نيويورك ـ المغرب اليوم
طلب طلاق روبرت ميردوخ الملياردير الأسترالي الأصل ورئيس شركة «نيوز كورب» من زوجته الثالثة الصينية الأصل ويندي دينغ ميردوخ، بعد 14 عاما من الزواج، تزامن مع طلاق آخر يخص إمبراطوريته الإعلامية؛ إذ أصبحت «نيوز كوربوريشن» المدرجة على بورصة نيويورك تتكون من شقين.
المؤسسة التي بدأها قطب الإعلام في أستراليا انقسمت إلى «نيوز كورب»
(تحمل اسم الشركة الأم)، التي ينضوي تحت لوائها صحف «تايمز» و«صنداي تايمز» و«صن» و«وول ستريت جورنال». أما الشركة التي تعنى بالنشاطات الترفيهية أصبح اسمها «21 سنتشري فوكس». روبرت ميردوخ سيستمر رئيسا ورئيسا تنفيذيا للشركة الترفيهية، وأيضا رئيسا تنفيذيا لـ«نيوز كورب».
وبخصوص انفصاله عن زوجته ويندي أكد متحدث باسم شركة «نيوز كورب» أن ميردوخ (82 عاما) بدأ إجراءات الطلاق من دينغ الصينية المولد، حسبما أفادت به وكالة أنباء «بلومبرغ نيوز» ووسائل إعلام أخرى. يذكر أن ويندي ميردوخ (44 عاما) هي الزوجة الثالثة لميردوخ، التي تصدرت صورها صحف العالم ونشرات الأخبار عندما تصدت بلكمة لشخص هاجم زوجها خلال جلسة في البرلمان البريطاني كانت مخصصة لمناقشة فضيحة القرصنة التليفونية التي قامت بها صحيفته «نيوز أوف ذي وورلد» قبل إغلاقها في يوليو (تموز) 2011.
وتزوج الاثنان في عام 1999 ولهما ابنتان. وقالت «بلومبرغ» إن ويندي التقت ميردوخ عندما كانت مسؤولة تنفيذية صغيرة في قسم «ستار تي في» التلفزيوني التابع لميردوخ في هونغ كونغ. والتحقت ويندي بجامعة ولاية كاليفورنيا وتخرجت في برنامج الأعمال لطلاب الدراسات العليا بجامعة «ييل» قبل انضمامها إلى «نيوز كورب».
وقالت مصادر إعلامية إن هناك «عقد ما قبل الزواج» موقعا بينهما ينظم الاتفاق في حالة الطلاق، وألحق هذا بعقدين عامي 2002 و2004، وأضافت المصادر أنهما يعيشان منفصلان منذ فترة.
وقالت «نيوز كوربوريشن» إن الطلاق لن يؤثر على أداء الشركة ووضعها في السوق، لأن زوجته وابنتيه منها؛ غريس (11 عاما)، وكلوي (تسعة أعوام)، لن يكون لهما أي قوة تصويتية داخل الشركة. وتملك عائلة ميردوخ 38.4 في المائة من أسهم الشركة التصويتية وذلك من خلال ائتمان «تراست» مسجل باسم العائلة وموزع على أبناء ميردوخ الستة. وفقط أربعة من أبنائه من زواجه الأول والثاني لهم حق التصويت أو تخويل من ينوب عنهم، وهذا يعني أن هؤلاء الأبناء سيتحكمون بالتصويت في حالة وفاة الأب روبرت ميردوخ. أما نصيب غريس وكلوي من الأسهم (من دون حق التصويت) فقدر بـ269 مليون دولار.
وأما بخصوص فصل نشاطات مجموعة «نيوز كورب» الإعلامية إلى شقين، بين وسائل النشر والصحف وتلك المربحة في قطاعي التلفزيون والسينما فقد جاء على خلفية فضيحة التنصت في بريطانيا. وقرر مجلس إدارة المجموعة إنجاز عملية الفصل هذه في 28 يونيو (حزيران).
وسيتلقى كل مساهم في «نيوز كورب» سهما واحدا من شركة النشر الجديدة مقابل كل أربعة أسهم يملكها حاليا.
وكانت «نيوز كورب» أعلنت عن العملية منتصف العام الماضي لكنها لم تحدد موعدا لذلك، مكتفية بالقول إنها ستتم بحلول نهاية يونيو.
وقال ميردوخ إن «عملية الفصل ستحرر القيمة الحقيقية للشركتين ولموجوداتهما المنفصلة» عبر إعطاء «فرص استراتيجية منفصلة» للمستثمرين والسماح «بإدارة تحدد أهدافها بدقة أكبر» للفرعين.
وستحتفظ شركة النشر «هاربر كولينز» وصحف المجموعة باسم «نيوز كورب». وهي تضم صحفا عريقة مثل «وول ستريت جورنال» و«تايمز» لكنها تأثرت بتراجع الصحافة المكتوبة وفضيحة عمليات التنصت غير الشرعية التي أدت في 2011 إلى إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» بعدما كانت واحدة من أكثر الصحف البريطانية انتشارا.
وفي إشارة إلى الصعوبات المستمرة لهذا الفرع، قالت الوكالة الفرنسية في تقريرها إن ذلك سيتسبب في خسائر في نشاطات النشر الأسترالية والأميركية عبئا إضافيا يتراوح بين 1.2 و1.4 مليار دولار في حسابات الفصل الرابع الذي ينتهي في نهاية يونيو، وستكون الأخيرة المشتركة بين المجموعتين.
وقال مصرف «دويتشه بنك» في مذكرة إن «التحديات الهيكلية واضحة»، مؤكدا أن «الإدارة تعمل بجد لإحياء» النشاطات. وسيتولى الأسترالي روبرت تومسن القريب من عائلة ميردوخ الإدارة العامة للمجموعة الجديدة «نيوز كورب». وتشير معلومات نشرتها هذه الشركة التي تعلن عن رقم أعمال سنوي يبلغ نحو تسعة مليارات دولار، إلى أنها ستبدأ عملها بسيولة قدرها 2.6 مليار دولار يمكن أن تساعدها في عمليات شراء أيضا.
وأعلن في نهاية مايو (أيار) عن برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 500 مليون دولار، من دون تحديد موعد له.
أما قطاعا التلفزيون «شبكة فوكس» و«بي سكاي بي» واستوديوهات «21 سنتشتري فوكس» المربحة، ويبلغ رقم أعمالها مجتمعة 23.5 مليار دولار، فسيصبح اسمها «توينتي فيرست سنتشري فوكس».
من جهة أخرى، تنوي «نيوز كورب» اتخاذ إجراءات «لحماية مساهميها» من محاولات الاستحواذ على أي من المجموعتين. ومن هذه الإجراءات إلزام أي شارٍ لأكثر من 15 في المائة من الأسهم من دون موافقة مجلس الإدارة المعني، بمنح المساهمين أصلا أسهما جديدة بسعر أقل بكثير من السوق.
وهذه «الوصفة السحرية» يفترض أن تعقّد أي عملية استحواذ كبيرة.
وبين الواصلين الجدد إلى «21 سنتشري فوكس» دلفين ارنو نائبة المديرة العامة لمجموعة «كريستيان ديور» للأزياء وابنة الملياردير الفرنسي برنار ارنو رئيس مجموعة «إل في إم أش».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر