دعت وزير الثقافة الفرنسية لعقد اجتماع عاجل مع عدد من المجموعات الإعلامية الفرنسية؛ لمناقشة تقييم تعرضهم إلى القرصنة بعد أن تعرضت شبكة تلفزيون الخدمة العامة TV5MONDE للقرصنة من قِبل أشخاص يزعمون انتماءهم إلى تنظيم داعش المتطرفة، فضلاً عن تعرض المواقع الإلكترونية وحساب الشبكة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى القرصنة أيضًا.
وتم قطع البث عن جميع قنوات شبكة TV5Monde بين الساعة العاشرة مساءً والساعة الواحدة صباحًا بالتوقيت المحلي لباريس من يوم الأربعاء الماضي وحتى الخميس الماضي، عن طريق قراصنة يزعمون تبعيتهم إلى تنظيم "داعش".
وتمكن القراصنة من السيطرة على شبكة التلفزيون، التي أسسها التلفزيون الفرنسي العام 1981، كما استطاعوا قرصنة 11 قناة في الوقت ذاته بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني وصفحات الشبكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من ناحيتهم، أكد عدد من الخبراء أن هجمات الإنترنت تلك تمثل مستوى جديدًا من تكلف وثقافة التنظيم المتطرف، الذي زعم تمكنه من تنفيذ عمليات قرصنة معقدة من قبل، لكن لم تكن أي من تلك العمليات السالفة بالحجم والضخامة ذاتها، ما دفع مكتب المدعي العام الفرنسي إلى فتح تحقيق متعلق بالتطرف بشأن الحادث.
كانت وزير الثقافة فلور بيليرين شددت على أنها ستعقد اجتماعًا مع قيادات ورؤساء جميع شركات الإعلام الفرنسية المقروءة والمرئية جنبًا إلى جنب مع وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" خلال 42 ساعة؛ للتعرف على نقاط الضعف وأيّة مخاطر تلوح في الأفق وأفضل طرق لمواجهتها والتعامل معها.
وفي السياق ذاته، أشار وزير الداخلية الفرنسي برنار كزانوفا إلى أن "فرنسا أحكمت وزادت بالفعل من تدابيرها المضادة للقرصنة؛ لحماية نفسها في مواجهة هجمات الإنترنت بعد الحادث المتطرف في كانون الثاني/ يناير والذي استهدف فيه المتطرفون المجلة الفرنسية الساخرة "تشارلي إبدو"، فضلاً عن الاحتجاز الدامي للرهائن في متجر يهودي في باريس، والذي خلف 7 قتلى.
كما وصف رئيس الوزراء هجمات القرصنة على الشبكة التلفزيونية بأنها "تعدي غير مقبول على حرية المعلومات وحرية التعبير".
وخلال الهجمات أرسل القراصنة وثائق عبر صفحة الشبكة على "فيسبوك"، زاعمين بأنها بطاقات الهوية والسير الذاتية لأقارب عدد من الجنود الفرنسيين المتورطين في تنفيذ عمليات ضد "داعش"، كما أرسلوا تهديدات إلى القوات كما يلي: يا جنود فرنسا ابتعدوا عن تنظيم داعش، نحن نمنحكم الفرصة لحماية عائلاتكم فلتستغلوها إذن.
استطاعت الشبكة استعادة السيطرة على حساباتها عبر الإنترنت الخميس الماضي، قرابة الساعة الثانية صباحًا، ولكنها كانت قادرة فقط على بث المواد المسجلة مسبقًا، وفي تمام الساعة السادسة مساءً تمكنت الشبكة من استعادة البث في جميع قنواتها وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب المدير العام للشبكة إيف بيغو على الهجمات: لقد دٌمر نظام الشبكة بالكامل؛ إذ أن عملية القرصنة التي تمت بمثل هذا الحجم ستحتاج إلى أسابيع من الإصلاحات.
وتابع خلال حديثه لإذاعة "RTL" قائلاً: إذا كنت تعمل في الإعلام المرئي تسمع خبر تسويد شاشات 11 قناة، ستدرك للتو أن ذلك يمثل أعنف الأمور الممكنة الحدوث، كيف يمكن أن تٌنفذ هجمات الإنترنت بهذه القوة في الوقت الذي نمتلك فيه أسلاك نارية في غاية القوة.
كما خلٌص نائب رئيس الهندسة في شركة بلو كوت سيستمز للأمن، ومقرها الولايات المتحدة، كريستوف بريكلاند: هذا الهجوم يمثل هجومًا إلكترونيًا نموذجيًا في مشهد الإنترنت الحالي؛ إذ أن الضرر الأولي هو على الأرجح إما يخص أوراق اعتماد لشخص ما سٌرق، وربما الوصول إلى الشبكات عن بعد، أو تركيب أداة الإدارة عن بعد للوصول إلى مستويات أعمق وأعمق من نظم الشبكات، وكل هذه الهجمات عادة تعتمد على الهندسة الاجتماعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر