دمشق- المغرب اليوم
من يعرف تفاصيل قصة الشاب علي المحمود يدرك أن المستحيل مصطلح غير واقعي وإنما هو فكرة العاجزين، هذه القصة التي تحرك كل الطموحات الكامنة داخل الإنسان، وتجعل كل التحديات تذوب أمام إرادة علي الذي بنى لنفسه كياناً كبيراً في ظل الإعاقة التي أصيب بها منذ الولادة.
بدأت مسيرة علي الذي يعيش في ريف دمشق منذ الولادة، إذ خلق هذا الشاب مع شقيقه بالإعاقة الطبيعية نفسها، ولكن علي أصر على تحدي الإعاقة ونسف كل المعوقات التي تعترض طموحاته من أجل أن يكون إنساناً طبيعياً بكامل الإمكانات الجسدية والعقلية.
انتسب علي إلى كلية الإعلام في جامعة دمشق، وبعد أن حقق النجاح وتخرج في الجامعة قرر أن يواصل المسيرة الإعلامية بكل أبعادها التحريرية والفنية، ودخل عالم التكنولوجيا والتحق بأحد المعاهد المتخصصة في المعلومات وحصل مرة أخرى على شهادة جديدة.
مرة أخرى تفجرت طموحات كبيرة داخل علي ليكمل المسيرة العلمية من الجانب الفني، وتعلم العديد من البرامج الفنية في الإعلام من تصميم وإنفوغراف ودخل عالم التصميم، وتطور الأمر إلى إنشائه موقع "نيوز برس" في سوريا والمتخصص في القضايا الاجتماعية، وهو يدير هذا الموقع بنفسه مع مجموعة من الشباب المؤمنين بقدراتهم وطموحاتهم.
والآن يقوم علي بشكل شخصي، على الرغم من الإعاقة الجسدية، بكل المهمات في الموقع من ناحية الإدارة والتصميم وبقية التفاصيل التقنية، بل اتبع دورات في الصحافة لاستكمال هذه الخبرات، ولا تتوقف طموحاته عند هذا الأمر.
تقول والدة علي إنها بذلت جهوداً كبيرة من أجل وصول علي إلى هذه المرحلة وهو الآن منسجم مع نفسه ولا ينتابه أي إحساس بالإعاقة، وخصوصاً أنه طوال الوقت أمام شاشة الكمبيوتر، مشيرة إلى أنها تتعامل مع علي بشكل طبيعي بعيداً عن الإعاقة.
وتضيف إنها منذ البداية واجهت العديد من المعوقات وخصوصاً أن ابنيها علي وخالد (الذي توفي قبل أعوام) مصابان بالإعاقة نفسها.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر