غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
تواصل قوّات الاحتلال الإسرائيليّ انتهاكاتها المتنوّعة بحق الصحافيّين الفلسطينيّين في إشارة واضحة لنيّتها في الاستمرار بقمع الصحافيين.حيث أشار تقرير للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) زيادة تلك الانتهاكات خلال الشهر الأول من العام الحالي (2014)، فقد قامت باحتجاز صحافيين والاعتداء عليهم ومنعهم من التغطية خلال مناسبات عدة في الضفة الغربية، مثل احتجاز مراسل صحيفة
الحياة الجديدة عاطف أبو الرب (49 عاماً) أثناء قيامه بتصوير عمليات الهدم التي كانت تقوم بها سلطات الاحتلال في الأغوار وتحديدا في قرية "الكرزلية والجفتلك " ومنطقة العوجا، وذلك يوم الأربعاء الموافق 8/1/2014، ومصور موقع بانيت محمد صبح (22 عاماً) أثناء قيامه بتصوير اقتحامهم لبلدة الخضر قرب مدينة بيت لحم، وذلك يوم الخميس الموافق 16/1/2014، واحتجاز مصوّر قناة الجزيرة لبيب جزماوي (36 عاماً) أثناء قيامه بتغطية اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في مدينة القدس، وذلك الأربعاء الموافق 22/1/2014. ومصور وكالة الأنباء الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون ومصوّر وكالة وفا أحمد مزهر، أثناء تغطيتهما لمواجهات بين مواطنين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة خلة النحل قرب مدينة بيت لحم. وذلك ظهر الأربعاء الموافق 26/1/2014.
كما استهدفت قوات الاحتلال مصوّر وكالة وفا أيمن النوباني (28 عاماً) بقنبلتي غاز أثناء قيامه بتغطية أحداث المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم غرب مدينة نابلس، وذلك الجمعة الموافق 17/1/2014. فيما اعتدت على مراسل شبكة فلسطين الإخبارية محمد مسالمة (42 عاماً) أثناء توجهه لتغطية عملية هدم إحدى المنازل في قرية بيت عوا قرب مدينة الخليل، وذلك الإثنين الموافق 20/1/2014. واعتدت أيضاً على مصور الوكالة الفرنسية جعفر اشتية الجمعة الموافق 24/1/2014، أثناء تغطيته لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية.
ومنعت قوات الاحتلال مجموعة من الصحافيين من تغطية عملية هدم منشأة حديدية تابعة لإحدى مصانع الأثاث في بيت عوا غرب مدينة الخليل، وذلك الخميس الموافق 23/1/2014. وهم مصور وكالة الأنباء الفرنسية حازم بدر، ومصور وكالة بال ميديا عامر عابدين، ومصور تلفزيون فلسطين ثائر فقوسة، ومصور الوكالة الصينية مأمون وزوز.
كما اعتدى أحد حراس رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر على مصور تلفزيون المهد عامر حجازي، أثناء زيارته لكنسية المهد في مدينة بيت لحم. وذلك صباح الأربعاء الموافق 20/1/2014.
وفيما يتعلق بالانتهاكات الفلسطينية فقد رصد مركز مدى انتهاكاً واحداً في الضفة الغربية حيث قام أفراد من الأمن الوطني والشرطة باحتجاز مصوري وكالة راية للإعلام سامر نزال وشادي حاتم أثناء قيامهما بتصوير مواجهات اندلعت بين قوات الأمن وأهالي مخيم الجلزون بسبب قيامهم بإغلاق الشارع المؤدي إلى مدينة رام الله احتجاجاً على إضراب موظفي وكالة الأونروا منذ أكثر من 40 يوماً وذلك الثلاثاء الموافق 14/1/2014.
وطالب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) المجتمع الدولي بحماية الصحافيين الفلسطينيين الذين بدؤوا عامهم الجديد بالتعرض للقمع والملاحقة، وذلك من خلال الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته على حرية الصحافة ومحاسبة المعتدين.
ورحّب المركز بعدم وجود انتهاكات فلسطينية في قطاع غزة، وانخفاضها إلى الحد الادنى في الضفة الغربية، لكنه يعرب عن قلقه الشديد من التحريض الخطير الذي مورس ضد رسامة الكاريكاتير ماجدة شاهين، على خلفية وضعها اسم "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية) على صورة كلب في رسم كاريكاتوري لها، حيث وصل بعض التحريض ضدها إلى حد القتل رغم أنها سارعت لحذفه عن صفحتها في الفيسبوك واعتذرت عن نشره. إن مركز مدى يشدد على ضرورة احترام حرية التعبير ولكن بدون المس بكرامة أحد، ويؤكد في ذات الوقت على رفضه وإدانته للتهديد والتحريض ضد الصحافيين ورسامي الكاركاتير.
وأوصى مركز غزة لحرية الإعلام، مركز الدوحة لحرية الإعلام خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس في مقر المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة بتشكيل تكتل إعلامي وحقوقي لحشد الطاقات من اجل تعزيز حرية الإعلام.
وعرض المركز في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه الناشط الحقوقي الكبير الأستاذ راجي الصوراني الحاصل على جائزة نوبل البديلة، تقريره السنوي الثاني الذي تضمن توثيقا للانتهاكات والتعديات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافة الفلسطينية خلال العام 2013الماضي إضافة إلى جملة نشاطات المركز في العام نفسه.
وحضر المؤتمر الذي عقد في القاعة الكبر للمركز الفرنسي عدد من نواب المجلس التشريعي أبرزهم الدكتور النائب فيصل أبو شهلا إلى جانب مائتي إعلامي وكاتب وصحافي وحقوقي وأكاديمي ومن طلبة الصحافة والإعلام .وأكد الصوراني في كلمته على أهمية الدور والجهود التي يقوم بها الصحفيون الفلسطينيون في سبيل فضح التعديات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والمواطن الفلسطيني خصوصا من السلطات الإسرائيلية.
وثمن الصوراني التقرير الذي اعتبره توثيقا هاما ويمكن إن يشكل مرجعية للمؤسسات الحقوقية والإعلامية والدارسين والمعنيين بمعرفة صورة حرية الصحافة في فلسطين، مشيرا إلى إن الصحفيون استطاعوا إن ينقلوا للعالم على الهواء مباشرة احداثا جسيمة مثل أيام الحربين الأولى والثانية ما أسهم في كبح جماح التعديات الإسرائيلية.
ودعا الصوراني إلى مواصلة توثيق الانتهاكات ضد حرية الصحافة والتعبير وحقوق الإنسان، موصيا بتقديم الدعم والمساندة للصحافي الفلسطيني في ظل الإمكانيات البسيطة والتحديات الخطيرة التي يواجهها الصحافيون في فلسطين.وأشاد الصوراني بدور المركز في هذا الصدد وتعزيز حرية الإعلام.ورحب مدير المركز عادل الزعنون بالحضور مشددا على إن حرية الإعلام تمثل البوابة الحقيقة لحقوق الإنسان.
وأوضح أن طاقم المركز اعتمد في التقرير على آلية جديدة وفقا للمواصفات الدولية ما يمكن أن يشكل إضافة نوعية بحيث يرسم صورة حرية الإعلام في فلسطين.وعرضت حنين عثمان منسقة وحدة رصد الانتهاكات ملخصا لنتائج التقرير وأهم التوصيات التي خلص إليها التقرير والذي يغطي الفترة بين الأول من كانون الثاني/يناير 2013 و31 من كانون الأول /ديسمبر من العام ذاته.
وأوصى التقرير بتشكيل تكتل يقوم بدور اللوبي الضاغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الانتهاكات وتوفير بيئة مناسبة لحرية الإعلام وحرية تنقل الصحافيين الفلسطينيين بين مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، والعمل لخلق آلية تنسيق بين المنظمات والمؤسسات والمراكز الحقوقية والإعلامية في فلسطين والدول العربية والعالم لأجل فضح الانتهاكات التي ترتكب ضد الصحفي الفلسطيني.
وحث المركز البرلمان الفلسطيني بإنجاز قوانين تكفل حرية الإعلام في فلسطين وتكفل حرية العمل الصحافي والإعلامي بما في ذلك ما يتعلق بالإعلام الجديد الذي يطلق عليه بـ"السلطة الخامسة".ودعا التقرير لحشد الإمكانيات والطاقات الإعلامية والحقوقية على المستويات الوطنية والعربية والدولية لإدانة الانتهاكات التي يتعرض إليها الصحافيون في فلسطين، وتحقيق الدفاع الدائم عن الصحافيين الفلسطينيين.
كما وأوصى هذا التقرير الذي جاء في سبعة وثلاثين صفحة مزودا بصور عديدة للانتهاكات على الصحافيين، باستمرار متابعة الانتهاكات ضد حرية الإعلام في فلسطين ومواصلة نشر التقارير الشهرية والدورية التي تصدرها وحدة رصد الانتهاكات في المراكزالاعلامية والحقوقية.
ووثق المركز (159) انتهاكاً كان أبرزها اسشهاد الصحافي محمود عادل الطيطي 25 عاما، مراسل شبكة الأحرار الالكترونية في 12 آذار/مارس 2013م ، وإصابة 79 حالة و(59) حالة اعتقال أو احتجاز أو استدعاء، إضافة إلى حالات منع من التغطية والسفر والتنقل، ومصادرة وتحطيم معدات صحافية، ومداهمة منازل ومكاتب صحافيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر