القاهرة ـ أكرم علي
دعا البيان الختامي لمؤتمر "الصحافة العربية.. الحاضر والمستقبل فى ظل الربيع العربي"، الذي انعقد في القاهرة إلى إطلاق موقع على شبكة التواصل الاجتماعي يحمل اسم "الائتلاف العربي لحرية الإعلام"، ويضم ممثلي الصحافة والإعلام المستقل في مختلف البلدان العربية، على أن يشكل المشاركون في
أعمال المؤتمر نواة هذا الموقع، وذلك تمهيدًا لدرس إمكان قيام هذا الائتلاف في هيئة منظمة مدنية عربية، تدفع كل الجهود الهادفة إلى تحرير الصحافة والإعلام العربي، والعمل على استقلاله عن مصادر الهيمنة والاحتكار.
وأوصى المؤتمر، الذي نظمه "الائتلاف الوطني لحرية الإعلام" بمشاركة ممثلين للصحافة وخبراء وأكاديميين من ثماني دول عربية، بتغيير الإطار التشريعي والمؤسسي لعمل الصحافة العربية، ووضع قواعد راسخة لحرية الصحافة، واستقلالها عن جميع مصادر السيطرة الحكومية والحزبية والاقتصادية، مطالبًا أبناء المهنة والمعنيين بالشأن الإعلامي، بإقامة أوسع تحالف ممكن مع مختلف القوى والمؤسسات الثورية والوطنية، للعمل على تكريس مفاهيم حرية الصحافة والمعايير المتصلة بها، وكذلك السعي إلى تحقيق تحولات ملموسة في بنية المنظومة الإعلامية القائمة، ودفعها في اتجاه الاستقلالية والتعددية، والالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية.
وأكد التقرير الختامي للمؤتمر، الذي انعقد يومي 12 و13 حزيران/يونيو، أن "أهم انتصار حققته الثورات العربية هو كسر حاجز الخوف واليأس لدى المواطن العربي، وتعاظم تأثير الإعلام الجديد والصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بما يؤذن بنهاية عصر احتكار السلطة للمعلومات، وانفرادها بالهيمنة المطلقة على وسائل الإعلام الجماهيرية والصحافة المطبوعة، وأن تعقيدات المراحل الانتقالية التي تمر بها هذه الثورات، ومن بينها اعتراض مؤسسات النظام القديم وبعض جماعات الإسلام السياسي لمجرى التغيير الثوري، هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تعثر عملية التحول الديمقراطي، وإطلاق الحريات العامة، وفي القلب منها حرية الصحافة، فضلاً عن تهديد إمكانات قيام دولة المواطنة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية في هذه البلدان.
ورأى المشاركون في المؤتمر، أن "هذه التعقيدات وما يرتبط بها من مواجهات سياسية حادة ،أو مصادمات مسلحة ودامية في بعض الأحوال، لم تفلح في كسر إرادة الشعوب التي نفضت عنها أغلال الذل والاستعباد، وبالمثل فإن سعي الأنظمة العربية الاستبدادية، مدعومة بتواطؤ الإدارة الأميركية وحلفائها، لوأد حركات الإصلاح والتحديث السياسي والاجتماعي في مهدها، لن يُكتب له النجاح، لأن مطالب الشعوب لا تموت، حتى لو فرض عليها البقاء إلى حين حبيسة في الصدور، وأن دور الصحافيين ورجال الإعلام ومنظماتهم المهنية والنقابية لا ينبغى أن ينفصل عن دورهم في الدفاع عن حق مواطنيهم في المعرفة، والتصدي لكل الانتهاكات والضغوط التي تستهدف تعطليهم عن أداء هذا الدور".
وشدد المؤتمر على أهمية التنسيق والتواصل المستمر بين مختلف فئات الصحافيين والإعلاميين العرب، واستحداث أشكال مؤسسية لإنجاز هذا الهدف، وضمان التواصل الدائم وتبادل الآراء والخبرات لمواجهة التحديات المشتركة، في حين أوصى بدعم وتطوير منظمات وشبكات المجتمع المدني، المعنية بحرية التعبير والصحافة ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون، بالإضافة إلى تنمية أشكال التعاون بينها وبين تجمعات الصحافيين والإعلاميين في مختلف الأقطار العربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر