الرباط- المغرب اليوم
قرّر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، الوقف الكلي لبث "راديو مارس" خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامجي "العلما د مارس" و"قضايا رياضية بعيون الجالية"، لمدة 15 يوما، ووقف البرنامجين المذكورين طيلة نفس المدة، مع إذاعة بيان إخباري بالقرار على أمواج الإذاعة ونشر القرار في الجريدة الرسمية، بعد الضجة الكبيرة التي خلفتها ردود منشطين إذاعيين على نساء على أمواج الإذاعة اتهموا على خلفيتها بالإساءة للمرأة.
أقرأ أيضا :
"ماسبيرو" يكتشف "غرفة" تحتوي موادًا نادرة لم تُفتح منذ عهد صفوت الشريف
يأتي هذا القرار الذي اتخذه المجلس في آخر اجتماع له بعدما سجل خلال عدد من حلقات البرنامجين المذكورين مجموعة من الخروقات للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال الاتصال السمعي البصري، لا سيما تلك المتعلقة باحترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة الصور النمطية التي تحط من كرامة المرأة وعدم الحث على العنف أو الكراهية، فبعدما اعتبر المجلس الأعلى أن من أبرز أدوار الإعلام الرياضي، الارتقاء بالنقاشات المحيطة بهذا المجال وإشاعة المثل الرياضية وروح المنافسة الشريفة والمساهمة في إبراز أدوار الرياضة في الاندماج والتنشئة المجتمعية والانفتاح على الآخر، سجل أن الخطاب الموظف خلال حلقات برنامج “العلما د مارس” يحث ويحمل، ولو ضمنيا، فئة من الجمهور على التعصب أو العنف أو الكراهية بين المشجعين أثناء التظاهرات الرياضية، لا سيما أنه يفترض أن يمثل منشط وضيوف البرنامج، بالنظر للمسؤولية المجتمعية للصحافيين والوظيفة الأساس لوسائل الإعلام، نموذجا وقدوة، لشرائح عريضة من الجمهور، وبخاصة الناشئين منه.
واعتبر المجلس أن تصريحات منشط البرنامج تجاه إحدى المستمعات من قبيل: "تمشي تبعد منا، سيري عا فحالك، المغرب مسالي ليك أنت تشجعيه ولا ما تشجعيه" تشكل مسا بانتمائها وحسها الوطني، وأن ما ورد في تصريحات أخرى تجاه نفس المستمعة، يفرض على الجمهور مواقف وتمثلات المنشط حول إبعاد وعدم أحقية المرأة في الاهتمام بالشأن الرياضي الوطني من خلال حصر دورها في الطبخ، الشيء الذي يقزم وظيفتها وإسهاماتها المجتمعية وينتقص من كفاءاتها وقدراتها، كما يلغي حريتها وحقها في التعبير عن رأيها انطلاقا من وضعها كفاعل أساسي في المجتمع.
وسجل المجلس الأعلى أنه رغم الطبيعة التفاعلية لبرنامج “العلما د مارس”، أمر المنشط على المباشر، وبطريقة فجة، المصلحة التقنية للبرنامج، بقطع مكالمة لأحد المستمعين الذي اختلف معه في الرأي، وهو ما يسهم في إضعاف ثقافة الحوار ويمس بواجب احترام تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي، ويتنافى وواجب الحياد المفروض في الإعلامي المهني. في ما يتعلق ببرنامج “قضايا رياضية بعيون الجالية” سجل المجلس الأعلى استعمال عبارات ذات حمولة قدحية تكرس صورة نمطية مبنية على توصيف يحتقر الأداء الرياضي النسوي والمستوى التنافسي للمرأة في الرياضة.
يذكر أن قرار المجلس الأعلى اتخذ في إطار إحالة ذاتية بشأن حلقة 4 يوليو/ تمّوز 2019 من برنامج “العلما د مارس” وحلقة 7 يوليو/ تمّوز من برنامج “قضايا رياضية بعيون الجالية”، كما أنه توصل بأكثر من 100 شكاية تقدم بها أفراد، بشأن حلقتي 20 و21 مايو 2019 من برنامج "العلما د مارس”، وأكثر من 20 شكاية تقدم بها أفراد وجمعيات، بشأنحلقة 04 يوليو/ تمّوز 2019 من البرنامج نفسه.
وقد يهمك أيضاً :
إغلاق مقر “أم أف أم سوس” يخرج العاملين بالإذاعة للاحتجاج في شوارع أغادير
لطفيّة الخطيب كانت أول من نشر مقالاً باسمها الصريح عام 1952 في جدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر