على الزواج إلى ما سمته بـ "تصبير" أنفسهم عن طريق مشاهدة تلك القنوات.
وأثارت تصريحات انتصار التلفزيونية عاصفة من الانتقادات الحادة، وانتشر المقطع الذي يحتوي كلامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليحقق في ساعات قليلة أعلى رواج. وبلغت ردة الفعل إلى حد رفع دعوى قضائية حركها المحامي سمير صبري ضد انتصار أمام محكمة جنح مدينة نصر، فحددت لها المحكمة جلسة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، لبدء المحاكمة في القضية بتهمة التحريض على الفسق والفجور، وطالب مقيم الدعوى بتعويض مالي قدره 5 ملايين جنيه.
وشهد البرنامج الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على إحدى القنوات الفضائية مداخلة عاصفة من المنتج الفني كريم السبكي ومقدم البرنامج على الأخص، إذ تناولت الحلقة اتهامات من بعض الضيوف في الاستديو لعائلة السبكي فيما اعتبروه تردياً في الذوق العام، وانتشار ظواهر البلطجة في المجتمع المصري، بسبب نوعية الأفلام التي ينتجونها، وخلال الحلقة عرض فيديو مصور لطفلة صغيرة ترقص ممسكة بسكين حاد، في مشهد يحاكي رقصات بعض أبطال الأفلام التي تنتجها عائلة السبكي، وأدى الهجوم الحاد عليها إلى خروج المتصل هاتفياً عن أعصابه، وشتم مقدم البرنامج بألفاظ قبيحة وخارجة، قبل أن تقطع إدارة القناة الاتصال.
وعاد السبكي بعد دقائق إلى الاتصال، زاعماً أنه موجود في الشارع، وأن شخصاً آخر كان يمر بجواره هو من تلفظ بالشتائم الخارجة، فغضب مقدم البرنامج بعبارة "يبدو أن المتصل يمارس الألعاب الصبيانية معي".
ويعبر الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات له، أن الوقائع الأخيرة تؤكد حالة التردي التي وصل إليها الإعلام المصري، في استضافة من اعتادوا استباحة الخوض في أعراض الناس، رجالًا ونساء وآباء وأمهات، لافتاً إلى أن مقدمي البرامج يستعينون ببعض الضيوف، أحياناً، عندما يريدون أن ينتصروا لقضية أو لضمان تحقيق مشاهدة مرتفعة لجذب مزيد من الإعلانات وكسب أرباح، مؤكداً أن المسألة تعبير عن الفساد بوجه السينمائي والإعلامي.
وأوضح الأستاذ المساعد في كلية الإعلام جامعة "القاهرة" الدكتور خالد زكي، أن الأخطاء التي تظهر في البرامج الحوارية أو ما يسمى "توك شو" يمكن النظر إليها على مستويين، أخطاء واردة لا يمكن السيطرة عليها وهي متعلقة بمداخلات تتضمن سباباً أو شتائم، وأخرى ترتبط بضعف المهنية وعدم الإعداد الجيد، والاستسهال والاسترسال في الكلام على الهواء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر