الحرب في سوريا تطلق جيلاً من المصورين الصحافيين بعدما قضت على أحلامهم ودمرت بلدهم
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

الحرب في سوريا تطلق جيلاً من المصورين الصحافيين بعدما قضت على أحلامهم ودمرت بلدهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحرب في سوريا تطلق جيلاً من المصورين الصحافيين بعدما قضت على أحلامهم ودمرت بلدهم

حرب
باريس _ المغرب اليوم

عند اندلاع النزاع في سوريا، بالكاد كان كل من سمير وعمر وأنس قد أتموا سنوات مراهقتهم لتقضي المعارك على أحلامهم وتدمر بلدهم. ومع وجودهم في مدن محاصرة أو يصعب الخروج منها، باتت عيونهم وصورهم شاهدة على فظائع وانتهاكات طبعت سنوات الحرب. على غرار هؤلاء، وجد عشرات الشبان أنفسهم يعملون مصورين لوكالات الأنباء العالمية ووسائل إعلام كبرى، رغم أن شيئاً لم يربطهم بعالم التصوير قبل اندلاع الحرب، التي بدأت باحتجاجات شعبية سلمية في منتصف آذار / مارس 2011، ما لبث أن قمعها النظام بقوة لتتحول نزاعاً متشعب الأطراف. يستعيد سمير الدومي

الذي يمثّل 16 مصوراً سورياً خصّص مهرجان فيزا للصورة معرضاً لهم في بربينيان في جنوب غرب فرنسا، المرة الأولى التي نشر فيها صوراً التقطها. ويقول لوكالة فرانس برس: "عند بدء الثورة عام 2011، نشر أشقائي الأكبر مني صوراً للتظاهرات المعارضة للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي. وسرعان ما بدأت أفعل الأمر ذاته". في مدينته دوما التي كانت تعدّ أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق وحاصرتها قوات النظام منذ العام 2013 حتى استعادتها السيطرة عليها عام 2018، تخلّى سمير عن أن يصبح طبيب أسنان. وبات هاجسه توثيق ما يجري بتفاصيله من غارات وحصار

واحتماء المدنيين في الملاجئ. ويقول رئيس تحرير قسم التصوير في وكالة فرانس برس ستيفان أرنو: "اتضح حينها أنه لم يعد من المعقول على الإطلاق إرسال صحافيين أجانب إلى سوريا" بعدما شكلوا "هدفاً رئيسياً لعمليات الخطف أو القتل". ونظمت فرانس برس حينها ورشة تدريب في تركيا جمعت، وفق أرنو، نحو 15 "مواطناً صحافياً" بهدف "تعليمهم أساسيات التصوير الصحافي ونقل توقعات الوكالة وميثاقها" إليهم". ومع الوقت، بات نحو عشرة شبان منهم مصورين متعاونين مع فرانس برس. ويوضح أرنو أن وجودهم كان ضرورياً "لمواصلة توفير تغطية متوازنة بين المناطق

الموالية للنظام والمعارضة له". عند اندلاع الحرب، كان أنس خربوطلي قد أتم للتو عامه العشرين، فبدأ بالتقاط الصور. وبعد سنوات، تلقى اتصالاً من وكالة الأنباء الألمانية (دي بي ايه) للتعاون معه.
ويروي عن تلك الفترة عبر الهاتف من محافظة إدلب السورية (شمال غرب) لفرانس برس "كنت بصدد متابعة دروسي لأصبح مهندساً. لكن الحياة أو بالأحرى الحرب قلبت خططي". في إحدى صوره المعروضة في بربينيان، تظهر امرأتان محاطتان بعدد من الأطفال في ملجأ مدمر أمام قدر. ويقول أنس: "كان ذلك خلال حصار الغوطة الشرقية وكانت المرأتان تطهوان أعشاباً لتهدئة جوع أطفالهن"،

بعدما فرضت قوات النظام حصاراً محكماً شكل شاهداً على مأساة السوريين خلال سنوات الحرب. في صورة أخرى التقطها سمير الدومي، تحتسي أم محمّد، امرأة في الستينات، القهوة في منزلها الذي طاوله القصف. ويقول بتأثر: "إنها إمرأة استثنائية. رغم أنها كانت مصابة، تولت الاهتمام بزوجها المشلول، وكافحت من أجل توفير المياه والطعام. وفي ساعات المساء، كانت تتابع دروساً لتعلم القراءة والكتابة". ويبدي سمير اعتزازه "بصور هؤلاء الناس العاديين الذين نجوا من الفظائع أكثر من الصور +الكليشيه+ الأكثر إثارة". وبفضل سلسلة صور التقطها تظهر عمليات إنقاذ مدنيين من تحت

الأنقاض، فاز سمير اللاجئ حالياً في فرنسا والمصور المتعاون مع فرانس برس بجائزة "وورلد برس فوتو" عام 2016. يعتبر حسن مروة، نائب رئيس قسم التصوير في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى وكالة فرانس برس، أنّ هذه النجاحات "تشكّل دليلاً على أن كل هؤلاء الشباب يستحقون الاهتمام وأن نمنحهم الثقة". ويتابع: "قد نعتقد أحياناً أنّ بإمكان صحافي أجنبي أن يعالج موضوعاً ما بمزيد من الموضوعية، لكن عندما يخبر أحد السكان المحليين عن معاناة مواطنيه، فهذه طريقة مهمة لإظهار" ما يجري حوله. من محافظة إدلب حيث يقطن ويتعاون مع فرانس برس، يعرب عمر حاج

قدور عن فخره بتحقيق العديد من أحلامه "أن أصبح مصوراً صحافياً، أفوز بجائزة دولية (جائزة فارين عام 2018) وتُعرض صوري في مهرجان فيزا". ويضيف: "يبقى لي حلم آخر هو رؤية صوري معروضة في الخارج"، موضحاً انه يشعر أحياناً كما لو أنه "مسجون" في بلده. ومنذ اندلاع النزاع، أخذ عمر على عاتقه مهمة أن "يعرف العالم المآسي التي تقع خلف أبواب مغلقة هنا. وما دامت الحرب لم تنته، فإن واجبي أن أبقى شاهداً" عليها. وتسببت الحرب السورية التي دخلت عامها الحادي عشر، بمقتل أكثر من 387 ألف شخص، وأدت الى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

قد يهمك ايضا

وفد رسمي لبناني سيزور دمشق لمناقشة استجرار الغاز من مصر والأردن

سوريا تدين الاعتداءات الإسرائيلية "المتكررة" وتطالب مجلس الأمن بإجراءات حازمة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب في سوريا تطلق جيلاً من المصورين الصحافيين بعدما قضت على أحلامهم ودمرت بلدهم الحرب في سوريا تطلق جيلاً من المصورين الصحافيين بعدما قضت على أحلامهم ودمرت بلدهم



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib