شدَّد إعلاميون على أهمية الإعلام في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، في ظل التراجع الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة الماضية. ودعا الإعلاميون خلال ورشة عمل على هامش مؤتمر بعنوان "جامعة الدول العربية والقضية الفلسطينية.. تحديات وفرص" الذي تنظمه "جامعة الإسراء" في فندق "المشتل" في غزة، إلى "ضرورة تفعيل الدور الإعلامي وتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية".
أقرأ أيضا : موسكو تستخدم قناة "روسيا اليوم" للتأثير على الشعوب
كز الإعلاميون الذين يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية، على أهمية استثمار كافة المنابر الإعلامية والدبلوماسية والعلمية لخدمة قضيتنا، لاسيما الجامعات والسفارات ووسائل التواصل الاجتماعي. و شددوا على ضرورة أن يتسلح الإعلامي بالمبادئ ويكون له دور مؤثر في وسائل الإعلام التي يعمل بها.
وأشار الإعلاميون إلى "ضرورة أن مخاطبة الشعوب، لأن تغيير الرأي العام يبدأ من الشعوب ثم ينتقل إلى الدول"، مؤكدين على أن "دور الجامعة العربية مهم ويجب ألا نستسلم لموتها، ونستنهضها". ورأى الإعلاميون أن "البداية تكون من إصلاح البيت الداخلي الفلسطيني ومحاولة إيجاد وحدة وأن نكون موضوعيين، والتواصل مع التجمعات الإعلامية العربية تنسيق السياسات الإعلامية".
وكان حسن المدهون رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر قد رحب بالحضور، وأكد على أهمية العلاقة مع الإعلام بما يخدم القضايا الوطنية والمجتمعية الفلسطينية، وأكد أن هذا اللقاء يهدف إلى وضع آليات لتفعيل الإعلام لاستنهاض دور جامعة الدول العربية لخدمة قضيتنا الوطنية الفلسطينية. وأعرب عن تقديره لما يقوم به الإعلام الفلسطيني في إيصال الرسالة الفلسطينية إلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية والمجتمعية، ومساندة الجهود الدبلوماسية الفلسطينية بما يخدم قضية شعبنا العادلة.
وأدارت الجلسة الإعلامية إسراء البحيصي التي أكدت على أهمية الإعلام في المجتمعات، وقالت إن "الإعلام يحرك المجتمع أكثر من الدوائر العملية، فالدوائر العلمية تعطي نتائج تحقق فيما بعد، بينما الإعلام يعمل على تحقيق نتائج بشكل أكثر فاعلية".
وأكدت البحيصي على أهمية توحد الإعلام لتغيير واقع الجامعة العربية وأهمية الحديث عنها واستنهاض الجسد الميت، ورأت أن جامعة الدول العربية عبارة عن جسد ميت تحت رعاية طبية يتحكم فيها جهة ما ليبقيها في الأنفاس الأخيرة، لكنها منزوعة القرار، ولكن أرى أن بقاءها وتصليحها أفضل من استبدالها بجسد آخر، مشددةً على ضرورة إعادة إحياء هذه الروح العربية داخل أروقة جامعة الدول العربية. وأضافت البحيصي أن تغيير سياسات الدول تنبع من شعوب هذه الدول.
كما أكدت على أهمية أن يكون للصحفي مبادئ تحكمه وأنه يستطيع أن يكون موضوعيًا وفق خيوط لا تفقده انتماءه الوطني أو الإنساني أو العروبي. قالت "إننا شعب لا يملك إلا الأوراق في الأمم المتحدة التي أقرت بحقه، وإن كانت لا تنفذ وظهرنا العربي وبقاؤنا وصمودنا على أرضنا ونمتلك المحاور الثلاثة ويجب أن نبدأ نعمل عليها".
أما الإعلامي أسامة العالول فقال: "يجب ألا نقول أن جامعة الدول العربية جسد ميت، وإنها كما أي جسم يسيس، فإن الجامعة العربية أيضًا تسيس وأن التمويل يتحكم في الأمور ورأى أن خلافات العرب تنعكس على الدول العربية، وتنعكس على الممول لذلك يجب أن نبعد الإعلاميين عن هذا التحكم وأن نرفع من شان الجامعة العربية على إنها الحاضنة للعرب وللقضية الفلسطينية".
يدروه قال الإعلامي عبد الناصر أبو عون: "جميل أن نستعرض إنجازات ما تحقق، فالجامعة العربية هي انعكاس للنظام العربي الرسمي وهذه الجامعة نعتقد أن الإعلام في ظل التكنولوجيا ربما تجاوز جامعة الدول العربية ودورها والنظام العربي الغارق في التجاوزات والهموم أصبحت الشعوب بفضل الإعلام الجديد . وعرّج أبو عون على القمة العربية المقبلة ورأى أنها لن تكون إضافة لما سبق وإنما تكرار، ولكن هذا لا يمنع أن نفعلها .
وأضاف: إن "جامعة العربية تنفذ سياسة الدول العربية المنضوية تحتها التي تقوم على النظام الرسمي العربي، ولم ترق إلى تطلعات الشعوب العربية المقهورة حتى بعد الثورات العربية، وأن دورنا كإعلاميين أن نفعل دور الجامعة العربية، وقال صحيح لا نملك الأدوات والوسائل لذلك، ولكن علينا تسخير خدمة هذا الشعب الذي ينقل دور المظلومين والقهورين وهذا لن يتأتي إلا من خلال تراكم حالة الوعي الجمعي"، مشيراً إلى تراجع القضية الفلسطينية في ظل ظهور ملفات أخرى، مثل السوري واليمني وغيرها ومطلوب إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الصدارة في الجامعة العربية.
ولفت الإعلامي سليمان الرواغ من الشبكة العربية للإعلام، الى مقولة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ورأيه حول جامعة الدول العربية قائًلا: "الجامعة العربية كما قال عنها هيكل هي ثلاجة قديمة موجودة على ضفاف النيل هي انعكاس لواقع عربي وهو سيء جدًا، وأضاف لم نبذل الجهد الكافي لإيصال رسالتنا وخطابنا الإعلامي الموحد ويجب أن يكون خطابنا ينقل معاناتها. واضاف: "هناك قصور من قبل سفاراتنا الفلسطينية ويجب التركيز على الجوانب العلمية واختراق الجامعات" .
أما دكتور يحي المدهون جامعة الأزهر فقد تحدث عن تجربته في السودان، وقال أن القضية الفلسطينية بالنسبة للسودانيين والشعب السوداني لها تعاطف كبير وهناك كره اعمي للاحتلال يعبر عن حبهم وانتماءهم لفلسطين. وأضاف المدهون "أستطيع القول أن الثورات الخاصة التي تعبر عن الشعب هي في السودان وأن الشاب السوداني الذي يتجهز ليومه لكي يعيش وجد نفسه أمام حالة كبيرة من الغلاء طالت رغيف الخبز، وهناك أسباب كثيرة دعت للثورة الفلسطينية.
دعا إلى أهمية العمل على الوحدة الوطنية لإعادة القضية الفلسطينية إلى بريقها وأهميتها، وهذا يتطلب إلى جهد كبير، وتابع المدهون أن الشعب الفلسطيني مثقف، وأكد على أهمية الجامعات والسفارات الفلسطيني في إيصال الرسالة الفلسطينية ونقل الهم الفلسطيني ويجب أن تقوم السفارات بدور أفضل في نقل الهم الفلسطيني .
وأضاف المدهون أن السودان ملتقى لعدد كبير من الدول وركز على ضرورة تسليط الأنظار على السودان من أجل كسب الدعم للقضية الفلسطينية، وأن هناك فرص مهيأة ونستطيع الحدث بحرية ونقل رسالتنا. ودعا إلى "توحيد الصفوف وإنهاء الانقسام الذي هو سبب تراجع القضية الفلسطينية وبالتالي يجب أن نؤكد أن هذا الانقسام يجب أن ينتهي بأي طريقة من أجل طرح القضية الفلسطينية".
كما دعا إلى تغيير في خطابنا الإعلامي لكسب تعاطف الناس وبجهدنا الشخصي نستطيع أن نغير، وأكد على ضرورة أن يكون كل فلسطيني في الخارج سفير لنقل معاناتنا للعالم الخارجي. وأكد على أهمة الاتصال الشخصي مع الناس وهو من أقوى الاتصال في التأثير. كما نبه إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تؤثر جدًا في العالم والشعوب العربية.
أما الإعلامي عبد الهادي مسلم فقال: " كنت أتمنى أن تحذف جامعة الدول العربية لأنها جسد ميت، لكن معنيون بتعاطف الدول معنا.. إعلامنا الفلسطيني يحتاج إلى توحيد لصالح قضيتنا الفلسطيني قبل أن نطالب الإعلام العربي ، ونوه إلى القذف والتشهير في الإعلام العربي.. يجب أن نركز على البعد الوحدوي لقضيتنا الفلسطينية في وسائل الإعلام، كما أن إعلامنا الفلسطيني لا يصل للشعوب العربي ويخاطبها لدرجة أن هناك جهل في الأوساط العربية حول القضية الفلسطينية، كما أن إعلامنا أصبح اليوم منشغل بقضايا جانبية على حساب القضية الوطنية، وطالب مسلم أن يكون إعلامنا موحد يوصل رسالتنا إلى العالم.
وتساءل يوسف الحداد كيف يمكن الخروج بإستراتيجية موحدة في ظل التشتت العربي ؟.. هناك خلافات عربية انعكست على القضية الفلسطينية كمان أننا غير قادرين على إيصال رسالتنا إلى العالم، وهناك بات استخدام مصطلحات مغلوطة وضرب مثلًا على ذلك قضية الأسير وأن الصحيح هو معتقل.
وبدورها قالت الصحافية إيمان دياب: "نحن في حاجة لكل منظمة أو جسم يوصلنا إلى دولة، ولكن المشكلة في الوصول إلى هذه الأجسام". وأضافت"نفتقد الوعي والثقافة عن فلسطين وبلدنا وقضيتنا وهناك خلل في المناهج والمدارس . كذلك أشارت إلى الأخبار التقليدية وأن هناك خللاً في الكتابة والصياغة تجعل من الصعب وصول الرسالة الإعلامية. ودعت إلى تغيير النمطية في توصيل الصورة والتركيز على القضايا الإنسانية للتأثير وإيصال الرسالة الإعلامية حول قضايانا المختلفة.
وأكد الصحافي علاء المشهراوي على أهمية أن تكون "علاقتنا بالكل العربي جيدة وإلا نهاجم احد ونحاول كسب الجميع لصالح قضيتنا". وقال: أنا "كصحفي فلسطيني في قضية الجامعة العربية يجب أن يكون لنا إعلام موحد ونركز على القضايا الرئيسية التي ليس عليها خلاف مثل القدس واللاجئين وغيرها وألا نثير القضايا الخلافية" .
من ناحيته، تحدث الدكتور أسلم الشندغلي حول الأهداف التي انطلقت من أجلها جامعة الدول العربية، وقال" جميعنا يفهم على الأقل أن جامعة الدول العربية جاءت بهدفين أساسيين، هما حشد الجهود العربية والتنسيق بين الدول العربية في دعم قضية الأمة التي تتفاعل من وقت لأخر. وأضاف يجب أن تكون قضيتنا في كل المحافل والجلسات التي تدور في مؤسسة مثل مؤسسة جامعة الدول العربية، وركز على أهمية إيصال حالة من الضغط لخدمة قضيتنا.
وتابع الشندغلي: إعلامنا ينقسم ما بين فئتين أساسيتين، إما إعلام حكومي محض، أو حزبي محض، وأدى إلى حالة من التراجع في الأداء الإعلامي وتأثيره على الشعب الفلسطيني وامتنا العربية. واعتبر أن "المخرج الوحيد في فعالية الإعلام الفلسطيني هو أن نفكر كيف تخلق أو تصنع مؤسسة إعلامية مستقلة".
وأضاف أن "استقلالية الإعلام الغربي والدولي والحرية التي يتمتع بها جعلته ينافس ساسته ويواجههم ويقف في وجههم". أكد على أهمية صناعة القصة الخبرية وليس تدويل الخبر.. وقال مطلوب حالة من الاستقلالية في المؤسسة الإعلامية الفلسطينية.
وقد يهمك أيضاً :
أوغندا تفرض ضريبة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي
انطلاق حملة في تونس عبر وسائل التواصل الاجتماعي تناشد بإغلاق مكتب "الجزيرة" القطرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر