الرباط - المغرب اليوم
تذكّر المعهد العالي للإعلام والاتصال واحدا من أعلامه الذين خرّجوا أجيالا من الإعلاميين، وأحد أكاديمييه الذين تفاعلوا مع قضايا الإعلام، وفهم المجتمع، ومحاربة الأمية، بحثا وعملا وتدريسا.
والتأم أعضاء المعهد وخريجوه وطلبته في لقاء للذكرى وللوفاء، نُظِّمَ الجمعة في مدينة العرفان في الرباط، لتذكّر الأستاذ محمد بلغازي.
قال عبداللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، إن "لقاء الوفاء لحظة نريدها للمؤسّسة بكل مكوّناتها لتقديم الشكر الجزيل لهذا الشامخ والمعلمة، من حيث لغته وإمكاناته الذاتية والإنسانية".
ووضّح بنصفية أن الفقيد محمد بلغازي كان "الخيط الأبيض للمعهد العالي للإعلام والاتصال، وغالبا ما كان يتطوّع أو يكلَّف ليتدخّل عندما تحدث المناوشات التي تشهدها المؤسسات، وهو ما كانت تمرّ بعده الأمور في كثير من الحالات بسلام"، مضيفا: "كما كان يتطوَّع لمرافقة الطّلبة الذين يواجهون صعوبة كبيرة لعدم إتمام تدريباتهم أو بحوثهم أو عدم متابعتهم الدّراسة".
وقال محمد عز الدين المنصوري، مدير البيداغوجيا والبحث العلمي بالمعهد، إنّه تعرف على الراحل بلغازي منذ مدة، مستحضرا لقاءهما في باريس لمتابعة دراستهما وتحضير الدكتوراه.
وعدّد المنصوري نماذج حول معرفة محمد بلغازي الواسعة باللغة، والناحية الفقهية، والطابع الإسلامي لبعض الأمور، وتذكّر الحديث الذي كان يطول بينهما حول المعهد والسياسة الوطنية والدولية، ونشوة تبادل الآراء والمواقف، والاحترام الكامل بينهما رغم الاختلاف في بعض المواقف.
وعرف "لقاء الوفاء" عرض تسجيل لابنة الراحل محمد بلغازي، تحدّثت فيه عن مسار والدها، وعلم الاجتماع الذي كان أسلوب عيشه، وصولا إلى الشهر الذي فصل بين آخر لقاء مباشر معه قال لها فيه: "أنا راضي عليك أبنتي دنيا وآخرة"، والقبلة التي طبعتها على جبينه البارد.
وأسلم الأستاذ محمد بلغازي روحه إلى بارئها عن عمر ناهز ستّة وستّين سنة، وقد أمضى حياته منذ عام 1984 أستاذا لسوسيولوجيا الإعلام، وللتلفزيون، إضافة إلى ترؤسه قسم السمعي البصري بالمعهد العالي للإعلام والاتصال.
وحصل الفقيد محمد بلغازي على شهادة دكتوراه أولى من جامعة باريس الثانية، بعدما حصل على دبلوم المعهد الفرنسي للصحافة، الذي جاءه خريجا من المعهد العالي للصحافة، سابقا، بالرباط، ثم حصل على شهادة دكتوراهُ ثانية في العلوم السياسية من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
كان للراحل محمد بلغازي مسار حافل يوازي عمله الأكاديمي، فكان مستشارا للإعلام والتواصل، ثم رئيسا لقسم الإعلام والتواصل مع الراحل عبد الهادي بوطالب في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وموظفا دوليا منتدبا من المغرب لدى الإيسيسكو، وعُيّن كاتبا عاما لمؤسسة التنمية المحلية والشراكة في سنة 2001، ونسّق برنامج فيدرالية الجامعات الشعبية الألمانية حول تعليم البالغين، ومحاربة الأمية، كما ترأّس وأدار نشر جريدة "الأنباء" بتكليف من الوزير والكاتب الراحل العربي المساري.
قد يهمك ايضا
إدارة الوداد تحدد لائحة الإعلاميين لتغطية مباراة الجيش الملكي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر